ثقافة وفن

مسلسل «على الحلوة والمرّة» نسخة معرّبة … عمل درامي استهلاكي فيه إثارة سطحية وإبهار للمشاهد بالصورة الجميلة

| سوسن صيداوي

الإبداع من السهل الممتنع، انتظاره وغزارته أمران يحتاجان إلى المتابعة والتغذّية الفكرية والبصرية الجادّة، ولكن ما أود الخوض فيه هنا، هو فكرة النسخ من العالم الأجنبي والتي نعتمدها في حياتنا بداية وفي كل المجالات ووصولاً إلى الفنون، حيث تشهد الساحة الدراميّة المشتركة أسلوباً أصبح معتمداً، بإنتاج مسلسلات مأخوذة عن نسخ أجنبية، ومنها ما يُعرض في الوقت الحالي، مسلسل (على الحلوة والمرّة) على منصة «شاهد» وقناة «إم بي سي».

العمل هو النسخة العربية من المسلسل التركي «على السراء والضراء» وتدور أحداثه في 60 حلقة، السيناريو والحوار لكل من: لبنى مشلّح ومي حايك، والإخراج لفكرت قاضي، ومن بطولة: دانا مارديني، نيكولا معوض، باميلا الكيك، جو طراد، نور علي، كارمن لبس، سلمى المصري، محمد خير الجراح وآخرين.

استسهال أم أجمل

هل المشاهدة البصرية أصبحت لا تطيق رؤية الدمار والفقر ببؤسه، وهل ترغب حقاً بمشاهدة كل ما هو جميل من طبيعة وأبنية ومنازل وفرش وممثلين وثياب….؟ إلخ. وهل ثِقل هموم الحياة أصبح يتطلب نوعاً خفيفاً من الفرجة تحققه نوعية من المسلسلات وهي بطبيعتها (لايت) فيها من الفكاهة والكوميديا، لتحقق شرط التسلية مع الإمتاع، من دون أن تكون ممتلئة بالمضامين الجوهرية من حيث القصة والنص والحبكة الدراميّة والأسلوب الإخراجي وغيره.

تساؤلات يجيب عنها مسلسل (على الحلوة والمرّة) الذي وجده الكثير من أصحاب الخبرة والاختصاص، بأنه عمل درامي استهلاكي، يحقق نوعاً من الإثارة السطحية، والتأثير الكبير وإبهار المشاهد بالصورة الجميلة، كما ذكرنا أعلاه، تماماً كما حصل في التجربة الأولى المُعرّبة عن مسلسل تركي، وهي «عروس بيروت»، المأخوذ من «عروس إسطنبول» والذي يتم في الوقت الحالي التحضير للجزء الثالث منه.

وأخيراً الأهم بالنسبة لشركات الإنتاج العربية أو القنوات والمنصات، التي تعرض هذه النوعية من المسلسلات، هو سرعة جذب المشاهدين والمتابعين والمتحدثين عن عمل ما، وتحقيق المكاسب المالية الأكبر، ونسب المشاهدة الأعلى، بغض النظر عن المضمون.

من القصة

تدور أحداث مسلسل (على الحلوة والمرّة) انطلاقاً من المشهد الأول والذي تكون فيه (فرح) والتي تقوم بدورها الممثلة دانا مارديني، منهارة بشكل كبير، لأن عريسها (ريان) نيكولا معوض، يتخلى عنها في ليلة الزفاف، ولكن هذا الجرح يدفع (فرح) لتُقبل على الحياة بشكل أكبر، ولتعمل منسّقة أعراس، ومن ثم تدور الدنيا ويأتي اليوم الذي تطلب منها صاحبة الشركة التي تعمل فيها، بأن تتفرغ بشكل كامل من أجل أن تقوم بتنسيق عرس ابنتها (لانا) باميلا الكيك، وهنا الأحداث تتصاعد وتتشابك عند ظهور العريس وتراه «فرح» ويكون هو نفسه الشاب الذي تخلى عنها.

مواقف من الفكاهة والكوميديا تحضر لتجمّل الحلقة وتبعد المشاهد عن الملل أو الوقوع برتابة الأحداث.

دانا مارديني «فرح»

في البداية وحول غياب النجمة دانا مارديني عن الساحة، تقول: «أنا لا أحب التأطير ولا النمطيّة، ولا أرغب بالظهور لمجرد التواجد بالساحة في أدوار وشخصيات جميلة ولكن لا تناسبني، لهذا ابتعدت حتى أجد ما يقدم لي إضافة بمشواري».

وعن شخصية (فرح) تشرح مارديني أكثر: في أحد اللقاءات كانت الشخصية فيها الكثير من التناقضات وكيف تعيش تحت ضغط كبير من الانفعالات والصراعات، فكانت شخصية مختلفة عما قدمته في السابق، هذه الشخصية صعبة للغاية وأوجعتني كثيراً وسعيت بكل طاقتي خلال التصوير بأن أوصل الألم والجرح الذي تعيشه الشخصية وهو ألم كل امرأة يتخلى عنها الرجل الذي تحبه و(فرح) تركت بي الكثير من التفاصيل التي لم أكن أنتبه لها في حياتي بالعموم، إذ أصبحتُ أكثر حساسية، وأتعاطى مع الأشخاص بطريقة مختلفة.

وعما أعجبها في الشخصية لتقبل تمثيلها، تابعت: أحببت شخصية فرح لأنها شخصية جامعة ومتناقضة بنفس الوقت، بمعنى هي فتاة رغم الجرح الكبير الذي سببه لها خطيبها في تخليه عنها ليلة الزفاف، إلا أنها تحب الحياة والضحك والفرح، كما أنها قوية الشخصية وتحب عملها وتعمل بجد، وهي ذكية جداً وانفعالية بطريقة مرعبة، وأيضاً هي مفاجئة، بمعنى من يقف أمامها لا يتوقع ما يصدر عنها من ردات فعل، وأخيراً أجدها شخصية مسلية».

شخصية فرح شخصية رئيسية ومرتبطة بكل مسارات الأحداث والشخصيات، لاسيما بالأب (صلاح) والذي يقوم بهذه الشخصية النجم محمد خير الجراح، وهنا عقّبت مارديني عن هذه العلاقة بالقول: من أول مشهد بيني وبين الأستاذ محمد خير الجراح بدور والدي (صلاح) كنا ثنائياً يعبّر بشكل حقيقي عن صدق العلاقة بين الاثنين، فأنا عوّضت عن غياب والدي رحمه اللـه من خلال هذا الدور، والجراح بمعاملته لي كابنته الحقيقية، وفي المسلسل كل واحد منا هو سند للآخر، وقمنا بتمثيل المشاهد المشتركة ببساطة تامة من دون أن يكون هناك أي مبالغة بالأداء».

محمد خير الجراح «صلاح»

من جانبه تحدث النجم محمد خير الجراح عن شخصية (صلاح) في المسلسل، واصفاً بأن الشخصية مرحة ومحبّة للغاية لابنته (فرح) التي بقيت له من الدنيا بعد وفاة زوجته، فالعلاقة بينهما ليست فقط علاقة جميلة بين أب وابنته، بل هما أصدقاء أيضاً. ليقول: ليس لدى (صلاح) أي شيء في الدنيا أهم من ابنته، وبعد أن تركها خطيبها في ليلة الزفاف، فهو يبذل كل ما هو متاح، كي يخرجها من الأسى الذي تعيشه، ومن الحالة التي صدمتها في ليلة الزفاف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن