نقص الخدمات وعدم إمكانية الترميم يعوقان عودة الأهالي إلى أحيائهم … رئيس مجلس المدينة: 35 بالمئة نسبة العائلات التي عادت إلى حيي القصور وجورة الشياح و20 بالمئة إلى القرابيص
| حمص - نبال إبراهيم
تحدث عدد من الأهالي العائدين إلى منازلهم في أحياء القصور وجورة الشياح والقرابيص لـ«الوطن» عن معاناتهم من تدني الخدمات الأساسية في أحيائهم التي عادوا إليها بعد أن هجرتهم العصابات الإرهابية منها منذ أعوام مضت، لافتين إلى أن الكثير من الأهالي الذين لم يعودوا إلى منازلهم حتى الآن في تلك الأحياء يرغبون في العودة إليها لكن نقص الخدمات وعدم إمكانيتهم المادية لإعادة تأهيل منازلهم وترميمها من جديد يعوقهم.
من جانبه بين رئيس مجلس مدينة حمص عبد اللـه البواب لـ«الوطن» أن المجلس نفذ العديد من العقود والأعمال الخدمية من ترحيل للأنقاض وإزالة الأبنية الآيلة للسقوط وفتح الشوارع وغيرها في أحياء القصور وجورة الشياح والقرابيص تسهيلاً لعودة الأهالي المهجرين منها بفعل المجموعات الإرهابية المسلحة، موضحاً أنه تمت إزالة 108 أبنية أيلة للسقوط كانت تهدد السلامة العامة في تلك الأحياء، منها 43 بناء تمت إزالته في حي القصور و52 بناء في حي جورة الشياح و13 بناء في حي القرابيص، مؤكداً أنه لم يبق في حي جورة الشياح أي بناء يهدد السلامة المرورية والسلامة العامة وقد بقي 4 أبنية في حي القصور و3 أبنية في حي القرابيص بحاجة إلى إزالة وقد تكون أيلة للسقوط وتؤثر في السلامة العامة.
وأشار إلى أنه تم ترحيل 45 ألف متر مكعب من الأنقاض في تلك الأحياء بمعدل 15 ألف متر مكعب من كل حي، وأنه تمت إعادة فتح جميع الشوارع بتلك الأحياء بما فيها الشوارع الفرعية، لافتاً إلى نسبة تنفيذ الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصرف وصحي وهاتف أرضي وغيرها تتراوح ما بين 75 إلى 80 بالمئة حتى تاريخه.
وأوضح أن نسبة تنفيذ أعمال الشبكة الكهربائية في حي القصور 85 بالمئة ونسبتها في حيي جورة الشياح والقرابيص نحو 65 بالمئة، ونسبة تنفيذ أعمال الصرف الصحي في حي القصور بلغت 80 بالمئة، وفي حيي جورة الشياح والقرابيص 90 بالمئة، ونسبة تنفيذ أعمال الهاتف الارضي في حي جورة الشياح وصلت إلى 60 بالمئة بينما بلغت النسبة في حيي القصور والقرابيص نحو 50 بالمئة فقط، على حين وصلت نسبة تنفيذ أعمال شبكات المياه في تلك الاحياء جميعها إلى 100 بالمئة، منوهاً بأنه وضع الحدائق والشوارع والأرصفة والإنارة في تلك الأحياء جيدة نسبياً حالياً والبعض منها يحتاج إلى تأهيل وترميم أو صيانة.
وبيّن أنه تمت إعادة تأهيل شارع 16 تشرين المار بهذه الأحياء بدءاً من تقاطع شارع نزار قباني وحتى دوار محمود الأخرس بما فيها (المنصف والأحواض) وتمت إنارته بالطاقة الشمسية، وتمت إعادة تأهيل شارع الميماس المار في هذه الأحياء وتمت إنارته أيضاً بالطاقة الشمسية، كما تمت إعادة فتح وتأهيل شارع ابن مسكوية باتجاه شارع الميماس وهو الشارع الفاصل بين منطقتي القصور والصناعة.
وكشف البواب أن عدد العائلات التي عادت إلى منازلها في حي القصور منذ إعادة الأمن والاستقرار إليها وصلت إلى 2500 عائلة بنسبة تشكل 35 بالمئة من إجمالي عدد العائلات في الحي، وبلغت عدد العائلات العائدة إلى منازلها في حي جورة الشياح نحو 1400 عائلة بنسبة 35 بالمئة تقريباً، بينما بلغ عدد العائلات العائدة إلى حي القرابيص 340 عائلة بنسبة 20 بالمئة، مشيراً إلى أن عدد المواطنين الذين عادوا إلى منازلهم في تلك الأحياء يقدر بما يزيد على 21 ألف مواطن منهم 12500 مواطن عاد إلى حي القصور و7 آلاف مواطن عاد إلى حي جورة الشياح ونحو 1700 مواطن عاد إلى حي القرابيص.
ولفت إلى أن عدد المنازل التي تمت إعادة ترميمها عن طريق المنظمات الإنسانية والجميعات الخيرية وصلت إلى ما يزيد على 1500 منزل منها 800 منزل في القصور و500 منزل في جورة الشياح و200 منزل في القرابيص، مؤكداً أنه يتم حالياً السعي من مجلس المدينة لإعادة دخول الجمعيات والمنظمات إلى تلك الأحياء لترميم ما تبقى من المنازل التي تحتاج إلى إعادة تأهيل.
وأكد البواب أن عملية عودة الأهالي إلى تلك الأحياء مستمرة حالياً وأن مجلس المدينة يقدم كل التسهيلات والخدمات وفق الإمكانيات المتاحة، ويعمل على منح رخص بناء جديدة للأبنية المهدمة لإعادة إعمارها وبنائها من جديد، مبيناً أن تلك الأحياء تشهد حالياً حركة بناء وإعادة إعمار ما تهدم وخاصة بعد تنفيذ أعمال ترحيل الأنقاض وفتح الشوارع، وأن مجلس المدينة قد منح العديد من رخص البناء لتشييد أبنية طابقية وأبراج سكنية جديدة فيها.