ثقافة وفن

فيلم «فيك آب» من عالم دار عجزة … أحمد إبراهيم أحمد لـ«الوطن»: الذي يتعامل مع أيمن زيدان يُعتبر محظوظاً

| هلا شكنتنا

أحمد إبراهيم أحمد مخرج سوري، يمتلك عيناً إخراجية تميزه عن غيره، استطاع خلال مسيرته تحقيق النجاح والتمييز، أخرج العديد من الأعمال منها «طريق النحل» و«لعنة الطين»و«سوق الورق»و«زمن البرغوت»، وحالياً يتابع تصوير الفيلم السينمائي «fake آب» من إنتاج شركة السراب الخاصة، ويعد العمل أول فيلم سينمائي في القطاع الخاص منذ سنوات، ويعول القائمون عليه كثيراً، كخطوة أولى على طريق إعادة السينما السورية إلى سابق عهدها.

فكرة الفيلم والعلاقة من الضرائر

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أوضح المخرج أحمد إبراهيم أحمد أن الفيلم يدور حول شخصية الزوج «سالم» الذي يقوم بتأديتها الممثل القدير أيمن زيدان، وهو رجل لا ينجب أطفالاً ولذلك يقوم بالزواج من ثلاث نساء، حيث تؤدي شخصية زوجته الأولى الممثلة «نظلي الرواس» وزوجته الثانية «ميرنا شلفون» والثالثة «رواد عليو»، حيث يجسد الفيلم الصراع القائم بين الزوجات للحفاظ على الزوج الذي يحلم بطفل.

كما أضاف المخرج أحمد بأن شخصية «سالم» تعتبر من الشخصيات الغنية، لكونه يمتلك شركة خاصة بالمنتجات التجميلية «الماكياج»، مبيناً أن أحداث الفيلم ستكون ضمن إطار كوميدي خفيف.

سبب اختيار اسم الفيلم

وحول سبب اختيار اسم «فيك آب» الذي خلق حالة من الغرابة عند الجمهور عندما علموا باسم الفيلم، أوضح المخرج بأن اسم الفيلم مستمد من كلمة «ميك آب» أي يعني المستحضرات التجميلية، مبيناً أن شخصية الفيلم الأساسية لا تحب فكرة الأشياء والعلاقات المزيفة، وهذا الأمر يمكن طرحه من خلال مضمون الفيلم الذي يحمل معاني إنسانية من خلال شخصيات ثانية وتكون صلة الوصل بينهما هي شخصية «سالم».

رصد واقع حياة الأهالي في دار العجزة

مضيفاً: إن هذه الشخصيات ستكون من خلال دار المسنين التي تعكس واقعاً إنسانياً، لذلك الفيلم سوف يطرح قضية هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بتربية أولادهم، لكن في النهاية أبناؤهم تخلوا عنهم حسب قوله.

وعن أهمية طرح قضية دار المسنين في السينما التي طالما تعود عليها الجمهور في الدراما، أكد أحمد إبراهيم أحمد أن الحالة الإنسانية في السينما تكون مكثفة أكثر عما يعرض في الدراما، مبيناً أن العامل البصري في السينما هو عامل جاذب.

التعامل مع أيمن زيدان هو شراكة حقيقية

أما عن تعامله مع الممثل القدير أيمن زيدان من خلال هذا الفيلم، أوضح المخرج بأن تعامله مع الممثل أيمن زيدان هو بمنزلة شراكة حقيقية ضمن مشروع واحد، ومن مصلحتي ومصلحته أن يكون العمل ناجحاً، لافتاً إلى أن تعاملهما مبني على الصداقة وهذه الصداقة ولدت حالة من الراحة والتشاركية.

كما نوه المخرج أحمد إبراهيم أحمد بأنه يستفيد فنياً من خلال تعامله مع الممثل القدير أيمن زيدان لكونه يعد علماً من أعلام الكوميديا ولديه تجارب يمكن الاستفادة منها، مبيناً أن أي مخرج يعمل مع أيمن زيدان يعتبر شخصاً محظوظاً.

أهمية الإنتاج السينمائي الخاص

من جانب آخر وحول رأيه بأهمية وجود شركات خاصة للإنتاج السينمائي في الوقت الحالي، أوضح المخرج أن السينما السورية كانت مزدهرة في الثمانينيات بسبب وجود شركات إنتاج خاصة أكثر، إضافة إلى كثرة الصالات العارضة للأفلام السينمائية، وأن العمل السينمائي الخاص يعتمد على شباك التذاكر الذي يكون له مردود أكبر، وبالتالي سوف يزيد الإنتاج حسب قوله.

مضيفاً: إن قلة صالات العرض من بعد الثمانينيات ساهمت بتقليص العروض السينمائية السورية، ولكي يعود الإنتاج السينمائي لوضعه الصحيح يجب أن يكون هنالك صالات عرض محلية بشكل أكثر وفق قوله.

وأكد المخرج، أنه يجب على الدولة أن تعمل على دعم الصالات السينمائية وذلك من خلال فرض سياسة تكثيف السينما، مبيناً أن ذلك يكون من خلال وجود صالات عرض سينمائية في المجمعات التجارية الكبيرة كما هي الحال في دول الخليج.

وأشار المخرج إلى أن وجود شركات خاصة للإنتاج السينمائي سوف تسهم كحالة تشاركية في الإنتاج العام السينمائي المتمثل بالمؤسسة العامة للسينما التي كانت تؤدي دوراً في إنتاج الأفلام على الرغم من سنوات الحرب التي مرت بها سورية وكانت تستطيع أن تطرح أعمالاً مهمة، لذلك ترفع لها القبعة.

كما أوضح أحمد إبراهيم أن الأفلام التي تعرض بشكل عام من القطاع العام هي أفلام تابعة للدولة وبالتأكيد سوف يكون إنتاجها متماشياً مع سياسية الدولة وذلك من خلال طرح أفكار تريد هي قولها، وهذا السبب كافٍ لكي لا تكون أفلامها بمنزلة شباك تذاكر على نطاق واسع.

الأعمال الدرامية والطلب المتزايد على أعمال البيئة الشامية

أما درامياً وحول رأيه بوجود أعمال البيئة الشامية بكثرة في الآونة الأخيرة، أوضح المخرج أن الوضع السوري الراهن هو الذي يحدد نوع الأعمال التي تطرح، حيث أصبح المنتج الآن هو منتج خليجي ومصري وليس سورياً وهذا ما جعل الدراما السورية تتراجع.

كما أضاف إن رأس المال السوري حالياً حريص فقط على ماله وليس على الدراما السورية مثلما كان سابقاً، مبيناً أن الربح المالي هو حق من حقوق المنتج، وعندما يكون هنالك صاحب مشروع فني حقيقي لن يهمه المال بقدر إيصال العمل بشكله الصحيح.

وأكد أن المحطات الفضائية في الوقت الحالي أصبحت تتجه نحو الأعمال التي تتحدث عن الأفكار بشكل عام، مبيناً أنه عندما يكون هنالك عمل سوري محلي بشكل مباشر لن تقبله المحطات، لذلك أصبحت أعمال البيئة الشامية هي الأكثر طلباً.

وفي نهاية حديثه أشار المخرج أحمد إبراهيم أحمد إلى أنه يستعد لإخراج عمل درامي سوري في وقت قريب، لكن مازال من المبكر الحديث عنه في الوقت الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن