رياضة

هل ينافس جبلة على لقب الدوري هذا العام؟ قوته في دفاعه ونقطة ضعفه الهجوم

| خالد عكو

من المبكر جداً الحديث عن منافسة جبلة على لقب الدوري هذا العام، ولكنه بلا شك يقدم عروضاً لافتة، وخاصة على صعيد الدفاع، فالفريق تلقى هدفاً واحداً فقط في أربع مبارياتٍ، ولكن ربما يمكن القول إن نقطة ضعفه الهجوم، فهو لم يسجل سوى ثلاثة أهدافٍ في مبارياته الأربع، بمعدلٍ أقل من هدفٍ واحدٍ في المباراة الواحدة، وعموماً فإن المؤشرات حتى الآن تقول إن جبلة سيكون رقماً صعباً في دوري هذا العام.

مفاجأة

بلا شك فإن أشد المتفائلين لم يكن يتوقع أن يحتل جبلة وصافة الدوري (بالمشاركة مع الوثبة وتشرين) بعد أربع جولاتٍ من البداية، وخصوصاً بعد أن رحل عنه كلٌ من مدربه عمار الشمالي وهدافه وهداف الدوري محمود البحر، بالإضافة لتأخر جبلة في تحضير الفريق وتجميعه قبيل انطلاقة الدوري، والتأخر في تعيين المدرب، (فمعظم الفرق سبقت تحضيراتها جبلة بمراحلٍ)، ولكن جبلة فاجأ الجميع وفاجأ حتى مشجعيه واستطاع إثبات علو كعبه بنتائجٍ ممتازةٍ، فتعادل مع الوثبة شريكه في الوصافة في جبلة، وانتزع نقطةً ثمينةً من المتصدر الوحدة في دمشق، وفاز على ضيفه حطين في الديربي، وأخيراً قلب الطاولة على الحرجلة بعد تأخره بهدفٍ ليفوز في النهاية بهدفين مقابل هدفٍ واحدٍ وبلا شك فإن لهذه النتائج عوامل وأسباباً سنحاول تقصيها في هذه المقالة.

سطوع نجم مدرب

بعد رحيل المدرب عمار الشمالي لتدريب الوثبة، استقرت إدارة نادي جبلة على تعيين ابن المدرسة الحطينية زياد شعبو ليكون خلفاً للشمالي، وبلا شك فإن البعض كان متخوفاً من هذه الخطوة، متذرعين بقلة خبرة الشعبو في التدريب، ولكن الشعبو أسكت المشككين، وبرهن للجميع حتى الآن أنه أهلٌ للمهمة التي أوكلت إليه، فالفريق في نسقٍ تصاعديٍ منذ استلام الشعبو التدريب، والأداء في تحسنٍ مستمر، والثقة في ازدياد، ويبقى ما يعيب الفريق حالياً اللياقة البدنية للاعبين التي يصفها المتابعون بأنها أقل من المطلوب، وبلا شك فهذا تحدٍ للشعبو في الجولات القادمة، لنرى إن كان الفريق سيتجاوز هذه الإشكالية مع الوقت.

رئيس نادٍ لا يبخل

عند الحديث عن مقومات نجاح جبلة، فلا يمكن تجاهل أبداً الحديث عن رئيس النادي المحامي سامر محفوض، فهو الداعم الأكبر إن لم يكن الوحيد للنادي، وإليه يرجع الفضل الأول في الحفاظ على هيكل الفريق الذي حصد لقب الكأس العام الماضي، فالراحلون عن النادي قلائل، بالإضافة للتعاقد مع ثلةٍ جديدةٍ من اللاعبين المميزين يأتي في مقدمتهم حارس منتخبنا الوطني إبراهيم عالمة، بالإضافة لكلٍ من المدافع أحمد حديد والمهاجم حسن العويد ولاعب الوسط محمد العجيل، وبشكلٍ عامٍ فإن الاستقرار الإداري بلا شك قد لعب دوره في الحفاظ على الفريق متماسكاً وبأقل عددٍ من المشاكل.

دفاعٌ صلبٌ وحارسٌ خبيرٌ

بالطبع فإن دفاع جبلة بقيادة قلب الدفاع نور علوش يقدم مستوياتٍ عاليةً جداً هذا الموسم وهذا لا يخفى على أحد، فهو بالمشاركة مع المدافع أحمد حديد والظهيرين أحمد بيريش وحمزة الكردي (والظهير عبد الله حمود) ومن أمامهم عبد القادر غريب يشكلون سداً منيعاً يتحدى أقوى مهاجمي الدوري في اختراقه، حيث لم يتلقوا حتى الآن سوى هدفٍ واحدٍ من أربع مبارياتٍ، وبلاشك فإن وجود حارسٍ قديرٍ كالعالمة في خط حراسة المرمى يشكل أفضل توليفةً دفاعيةً مرعبةً للخصوم.

صانع ألعابٍ مميزٌ

كما لا يمكن تجاهل الحديث عن لاعب وسط جبلة وصانع ألعابه (وأفضل صانع ألعاب في الدوري في الموسم السابق) عبد الإله الحفيان، فهو يقدم السهل الممتنع مع الفريق، ويقدم لزملائه حفنةً من التمريرات والبينيات المميزة، وبلا شك فهو القوة الضاربة للفريق ومفتاح قوته، ولكن يجب العمل مع المدرب على زيادة الغلة التهديفية القليلة للفريق حتى الآن، وحل المشاكل الموجودة في خط الوسط والمقدمة، ولا نغفل أيضاً الحديث عن لاعب الوسط حيدر محمد، فهو لا يكل ولا يمل في وسط الملعب، ويعد من فئة اللاعبين المشاكسين الذين يشكلون قلقاً على دفاعات الفريق الخصم بمراوغاته ولاننسى تحركات أخيه اللاعب علي محمد البارعة.

جناحٌ متمرسٌ

يوماً بعد يوم يثبت الجناح مصطفى الشيخ يوسف أنه أهل للثقة الكبيرة التي وضعت فيه من قبل مشجعي الفريق، فانطلاقاته السريعة التي تتعب المنافس، وأهدافه المميزة (سجل هدفين لجبلة حتى الآن من أصل ثلاثةٍ) تثبت بلا شك أنه من طينة الكبار، ويمكننا الحديث أيضاً عن الخبير علي سليمان فتسديداته وخبرته على أرض الملعب واضحةٌ للعيان، ولا يمكننا الحكم بعد على المهاجم حسن العويد، الذي أصيب في مباراة جبلة الودية مع النبك أثناء فترة توقف الدوري، ولم يشارك في لقاءي حطين وحرجلة.

عنصر الشباب

ما يميز جبلة هذا العام اعتماده على توليفة تخلط بين عنصري الشباب والخبرة، فاللاعبان الواعدان محمد الخوجة وعمر نعنوع يقدمان أداء أقل ما يقال عنه بأنه ملفتٌ ورائعٌ، وهما يقدمان الأمل للجمهور الجبلاوي بالمستقبل الواعد، ولا ننسى قلب الدفاع أحمد حديد الذي تحدثنا عنه قبل قليل وهو يقدم مستويات ممتازة، ولا نتجاهل أيضاً المدفعجي محمد العجيل بتسديداته القوية والبعيدة والمدافع ميهوب إسماعيل الذي تزداد خبرته يوماً بعد يوم.

ثلاث نقاطٍ في المتناول

يستضيف جبلة يوم الجمعة القادم الوافد الجديد للدرجة الممتازة عفرين والقابع في المركز الأخير في سلم الترتيب برصيد نقطةٍ وحيدةٍ، ولكن هذا لا يعني أن المباراة ستكون سهلة، فالمباراة توصف بأنها السهل الممتنع، والمطلوب من جبلة إثبات أحقيته في اعتلاء المراكز العليا في سلم النقاط، وأن وصافته الحالية ليست محض مصادفةٍ.

كما على الفريق التركيز على الجانب الهجومي وصناعة الفرص بالإضافة لجانب اللياقة البدنية، وتأمل الجماهير الجبلاوية من الفريق إفراحها بتسجيل غلةٍ وافرةٍ من الأهداف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن