شؤون محلية

مزارعو التفاح في السويداء: نبيعه بـ500 ليرة بينما يُباع للمستهلك بـ2500

| السويداء - عبير صيموعة

بدأت معاناة مزارعي التفاح في السويداء تتفاقم مع عجزهم عن إيجاد طريق لتصريف إنتاجهم من التفاح الذي نضج وبدأ بالتساقط ضمن حقولهم.
وأكدوا في حديثهم لـ«الوطن» أن كل يوم تأخير فيه خسائر إضافية لهم مطالبين الجهات المعنية بالإسراع باتخاذ قرار ينصفهم ويخفف قدر الإمكان من خسائرهم وخاصة أن أي جهة من الجهات المعنية لم تعلن حتى اليوم أسعار التفاح ولم يتم الإعلان عن استلام المحصول من قبل أي جهة.
وحمل المزارعون وزارة الزراعة والتجارة الداخلية والاقتصاد واتحاد الفلاحين مسؤولية ما يتعرض له المزارعون اليوم مشددين على أنه من المفترض أن تتحرك هذه الجهات لإعلان أسعار التفاح حتى يتحرك التجار ويسعروا المادة كما أنه من المفترض وبخطوات استباقية أن يتم توجيه «السورية للتجارة« لاستلام المحصول من المزارعين قبل هذا الوقت بحيث تكون كل الأمور جاهزة حين ينضج الموسم، وخاصة أن سعر الكيلو الواحد من التفاح في الأسواق يتراوح بين 1500-2500 ليرة للمستهلكين في حين الواقع الراهن يفرض على الفلاح بيعه بسعر 400-500 ليرة على الأرصفة والشوارع والذي لا يتوافق أبداً مع سعر تكلفته التي تتجاوز 550 ليرة.
وأكد المزارعون أنه في حال قاموا بجني المحصول ومحاولة تسويقه إلى سوق الهال في دمشق ذاتيا فإن الخسارة كبيرة جداً في ظل ارتفاع أجور اليد العاملة من جهة وأجور النقل المرتفعة التي تصل إلى 500 ألف وتزيد عليها للسيارة الواحدة هذا فضلاً عن قيمة الكمسيون المفروض على كل كيلو تفاح من قبل تجار سوق الهال.
متسائلين أين التطبيق الفعلي للشعارات الحكومية المرفوعة في مسألة دعم الإنتاج ووعود وزير التموين باستجرار «السورية للتجارة» للإنتاج، ووعود المعنيين بدراسة أسواق خارجية لتصريف منتجاتهم.
وأكدوا أن مخاوفهم تزداد يوماً بعد يوم مشيرين إلى وجود أسباب أخرى أهمها الواقع الأمني المتردي في المحافظة والذي يمنع أي تاجر من خارج المحافظة مجرد التفكير بالقدوم لشراء منتجهم، فضلاً عن أن الخسارات الكبيرة التي مني بها أصحاب البرادات من التجار في السنة الماضية جراء تلف التفاح ضمنها والذي يعود إلى الانقطاعات الكبيرة للتيار الكهربائي وعجز الجهات المختصة عن تأمين الكميات الكافية من المازوت أو البنزين لتشغيل المولدات دفع الكثير منهم إلى التفكير ألف مرة قبل الإقدام على شراء منتج المزارعين من التفاح.
مدير زراعة السويداء أيهم حامد أكد لـ«الوطن» أن اللجنة الزراعية قامت بوضع التسعيرة التأشيرية للتفاح والتي تغطي في كثير من جوانبها تكاليف الإنتاج ويمكن أن تجنب المزارعين مطب الخسائر الكبيرة وتضمن تغطية التكلفة وتؤمن هامشاً من الربح ولكن بانتظار اعتمادها.
رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو راس أكد أن مطالب المزارعين محقة وخاصة مع تأخير اعتماد تسعيرة التفاح التأشيرية إضافة لذلك وهذا الأهم أن حراك التجار الراغبين بشراء الإنتاج من الفلاحين هذا الموسم شبه معدوم لذلك يبقى أمل المزارعين معقوداً على «السورية للتجارة» إضافة إلى محاولة تأمين أسواق خارجية للمنتج وإلا فإن الخسارة كبيرة ومحتومة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن