قضايا وآراء

ما الذي يخفيه مطار أربيل الدولي؟

| أحمد ضيف الله

اُستهدف مطار أربيل الدولي في الـ11 من أيلول 2021، بهجوم من «طائرتين مسيّرتين» قصفتا المطار بعدة صواريخ، وأكد المتحدث باسم التحالف الدولي واين ماروتو في تغريدة له، تعرّض قواته للهجوم، وبأنه «لا توجد إصابات أو أضرار في الممتلكات»، وكان أحد مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية قد ذكر، أنه سمع دوي انفجارين قويين وشاهد دخاناً أسود يتصاعد في الهواء، كما سمع دوي صفارات الإنذار من القنصلية الأميركية القريبة من المطار.
الهجوم جاء بعد ساعات من تصريح متلفز لمستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي في الـ10 من أيلول 2021، من أن «الحكومة العراقية تمكنت من عقد هدنة من مرحلتين مع الفصائل المسلحة التي تستهدف الوجود الأميركي في العراق كونه احتلالاً من وجهة نظرها»، موضحاً أن «المرحلة الأولى من هذه الهدنة حتى الانتخابات البرلمانية يوم العاشر من الشهر المقبل، بهدف توفير الأجواء الآمنة واحترام أجواء الانتخابات»، و«الثانية من هذه الهدنة إلى نهاية العام الحالي، وهو العام الذي تخرج فيه آخر قوة قتالية أميركية من العراق».
ومع أن أياً من فصائل قوى المقاومة العراقية، لم تعلن مسؤوليتها عن قصف مطار أربيل، تعرضت قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية، المتواجدة داخل الأراضي العراقية، للعدوان بعد ثلاثة أيام من قصف المطار، ككل مرة عندما تُستهدف قوى الاحتلال الأميركي في أربيل، ففي الـ14 من أيلول الجاري، تعرضت ثلاث عربات تابعة للحشد الشعبي للقصف من طائرة «مجهولة»، دون وقوع خسائر بشرية، وهذه المرة لم يتبن الاحتلال الأميركي مسؤولية العدوان على قوات الحشد الشعبي، حيث أكد المتحدّث باسم التحالف الدولي، أن «الطائرة التي نفذت القصف غير تابعة لقوات التحالف».
العدوان «المجهول»! خلّف موجة من ردود الفعل السياسية لدى القوى السياسية وبالأخص الشيعية منها الداعمة للحشد الشعبي، وسط صمت باقي القوى السياسية الأخرى، وعدم التعليق من قبل الحكومة العراقية على العدوان حتى تاريخه.
قيس الخزعلي الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق»، تساءل في تغريدة له في الـ16 من أيلول الحالي: أنه «إذا لم تكن الولايات المتحدة الأميركية هي من قام بهذا الفعل فهذا معناه أن العدو الإسرائيلي هو من قام به»؟! مؤكداً أنه «لا يمكن للطيران الإسرائيلي أن يحلق فوق الأجواء العراقية ويقصف القطعات العسكرية على الأرض العراقية دون موافقة الجانب الأميركي، كون الولايات المتحدّة تتحمّل مسؤولية الأجواء العراقية فعليّاً».
إسرائيل التي صمتت عن الاتهامات الموجهة إليها بالوقوف خلف الضربة، لها سوابق عدة في استهداف قوات الحشد الشعبي داخل الأراضي العراقية، فقد سبق أن أعلن رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي في مقابلة مع قناة «الجزيرة» في الـ30 من أيلول 2019، بعد سلسلة من الاعتداءات على مواقع الحشد الشعبي، أن «التحقيقات في استهداف بعض مواقع الحشد تشير إلى أن إسرائيل هي من قامت بذلك»، وهو ما زاد من الغضب الأميركي من عادل عبد المهدي.
في الـ13 من نيسان 2021، كانت وسائل إعلام إيرانية أعلنت أن مجموعة مجهولة الهوية قامت باستهداف مركز معلومات وعمليات خاصة تابع للموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان، وفي الـ15 من نيسان 2021 استهدف أحد المباني في مطار أربيل بإقليم كردستان بطائرة مسيرة، تبين لاحقاً أنها ألحقت أضراراً جسيمة بحظيرة طائرات تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية «CIA» داخل مجمع المطار! من دون الكشف عن سقوط قتلى أو جرحى، أو عن المتواجدين لحظة الاستهداف، وكثر الحديث عن تنسيق وعمليات مشتركة بين الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأميركية «CIA» في سورية والعراق.
وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قال خلال مشاركته في مؤتمر «المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب» في الـ12 من أيلول الجاري: إن «إيران تدرب عناصر على إطلاق طائرات بلا طيار في قاعدة كاشان شمالي محافظة أصفهان»، وبأن «الإيرانيين يصنعون ويصدرون هذه الطائرات لأذرعهم الذين يعملون بالتنسيق معهم وبقيادة سلاح الجو التابع للحرس الثوري وفيلق القدس»، واعداً بمواجهة ذلك.
العلاقات البارزانية – الإسرائيلية قديمة ومتواصلة منذ عهد الملا مصطفى البارزاني، والموساد الإسرائيلي متواجد بكثافة في الشمال العراقي منذ أن فرضت فرنسا وبريطانيا وأميركا في الـ5 من نيسان 1991، منطقة حظر جوي على الطيران العراقي خلال حرب «عاصفة الصحراء».
ما من شك، أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية هذا العدوان كونها مسؤولة عن حماية الأجواء العراقية وفقاً لاتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة مع العراق إلا أنه يبقى السؤال: ماذا يخفي ويتستر عليه البارزانيون في أربيل ومطارها الدولي ليتكرر استهدافه سبع مرات خلال هذا العام من قبل قوى المقاومة العراقية؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن