الأولى

«النصرة» تشقّ صفوف إرهابيي جبل الزاوية … ارتدادات «رسائل النار» الروسية تتفاعل جنوب إدلب

| حلب- خالد زنكلو

تفاعلت «رسائل النار»، التي يوجهها الطيران الحربي الروسي منذ أسابيع للنظام التركي عبر دكّ مواقع وتحصينات الإرهابيين بريف إدلب الجنوبي وفي منطقة «خفض التصعيد»، بانسحابات جزئية لـ«جبهة النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام» الإرهابية من بعض نقاط تمركزها في الخطوط الأمامية بجبل الزاوية ذي الأهمية الإستراتيجية كارتدادات حتمية للضربات الجوية، ما شق صفوف إرهابييه وقاد معنوياتهم المنهارة أصلاً إلى الحضيض.
وكشفت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر تكتل مسلح شكله النظام التركي في إدلب لـ«الوطن»، أن يوم أمس شهد انسحاب آليات وأسلحة ثقيلة مع إرهابييها تابعين لـ«النصرة» من مواقع أمامية بجبل الزاوية قريبة من خطوط التماس مع الجيش العربي السوري إلى خطوط خلفية، ما أدى إلى استنفار بقية إرهابيي جبل الزاوية لسد «الثغرات» التي خلفها الانسحاب.
وأشارت إلى أن تلك الانسحابات هي الثانية من نوعها في غضون ١٠ أيام، على الرغم من اعتراض إرهابيي «الفتح المبين» عليها لكونها جرت من دون التنسيق مع بقية متزعمي الغرفة الذين طالبوا بإيضاحات حول ماهيتها والغاية منها.
ولفتت إلى أن الانسحابات تزامنت مع حشود للجيش السوري في المنطقة استعداداً كما يبدو، لعملية عسكرية تستهدف تطهير المنطقة الواقعة جنوب طريق عام حلب- اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4» من الإرهاب بغية فتحه أمام حركة المرور والترانزيت بعد تنكر نظام رجب طيب أردوغان لتعهداته التي نص عليها «اتفاق موسكو»، كاشفة أن النظام التركي حض إرهابيي «خفض التصعيد» على الاستنفار وزيادة الحشود في جبل الزاوية لصد أي هجوم متوقع للجيش العربي السوري.
المصادر رجّحت بأن تكون «النصرة» وعت دلائل تكثيف سلاح الجو الروسي لغاراته ضد نقاط تمركزها ومعاقلها التي غدت تحت جحيم النيران المتواصلة منذ أسابيع من دون توقف، وبأن ثمة ما يحاك في الخفاء للتضحية بوجودها جنوب «M4» في ظل إصرار موسكو على تطبيق بنود «اتفاق موسكو» و«اتفاق سوتشي» لعام ٢٠١٨، على الرغم من تملص النظام التركي من استحقاقات الاتفاقين لفترة طويلة، وهو ما سيقرره اللقاء المرتقب لرجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي الروسية نهاية الشهر الجاري، والذي يتوقع أن يخرج بقرارات تضع حداً لمماطلة النظام التركي وتسويفه ولعبه على المتناقضات الإقليمية والدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن