رياضة

مشاهد من الدوري الكروي الممتاز بعد أربع مراحل … استقالات المدربين إدارية وأرقام الدوري مثيرة

| ناصر النجار

الظاهرة الأبرز في الدوري الكروي الممتاز بمراحله الأربع السابقة استقالة المدربين التي جاءت على خلفية مشاكل إدارية أكثر مما هي فنية، ظاهرة الأخطاء التحكيمية بدأت بالنمو، وخروج الجمهور عن النص بدأ يتنامى.

هذه أبرز محطات هذا الأسبوع من مشاهد الدوري الكروي الممتاز مع المرور على بعض الأرقام المهمة، وإلى التفاصيل..

ثلاثة مدربين

بعد أربعة أسابيع من عمر الدوري خسر ثلاثة مدربين، الأول ماهر بحري مدرب الوحدة الذي خرج من النادي بلا استئذان، ولنكن واقعيين فإن كل الأسباب التي وضعها سبباً لتركه النادي كانت غير صحيحة، لأنه تعاقد مباشرة مع النجمة اللبناني، أي إن الموضوع مدروس من قبل ومخطط له بعناية، وهذا التصرف لم نكن ننتظره من مدرب محترف، والمفترض أن يتحاور مع النادي بخصوص عقده الجديد وأن يخرج من الباب الذي دخله، وهذا أفضل لسمعته واسمه.

اللوم على إدارة النادي أنها لم تحم فريقها عندما خلا عقد المدرب من الشرط الجزائي، ولو كان في العقد شرط جزائي لما تصرف المدرب بهذا الشكل، وهذا درس ليس لنادي الوحدة فقط بل لسائر الأندية، ومشكلة أنديتنا أنها تتنازل عن الكثير من حقوقها بالعقود المبرمة مع اللاعبين والمدربين، وهذا ما يجب الانتباه إليه.

المدرب الثاني الذي استقال كان مدرب عفرين أحمد هواش، وهذه الاستقالة كانت مدفوعة، وربما كانت حلاً لنزاعات داخل إدارة النادي، ما يهمنا في الموضوع أن الهواش دفع ضريبة المشاكل الإدارية في النادي وأي مدرب آخر سيدفع الثمن فالمشكلة في نادي عفرين إدارية وليست فنية، لذلك فإن المدرب الجديد لم يستطع فعل شيء للفريق فخسر مباراة الطليعة.

المدرب الثالث كان مدرب الفتوة أنور عبد القادر، وأنور هو المدرب الوحيد بين كل المدربين الذين استمروا مع الفتوة منذ الموسم الماضي، قدر نادي الفتوة أن يعيش على الخلافات، لأننا ومنذ خسارة الفريق أمام الشرطة سمعنا (وشوشات) هنا وهناك، وعلى ما يبدو أن هناك من كان يخطط لشيء تم تنفيذه في الأسبوع الرابع.

البحري قاد الوحدة في مباراتين ونال معه الفريق أربع نقاط، والهواش قاد عفرين في ثلاث مباريات ونال الفريق نقطة واحدة، وأنور قاد الفتوة في أربع مباريات ونال الفريق نقطتين فقط.

الملاحظة الأهم أن المدربين المساعدين في الفرق الثلاثة استلموا التدريب مؤقتاً، وهي فرصة جيدة لهم، وحتى الآن نجح مازن زيتون مع الوحدة فنال ست نقاط من فوزين في المباراتين اللتين قادهما للوحدة وتصدر بهما الدوري.

من المدربين الذين كسبوا الرهان كان المدرب الشاب زياد شعبو وهو في أول تجربة له كمدرب رئيسي مع فريق جبلة حقق أكثر من المطلوب، فالفريق لم يخسر أي مباراة ولم يدخل مرماه في أربع مباريات سوى هدف واحد، وهو في المركز الرابع بثماني نقاط مبتعداً عن المتصدر بفارق نقطتين.

وحتى الآن فإن النجاح حليف عمار الشمالي مع فريق الوثبة، أيضاً فريقه لم يخسر في أربع مباريات ونال ثماني نقاط وهو في مركز الوصيف ويتقدم على تشرين وجبلة بفارق الأهداف وخلف المتصدر الوحدة بفارق نقطتين.

المدربون يبذلون ما بوسعهم لتقديم الأداء الأفضل، ويجتهدون في توظيف قدرات لاعبيهم وإمكانياتهم في المباريات كل حسب ظروفها ومستوى الفرق الأخرى، فمنهم من ينجح ومنهم من يخونه الحظ والتوفيق وإذا ما نظرنا إلى فرق الصف الثاني من الدوري فإن مدرب النواعير خالد حوايني نجح في مهامه حتى الآن مع فريق أغلب عناصره من الشباب، وهل يوجد فخر أكثر من الفوز على الجيش والتعادل مع تشرين؟

أيضاً نعتقد أن مدرب الشرطة محمد شديد نجح إلى حد بعيد في قيادة فريقه من خلال تعادلين مع فريقين كبيرين، تشرين في اللاذقية، والاتحاد بدمشق، وبغض النظر عن الأسلوب الدفاعي الذي ينتهجه شديد، فإنه لا يرى أفضل من هذا الأسلوب أمام فرق كبيرة مدججة بأفضل لاعبي الكرة السورية، ويعرف تماماً حجم فريقه ويتبع النصيحة القائلة: (رحم الله امرأً عرف حده فوقف عنده).

نشير أخيراً إلى أن الاستقالات الثلاث السابقة لن تكون الأخيرة، فعادة الدوري أن يقدم كل أسبوع ضحية فالنتائج هي المقياس، وهي عادة ليست صحية، فالصبر على المدرب يأتي في طليعة الاستقرار الفني ومتى تحقق الاستقرار جاء النجاح، ولنا في الدوريات المحترمة خير مثال، فالآرسنال الإنكليزي بدأ الدوري بثلاث خسارات، ولم تتم إقالة المدرب، لأن نظرة إدارة النادي كانت أبعد من هذه الخسارات، وفعلاً بدأ الفريق ينهض بعدها من جديد فحقق انتصارين متتاليين، الهدف من هذا المثال أن الإدارات المحترفة تبحث في الأسباب الحقيقية للفشل، بينما غيرها من الإدارات تضع المدرب في (بوز المدفع) وتقيله، لذلك لم يفلح المدربون البدلاء في الكثير من الأحيان، وعلى الأغلب أن المشكلة ليست فيهم، لأن الإدارات لم تعالج المشاكل الحقيقية التي كانت سبباً في تراجع الفريق وسوء نتائجه.

التحكيم

في كل موسم نحاول أن نبتعد عن المسألة التحكيمية ونتركها لأهل الاختصاص، ولكن نجد أن المحللين للقرار التحكيمي من أهل الاختصاص هم أعضاء لجنة الحكام العليا، أي هم من يديرون شؤون التحكيم ويعينون الحكام للمباريات، لذلك نجدهم يدافعون عنهم، وفي دفاعهم عن التحكيم يدافعون عن أنفسهم بطريقة غير مباشرة.

وهذا الأمر خاطئ، ويجب الانتباه لذلك مع تنامي الأخطاء التحكيمية مباراة بعد أخرى وأسبوعاً بعد آخر، ولن نسوق الكثير من الأمثلة، لكنها مباراة الفتوة والاتحاد ما زالت ماثلة أمام أعيننا، أما مباراة الوحدة والكرامة فتعتبر مادة دسمة لشرح أخطاء الحكام!

الجمهور

دون مقدمات فإن الجمهور دخل الملاعب متعطشاً بعد أن غاب عن نصف الدوري الثاني في الموسم الماضي بسبب كورونا.

هناك حماس زائد من الجمهور، ولاحظنا مستوى الضغوط التي تمارس على الحكام أثناء المباراة وقبلها، وتوالت العقوبات على الجمهور رغم أننا في مراحل الدوري الأولى، فالطليعة لعب قبل أسبوعين مع الوثبة بلا جمهور، والأسبوع القادم سيلعب الاتحاد مع حرجلة بلا جمهور، وذلك للعقوبات المسطرة على الفريقين في أول مرحلتين فقط، وحتى الآن لم تصدر عقوبات المرحلة الرابعة وأعتقد أنها ستكون دسمة.

الملاحظ أيضاً في المباريات وجود (الشمروخ) الممنوع، وسبق أن أحدث وفاة قبل موسمين في ملعب اللاذقية، وعلى أساس أذاه تم منعه في الملاعب، لكننا وجدناه عائداً هذا الموسم في الكثير من الملاعب بقوة، ولابد من التشديد على منعه حرصاً على سلامة الجمهور.

الملاحظ أن بعض (اللافتات) في بعض الملاعب استفزازية ولا داعي لها، والمفترض أن يقوم المراقب والحكم بإزالتها قبل بدء المباريات، وهذه الحالة ضرورية لأنها قد تفسد الودّ في المباراة الواحدة.

ويجب التأكيد على المواقع الإلكترونية الرسمية الخاصة بالأندية لتخفيف حالات الاحتقان، فالرياضة فوز وخسارة، والأخلاق الرياضية يجب أن تنطلق من مفهوم أن الرياضة تجمع ولا تفرق.

أرقام من الدوري

نصف المباريات فازت فيها الفرق الزائرة، تشرين على حطين 2/صفر، وجبلة على حرجلة والطليعة على عفرين بنتيجة واحدة 2/1، وحده الوثبة تفرد بالنتيجة الأبرز بفوزه على الفتوة 4/صفر والنواعير والوحدة فازا على الضيفين الجيش والكرامة 2/1، وهذه النتيجة كانت العلامة المميزة فتكررت أربع مرات من ست مباريات انتهت بفوز أحد الفريقين على الآخر، مباراة واحدة انتهت سلبية النتيجة بين الشرطة والاتحاد.

التعادل وقع حتى الآن في 11 مباراة بواقع صفر/صفر خمس مرات و1/1 في أربع مباريات و2/2 في مباراتين فقط.

عشر مباريات انتهت بفوز أحد الفريقين 2/1 من أصل 17 مباراة انتهت بفوز أحد الفريقين وهذه تدل على تكافؤ المباريات ومباراتان انتهتا بـ2/صفر و3/1 ومباراة واحدة انتهت 1/صفر و4/صفر و4/2.

أهداف الدوري بلغت 69 هدفاً ويتصدر القائمة هداف الجيش محمد الواكد بأربعة أهداف مع الإشارة إلى أن هدف الجيش على النواعير جاء بقدم مدافع النواعير فهد الدالي، وليس كما جاء في تقرير الحكم أنه للواكد وهو هدف عكسي، لأن المدافع غير من اتجاه الكرة.

مهاجم النواعير علي غصن في المركز الثاني بثلاثة أهداف.

سجل هدفين كل من: خالد مبيض وأيمن عكيل (الوحدة) سليمان رشو وعبد الرزاق حسين (حرجلة) مصطفى الشيخ يوسف (جبلة) إبراهيم الزين (الكرامة) محمد كامل كواية وباسل مصطفى (تشرين) عبد الله نجار وأمين حداد (الطليعة) وائل الرفاعي ومؤنس أبو عمشة (الوثبة).

في حساب ركلات الجزاء فقد احتسبت 12 ركلة جزاء ضاع منها ثلاث ركلات.

الأسبوع الرابع خرج بالحمراء ثلاثة لاعبين وصار عدد هذه البطاقات خمساً، مع العلم أن الأسبوعين الثاني والثالث كانا نظيفين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن