عربي ودولي

الاتحاد الأوروبي يدخل على خط «أزمة الغواصات» لكن غضب فرنسا لن يعرقل المفاوضات التجارية مع أستراليا … بيونغ يانغ: تزويد كانبرا بالغواصات سيؤدي لسباق تسلّح نووي وعلى الصين التأهب

| وكالات

تتوالى ردود الفعل على خلفية أزمة إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية الموقعة مع الجيش الأسترالي، فعلى حين أكدت كوريا الديمقراطية أنها ستتخذُ ردّ فعل مضاداً في حال تأثر أمنها جراء الأعمال الأميركية في المنطقة، أعربت بريطانيا عن سعيها لتهدئة التوتر في العلاقات مع باريس.
يأتي ذلك في حين قال مسؤولون فرنسيون وأستراليون، أمس الإثنين، إن غضب فرنسا بسبب إلغاء عقد الغواصات بين البلدين لن يعرقل المفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة بين أستراليا والاتحاد الأوروبي، لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اعتبرت أن الطريقة التي تمّ التعامل بها مع فرنسا بشأن صفقة الغواصات مع أستراليا في إطار الشراكة الأمنية الأميركية الأسترالية البريطانية، «غير مقبولة».
وقالت لايين في حديث عبر شبكة «سي إن إن» الأميركية، إن «أحد أعضاء (الاتحاد الأوروبي) جرى التعامل معه بطريقة غير مقبولة (…) نريد أن نعرف ما الذي حصل ولماذا»؟.
وأضافت: «يجب الإجابة على الكثير من الأسئلة بشأن أسباب انهيار صفقة الغواصات»، مشيرة إلى أنه يجب «توضيح الموقف قبل مواصلة العمل كالمعتاد».
بدورها اعتبرت كوريا الديمقراطية أن الصفقة الأميركية لتزويد أستراليا بالغواصات النووية إضافة إلى التحالف الأميركي الجديد في آسيا والمحيط الهادئ، سيؤدّيان إلى «سباق تسلّح نووي في المنطقة».
وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الديمقراطية قوله إن «الأعمال الأميركية ستُخلُّ بالتوازن الإستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ»، مضيفاً إن «كوريا الديمقراطية ستتخذُ ردّ فعل مضاداً في حال أثر ذلك سلباً في أمن بلادها»، مضيفاً إن بيونغ يانغ «تدرس عن كثب خلفية القرار الأميركي».
وانتقدت بيونغ يانغ إدارة جو بايدن قائلة أن «المعايير المزدوجة للولايات المتحدة تقوض النظام الدولي والأعراف المقبولة عالمياً وتهدد السلام والاستقرار العالميين».
وأيد المسؤول الكوري الديمقراطي انتقادات الصين ودول الجوار الأخرى التي ترى أن هذا الاتفاق الأمني الثلاثي الجديد «يقضي على الاستقرار الإقليمي والنظام الدولي لحظر انتشار الأسلحة النووية»، مشدداً على أن «الوضع السائد يظهر مرة أخرى أن تعزيز قدرات الدفاع الوطني الصيني من منظور طويل الأمد لا ينبغي إهماله ولو قليلا، من أجل مواجهة البيئة الأمنية الدولية المتغيرة باستمرار».
على خط مواز، نفى السفير الفرنسي لدى أستراليا جان بيير تيبول، تقارير إعلامية تفيد بأن فرنسا ضغطت على الاتحاد الأوروبي لعدم توقيع اتفاق التجارة مع أستراليا، وهو قيد التفاوض منذ 2018.
وحسب وكالة «أسوشيتد برس» قال تيبول لهيئة البث الأسترالية من باريس: «في هذه المرحلة المفاوضات مستمرة، وهناك مصلحة كبيرة لأستراليا أن تكون لها اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي».
من جانبه، أعلن وزير التجارة الأسترالي، دان تيهان، عزمه السفر إلى باريس خلال أسابيع، من أجل عقد مفاوضات تجارية والتعرف إلى وجهات نظر نظيره الفرنسي، فرانك ريستر.
وسحبت فرنسا سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا، بعد أن كشف الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي عن تحالف جديد يضم بلاده وأستراليا وبريطانيا سوف يعمل على تصنيع أسطول أسترالي من ثماني غواصات على الأقل تعمل بالطاقة النووية.
ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الأميركي بايدن في الأيام المقبلة بشأن التحالف الجديد وإلغاء صفقة الغواصات الفرنسية.
وفي سياق متصل، توجه رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، إلى الولايات المتحدة أمس الإثنين من أجل لقاء بايدن وقادة كل من الهند واليابان، الذين يشكلون المنتدى الأمني الرباعي.
وقبيل مغادرته سيدني، صرح موريسون بأن الأمر يتعلق «بضمان وضع مصالح أستراليا السيادية في المقام الأول، للتأكد من أن الأستراليين هنا يمكنهم العيش في سلام مع الآخرين الكثيرين في منطقتنا، لأن هذا ما نريده كدولة مسالمة وحرة».
في المقابل، أكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، سعيه إلى تهدئة التوتر في العلاقات مع باريس، مؤكداً أن بريطانيا وفرنسا تعملان في عمليات عسكرية مشتركة في مالي ودول البلطيق، كما تتشاركان في برنامج محاكاة للتجارب النووية.
وأعلنت أستراليا الخميس الماضي، أنها ستلغي صفقة أبرمتها عام 2016 مع مجموعة نافال الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وستبني بدلاً من ذلك 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية على الأقل باستخدام التكنولوجيا الأميركية والبريطانية بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن