تثبت الأرقام أن ذوي الإعاقة في محافظة طرطوس تجاوز عددهم الآلاف، فخلال عام 2021 سجلت 538 إعاقة وفي 2020 سجلت 613 إعاقة، تنوعت إصاباتهم بين إعاقات حركية وعقلية وسمعية ونطقية وبصرية ومزدوجة وشلل دماغي ونفسي.
أمين المجلس الفرعي للإعاقة بطرطوس مدين تفاحة بيّن أن القدرات محدودة وأنه يتم العمل مع المحافظة لتقديم المستطاع لهذه الفئة المحتاجة وذويها، مشيراً إلى أن مركزي أنا وطفلي لهما دور كبير في تأهيل الطفل المعوق من قبل كادر مدرب لذلك تعتبر تجربة رائدة ومساندة.
وعن الأدوية والحاجات اللوجستية كالسماعات والكراسي المتحركة، أوضح أنها تأتي من التبرعات فقط ولا يوجد أي جهة رسمية تمتلكها أو تستطيع تقديمها للمحتاجين، ما دفع محافظ طرطوس للطلب من مديرية الصحة إمكانية إجراء مناقصة للسماعات لتلبية احتياج عدد من الأسر، باعتبار أن أقل ثمن سماعة يبلغ 500 ألف ليرة وهناك آلاف الأسر العاجزة عن تأمينها، وكذلك الأمر بالنسبة للأدوية التي شحت في مديرية الصحة.
وأوضح تفاحة أنه في مرحلة لاحقة يصبح الطفل ذو الإعاقة بحاجة للتعليم وهذا تبنته مديرية تربية طرطوس عن طريق 21 مدرسة دامجة مجهزة بغرفة فيها أمور خاصة بذوي الإعاقة، ولكن بقيت دون المطلوب نتيجة عدم دعم الكوادر بالحوافز المناسبة وحاجة غرف المصادر للدعم، إضافة إلى مشكلة غياب التوسع الأفقي للمدارس الدامجة فجميعها ضمن مدينة طرطوس وبالتالي حرمان أطفال بقية المدن والمناطق بالمحافظة ولكنها تبقى تجربة ممتازة يجب دعمها وتطويرها لأنها أحد الحلول المهمة لتحسن حالة الطفل المعوق.
وعن تعدد الجمعيات المتخصصة بذوي الإعاقة في محافظة طرطوس التي يشتكى الكثير منها عدم توفر التبرعات والدعم وغياب الاتفاقيات والتشبيك مع منظمات سواء عربية أم عالمية داعمة لهذه الفئة، ما دفع معظمها إلى تقاضي أجور رمزية لاستمرار عملها من أجل الأطفال، بيّن تفاحة أن هذا الكلام صحيح في ظل غياب التمويل والتبرعات ما يعيق عملهم، منوهاً إلى أن مديرية الشؤون تعمل على تدريب الكوادر وتأهيلهم ولاسيما وفق برامج موحدة تجنباً لتفاوت العمل بين جمعية وأخرى في حال انتقل الطفل المعوق من مكان لآخر.
وأوضح تفاحة أن الفعاليات الرياضية المرتبطة بمؤسسة الأولمبياد الخاص متوقفة بسبب كورونا، ولكن يتدرب الرياضيون ذوو الإعاقة ضمن الصالة الرياضية بطرطوس وقدم المجلس من خلال المحافظة بعض المواد اللوجستية كالطابات والفرشات والمضارب، مضيفاً: النشاطات الثقافية مرحب بها في المراكز الثقافية وهي مجانية والمجلس يحتفل كل عام باليوم العالمي للإعاقة ويقدم برنامجاً متكاملاً من تقديم ذوي الإعاقة في الجمعيات وغيرها.
وقال: للأسف بقي عمل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بطرطوس محصوراً بإعطاء بطاقة المعوق، وأضاف: استطاعت المديرية خلال السنوات السابقة الخروج بتجربة وحيدة وناجحة وهي تجربة معهد الإعاقة السمعية ضمن مبنى المديرية والذي يستقبل ويدرس الأطفال المعوقين سمعياً من مرحلة التحضيري إلى الصف السادس، وفي جولة ولقاء مع كوادر المعهد تبين وجود صفوف جميلة ومؤهلة وكوادر نشيطة ومدربة وتضم نحو 60 طالباً يحاولون خلالها تقديم المنهاج كاملاً والتعامل مع الأطفال بحب واهتمام كبيرين.. تجربة كبيرة ليتها تعمم في بقية مناطق المحافظة لأنها الجهة الوحيدة التي تقدم ضمن مركز متخصص منهاجاً تعليمياً، وأكدت المعلمات صعوبة حضور بعض الطلبة من المناطق البعيدة نتيجة ارتفاع أسعار النقل والأجور وعجزهم عن دفعها لأطفالهم وهو الأمر الذي شكل غصة في قلوبهم لكون الأطفال يتجاوبون بحب.