سورية

استيلاء «قسد» على المدارس في الحسكة يحرم آلاف الطلاب من التعليم

| وكالات

خلّف استيلاء ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» الانفصالية المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي على المدارس في الحسكة واقعاً سيئاً على العملية التعليمية واستقرارها في المدارس الحكومية التي تعتمد مناهج وزارة التربية.
وذكرت وكالة «سانا» في تقرير لها، أن الازدحام وانعدام الشروط المناسبة هما العنوان الأبرز للواقع التعليمي رغم كل الإجراءات الحكومية لاستيعاب العدد الأكبر من التلاميذ لضمان استمرار التعليم في المدارس.
ولفتت إلى «مسافات طويلة يقطعها أولياء الأمور الذين يرافقون أبناءهم إلى المدارس عبر وسائل نقل جماعية وشاحنات ودراجات لنقل التلاميذ والتي أصبحت صوراً يومية لمعاناة الأهالي والتلاميذ مع انطلاق العام الدراسي الجديد، فميليشيات «قسد» استولت على نسبة كبيرة من المدارس وذلك في سياق ممنهج يخدم مخططاتها».
وذكرت أنه في المدرسة الواحدة تجد أطفالاً من كل أحياء مدينة الحسكة ولا حل أمام أولياء أمورهم إلا بتسجيلهم في المدارس التابعة لمديرية التربية في مركز مدينتي الحسكة والقامشلي، فمدارس الأحياء والريف اغلقتها ميليشيات «قسد» وحولت قسماً منها إلى مقرات عسكرية وقسماً آخر تحاول استخدامه لتمرير مناهجها المغايرة للمناهج الحكومية والمرفوضة أساساً من الأهالي.
وقالت سيدة من أهالي حي النشوة تدعى ماجدة: «المعاناة كبيرة تبدأ بالبحث عن مدرسة لتسجيل الأطفال، فكل المدارس مزدحمة وتشهد اكتظاظاً كبيراً في الخاصة والعامة، وهو إجراء متعمد ومخطط له من قبل الميليشيات لحرمان آلاف الأطفال من التعليم وإبقائهم في الجهل ليسهل السيطرة عليهم في المستقبل».
بدورها، أشارت معاونة مدير مدرسة الشهيد حسن خميس، خولة الحسين، إلى أن الأعداد الموجودة داخل الشعبة الصفية الواحدة ترتفع بشكل يومي، كما أن هناك زيادة خاصة مع استقبال عدد من التلاميذ والطلاب الوافدين من ريف رأس العين الغربي جراء العدوان التركي على مناطق تل تمر وأبو راسين.
من جانبه، شرح المواطن أحمد معاناته مع انطلاق المدارس وقال: «أقطن في حي الزهور جنوب مركز المدينة ولديّ 3 أطفال في المدرسة، لا مدارس في الحي فقد حولتها ميليشيات «قسد» إلى مقرات عسكرية، ومدارس أخرى تم تدميرها بشكل كامل وأضطر بشكل يومي لمرافقة أطفالي إلى المدارس وأعود في نهاية الدوام لأرجعهم إلى المنزل وهذا يرتب معاناة مادية تضاف إلى الأعباء الأخرى من مستلزمات مدرسية».
وأضاف: لا يوجد حل فالميليشيات تصر على هذه الممارسات بشكل مدروس لإدخال المنطقة في الجهل والتخلف والأمية وهذا ما تسعى إليه.
مديرة تربية الحسكة إلهام صورخان من جانبها قالت: «إن ميليشيات «قسد» تصر على الاستيلاء على المدارس وتحويلها إلى مقرات عسكرية وحرمان آلاف التلاميذ والطلبة من التعليم، واستمراراً لهذه الانتهاكات استولت مع انطلاق العام الدراسي الجديد على ثلاث مدارس في حي طي بمدينة القامشلي وقامت بطرد الكوادر التربوية والتدريسية منها».
وأضافت: إن 130 ألف طالب التحقوا بالمدارس التي تديرها مديرية التربية والبالغ عددها 197 مدرسة في مدينتي الحسكة والقامشلي، في حين استولت ميليشيات «قسد» على 2000 مدرسة موزعة في كل أنحاء المحافظة، وأمام الرفض الشعبي للميليشيات وما تحاول تمريره زاد الضغط على المدارس الحكومية لاستيعاب جميع الطلاب لضمان التعليم ومتابعة تحصيلهم العلمي.
وأشارت صورخان إلى جملة إجراءات اتخذتها المديرية لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب كالعودة إلى الدوام النصفي وتطبيق مناهج الفئة «ب» والتعليم الذاتي وتحويل المنازل إلى مدارس واستثمار الأبنية الحكومية بالتعاون مع الجهات المعنية، إضافة إلى تركيب عدد كبير من الغرف الصفية مسبقة الصنع لاستقبال جميع الطلاب وعدم حرمان الأطفال من التعليم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن