رياضة

مشكلة ميسي وبوكيتينو

| محمود قرقورا

تحدثت وسائل الإعلام مطولاً عن قيام مدرب باريس سان جيرمان بوكيتينو بإخراج ليونيل ميسي في الدقيقة السادسة والسبعين من مباراة الفريق بمواجهة ليون ضمن المرحلة السادسة من الدوري الفرنسي.
التبديل لم يكن المعضلة الأولى في المباراة، بل إن قيام البرازيلي نيمار بتسديد ركلة الجزاء التي أتيحت للباريسي في الدقيقة السادسة والستين معضلة أخرى، والأمر لا يتعلق بمن يسدد ركلة الجزاء وإنما ميسي بحاجة لتسجيل الهدف الأول مع النادي الفرنسي ونيمار لم يقدم الكرة للنجم الأرجنتيني خلافاً لما كان عليه الحال عندما كان البرغوث يتنازل لنيمار عند الضرورة في برشلونة.
والمعضلة الأخرى كان تبديل ميسي والنتيجة تشير إلى التعادل 1/1، ما يعني أن المدرب غير مكترث لإمكانيات ميسي في صنع الفارق.
والأهم أن المدرب أراد توجيه رسالة شديدة اللهجة لميسي وباقي اللاعبين بأنه لا كبير في جدران البيت الباريسي وأنه صاحب القرار في كل الجوانب.
ما حدث لاحقاً بإعلان إصابة النجم الأرجنتيني ليس ملطفاً للأجواء عقب خروجه منزعجاً رافضاً مصافحة مدربه، والقول الفصل إن الإصابة حدثت في التمرين التالي للمباراة وليس تبريراً لاستبداله.
نعتقد أن تصرف المدرب ليس مثالياً وليس منطقياً ولا خلاف أنه يتطلب تدخلاً بين المدرب واللاعب كي تبقى الأجواء هادئة داخل حديقة الأمراء.
وأستشهد بحادثة تاريخية عندما استبعد مدرب البرازيل سالدانيا قبل مونديال 1970 النجم بيليه من التشكيل الذاهب إلى المونديال المكسيكي، فما كان من اتحاد الكرة البرازيلي إلا أن عقد جلسة طارئة وخرج بقرار مفاده الاستغناء عن خدمات المدرب وتعيين زاغالو مكانه وعودة بيليه إلى صفوف السيليساو داعماً معنوياً وحافزاً لزملائه قبل أن يكون اللاعب المؤثر رقم واحد بأرض الملعب.
ما حدث لاحقاً أن بيليه أنهى مسيرته عال العال مساعداً البرازيل على الفوز بكأس العالم، واستفاد زاغالو من تعيينه فكان أول من يحرز اللقب المونديالي لاعباً ومدرباً، والخاسر الأكبر المدرب المقال سالدانيا.
ولدى إعداد الكاتب البريطاني غاري جينغز كتابه «الفريق الجميل» الذي يتحدث عن لاعبي البرازيل 1970 بعد 30 عاماً من التتويج كان الاتفاق بين اللاعبين كلهم بأن الفريق كان قادراً على إحراز اللقب دون مدرب ودون أي لاعب.
والحال مماثل اليوم فسان جيرمان قادر على التتويج بالألقاب المحلية دون مدرب ودون أي لاعب، ولابد من تلطيف الأجواء لأن الجو الفاسد هو السم الزعاف في النادي الباريسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن