رياضة

صورة من معاناة أبطالنا في ألعاب القوة … السعيد: الكيك بوكسينغ تعاني الإهمال وضعف الدعم

| ناصر النجار

رياضة الكيك بوكسينغ من الألعاب التي دخلت عالم الأولمبياد حديثاً، وهي من ألعاب الدفاع عن النفس وهي خليط ألعاب متعددة أهمها الملاكمة، لذلك وجدنا الكثير من الملاكمين في العقود الماضية تحولوا إلى هذه اللعبة، لأن الملاكمة تشكل الجزء المهم من اللعبة.

المشكلة التي تعاني منها هذه اللعبة الخلافات والمشاكل الكثيرة والكبيرة داخل اتحاد اللعبة وهذا ما انعكس على العمل الفني وعلى اللاعبين بشكل خاص وعلى اللعبة بشكل عام.

رئيس اتحاد اللعبة يتفرد بالقرار ولا يبالي بأحد ولا يعير أعضاء الاتحاد أي اهتمام، حتى إن الكثير من القرارات تصدر دون علم أعضاء الاتحاد أو موافقتهم، فضلاً عن أمور أخرى تتعلق بالشهادات والشأن المالي لا نود التطرق إليها.

أمام هذا الواقع فإن اللعبة تهاوت ووصلت إلى مناطق الخطر نتيجة الإهمال والتعامل بلا مبالاة مع أبطال اللعبة، وعدم السعي إلى التطوير.

وأهم ما يعانيه اللاعبون من اتحادهم عدم وجود تعويضات مالية وخصوصاً لأبطال اللعبة، عدم وجود معسكرات داخلية أو خارجية، عدم الاهتمام بالقواعد، ندرة المشاركات الخارجية، عدم وجود تجهيزات رياضية.

أمام هذا الواقع فلن تبصر اللعبة النور، ولن تحقق أي نتيجة مستقبلاً، وهنا يأتي الجواب المنطقي إن أخفق أبطال اللعبة في المشاركات الدولية، وإن خرجوا من البطولات المهمة من الأدوار الأولى.

ربما الحل الأمثل في معالجة هذا الوضع المتراجع وضع الرجل المناسب بمكانه المناسب فلعبة الكيك بوكسينغ تحتاج إلى أبنائها ليعودوا إلى قيادة اللعبة وهم من الكفاءات والخبراء الدوليين القادرين على النهوض باللعبة، أما الاتحاد الحالي فليس منه أي أمل وخصوصاً أنه نال الفرص الكاملة لكنه أثبت فشله الذريع في قيادة اللعبة.

وائل السعيد بطل آسيوي في اللعبة حقق الكثير من الميداليات الذهبية بكل البطولات الخارجية على مستوى آسيا وغرب آسيا والعرب، فضلاً عن احتكاره لبطولة الجمهورية منذ سنوات عديدة.

«الوطن» استمعت إلى هموم البطل السعيد وقد لخصها بالنقاط التالية:

أولاً: لا يوجد أي اهتمام من اتحاد اللعبة الغارق في الخلافات، وأعتقد أن خبراء اللعبة المفترض أن يقودها وهم قادرون على تطويرها هم خارج الاتحاد، بينما لم نجد الكفاءة المطلوبة بمن يقود الاتحاد وهذا مؤثر على نهج اللعبة ويساهم بفشلها وغير قادر على تطويرها.

ثانياً: غياب المعسكرات الخارجية، وهذه ضرورية جداً لتطوير مهارات اللاعب، واكتسابه الخبرة، وإطلاعه على فنون اللعبة خارجياً، المعسكرات الخارجية وما فيها من لقاءات تصقل اللاعب وتمنحه التطور الذي قد لا يجده في تمارينه الاعتيادية.

ثالثاً: اتحاد اللعبة مقلّ بالنشاطات الداخلية، وغير مهتم بالفئات العمرية والقواعد، وأكثر حرصه ينصب على إقامة الدورات الخاصة بالمدربين والحكام حتى صارت كوادر اللعبة بأعدادها أكثر من اللاعبين فضلاً عن عدم الدقة في تأهيل هذه الكوادر لدرجة أننا وجدنا بعض المدربين والحكام لا يفهمون ألف باء اللعبة وجاء تأهيلهم لأمور شخصية بحتة.

رابعاً: عدم وجود تجهيزات رياضية، وسبق اتحاد اللعبة أن وزع بيجامات من النوع الرديء والسيئ التي تخجل (البسطات) عرضها للبيع.

خامساً: الدعم المالي مفقود، فلاعبو المنتخب الوطني لا يتلقون أي دعم مالي من الاتحاد، أسوة بالعديد من الأبطال في ألعاب أخرى.

وكما نعلم أن ألعاب القوة تحتاج إلى مصروف كبير من خلال العناية بالصحة والغذاء، ومستلزمات التدريب، وكل أبطال اللعبة، وغيرهم من اللاعبين يتكلفون المال الكثير من أجل الوصول إلى بطولة داخلية أو خارجية أو من أجل الوصول إلى مستوى منافس على الصعيد الداخلي على أقل تقدير.

وهنا نجد أن اتحاد اللعبة مقصر جداً في هذا الاتجاه ولا يسعى لإيجاد الحلول التي تصب في مصلحة اللعبة واللاعبين وأبطالها.

أما عن الحلول المقترحة فيقول السعيد:

إعطاء اللعبة حقها من خلال استعادتها لأبنائها الخبراء والغيورين والقادرين على النهوض باللعبة، دعم اللعبة بالمعسكرات الخارجية وتوفير المشاركات الخارجية لأنها الطريق الوحيد الذي يسهم بارتقاء اللعبة وتطوير أبطالها ورفعهم إلى مستويات عالمية.

ويضيف: ما دامت اللعبة مثلها مثل بقية ألعاب القوة هاوية فلن نحصل على أي شيء مهم في البطولات العالمية والأولمبية، قد يكون بعض اللاعبين استثناء، لكن هذا ليس قاعدة عامة، فعندما حزت ألقابي الخارجية في البطولات الآسيوية والعربية كان ذلك لأنني أقيم معسكرات خارجية على نفقتي الخاصة، وهذا الأمر من الصعب أن يحققه الآخرون سواء في لعبتنا أم غيرها من ألعاب القوة التي تعتبر منجم ذهب لما تضمه من أبطال ومواهب قادرين على الوصول إلى أعلى المراتب العالمية إن توفرت لهم الظروف والدعم المناسب.

من المفترض أن تدخل هذه الألعاب الاحتراف وهي تتمتع بجماهيرية كبيرة وكل الشباب يهوون هذه الألعاب، ننظر بأسى وأسف إلى كرتي القدم والسلة التي ينفق عليهما الأموال الطائلة ولا يستطيعان تحقيق أي شيء، بينما ألعابنا لو أنفق عليها عشر ما ينفق على كرة القدم لحققت للبلد الميداليات البراقة في أكبر البطولات العالمية، لذلك نناشد القيادة الرياضية الاهتمام بألعاب القوة ودعمها لتحقيق البطولات العالمية ورفع العلم الوطني في كل المحافل العربية والعالمية.

أخيراً يشكر البطل الآسيوي فنادي شمس أكاديمي، وجمعية الفينيق المستدام لدعمهم في كل مشاركاته الخارجية.

سجل البطولة

وائل السعيد مواليد 1988 بطل الجمهورية بوزن تحت 91 كغ منذ عام 2016 في الكيك بوكسينغ والمواي تاي- نادي الشرطة.

على الصعيد العربي: ذهبية بطولة العرب بالجزائر (الفول كنتاكت) وفضية بطولة العرب بالجزاء (1k) عام 2018.

ذهبيتان في البطولة الدورية المفتوحة بالأردن في (الفول كونتاكت) و(1k) عام 2019.

ذهبيتان في البطولة العربية بالعراق فردي (فول كونتاكت) وأندية (فول كونتاكت) وفضية في (سيمي كونتاكت) وبرونزية في (1k) بالبطولة المذكورة 2021.

على الصعيد الآسيوي: ذهبية الكيك بوكسينغ (اللايت كونتاكت) تركمانستان 2017.

فضية الكيك بوكسينغ (لوكيك) قرقيزيا 2018.

برونزية الكيك بوكسينغ (اللايت كونتاكت) قرقيزيا 2018.

برونزية الكيك بوكسينغ (الغول للصالات) تركمانستان 2017.

فضية آسيا المفتوحة (مواي تاي) لبنان 2018.

فضية آسيا المفتوحة بالكيك بوكسينغ (1k) لبنان 2018.

برونزية آسيا (مواي تاي) دبي 2019.

ذهبيتان أندية العالم في الأردن 2019 (فول كونتاكت) و(المواي تاي).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن