سورية

واشنطن تتخلى عن منصب «المبعوث الخاص» للملف السوري وتعين مسؤولاً عن «التواصل» … نائب أميركي يقترح تعديلاً على «قانون الدفاع» ينهي الوجود العسكري لبلاده في سورية

| وكالات

تزامناً مع تقديم النائب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي، جمال بومان تعديلاً على قانون الدفاع الأميركي الجديد من شأنه إن تم إقراره، أن يؤدي إلى خروج القوات الأميركية من سورية، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، تعيين إيثان غولدريتش كمعاون نائب وزير الخارجية ومسؤول عن الشرق الأوسط و«التواصل» مع سورية، خلفاً لإيمي كوترونا التي عُينت ممثلة لشؤون سورية بالإنابة في شباط الفائت، ملغية بذلك منصب «المبعوث» الأميركي الخاص للملف السوري والذي كان معمولاً به خلال السنوات الماضية.
وحسب صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة للنظام السعودي، فقد تشارك عدة نواب من الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي، التعديل المطروح من النائب جمال بومان، والذي جاء قبل أسبوع من تصويت الكونغرس على مناقشة قانون ميزانية الدفاع الوطني للسنة المالية 2022 وميزانية وزارة الدفاع الأميركية.
وأشار بومان في تصريحات نشرها على مدونته الشخصية إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان محقاً في التحدث علناً ضد الحرب في أفغانستان، الأمر الذي تطلب شجاعة هائلة، لمتابعة إنهاء التدخل العسكري الأميركي هناك. وأضاف: «لفترة طويلة جداً، كانت أولويات الإنفاق في بلادنا خارج نطاق السيطرة، وأعتقد أن البيت الأبيض يدرك أن الوقت قد حان لإنفاق أموال الأميركيين في بناء الطرق والمدارس والشركات هنا في الوطن بدلاً من تبذيرها في الخارج».
واعتبر النائب الديمقراطي، أن الكثير من السوريين فقدوا أرواحهم نتيجة للسياسة الأميركية الكارثية، لكن الرئيس بايدن لديه فرصة رائعة لإظهار روح القيادة مرة أخرى على المسرح العالمي، على حد قوله، داعياً زملاءه النواب إلى الانضمام إليه في دعم التعديل وإنهاء التدخل العسكري الأميركي في سورية في أسرع وقت ممكن.
تحرك النائب الأميركي يأتي في وقت يتصاعد فيه الحديث حول انسحاب أميركي محتمل من سورية، يتبع الانسحاب الذي نفذته الولايات المتحدة من أفغانستان والذي ستقوم به في العراق قبل نهاية هذا العام، الأمر الذي دفع بقيادات ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية إلى التصريح علناً بضرورة أن تقوم واشنطن بإعلامهم قبل خروجها من سورية مستحضرين المقولة الشهيرة «أميركا دائماً ما تتخلى عن حلفائها»، وهو ما ردت عليه الإدارة الأميركية أول من أمس من خلال تصريح مصدر في وزارة الخارجية الأميركية، والذي كشف أن النائب الأول المساعد لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، تحدث مع قادة من «قسد» مرئياً وليس حضورياً، في 29 آب الفائت وذلك لتأكيد التزام بلاده بالحملة المستمرة ضد تنظيم داعش الإرهابي.
يأتي هذا التطور تزامناً مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية، عن تعيين الدبلوماسي إيثان غولدريتش مسؤولاً عن الشرق الأوسط و«التواصل» مع سورية، خلفاً لإيمي كوترونا التي عُينت ممثلة لشؤون سورية بالإنابة في شباط 2021.
وذكر موقع «المونيتور» الأميركي نقلاً عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أن كوترونا ستعين في مهمة جديدة سيتم الإعلان عنها قريباً.
وشغل غولدريتش منصب القائم بالأعمال الأميركي في البحرين ثم انتقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في صيف 2021، وسبق أن شغل منصب مستشار السياسة الخارجية للقائد العام للقيادة العامة للعمليات الخاصة الأميركية من آب 2018 إلى حزيران 2021.
كما تولى سابقاً منصب مدير مكتب شؤون شبه الجزيرة العربية في وزارة الخارجية، وقبل ذلك عمل لمدة عام كقائم بأعمال معاون نائب وزير الخارجية مسؤول عن سورية ولبنان والأردن، كما عمل أيضاً نائباً لرئيس البعثة بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، وهو يتحدث اللغات الروسية والعربية والعبرية إلى جانب الإنكليزية.
مواقع إعلامية معارضة نقلت عن موقع «المونتور» الأميركي: أن غولدريتش سيعمل مع الإدارة في واشنطن على إصلاح المشكلات في الداخل، ووضع سياسة أميركية نحو سورية أكثر تبلوراً.
كما سيشرف غولدريتش أيضاً على تنفيذ استجابة وزارة الخارجية الأميركية للأزمة السياسية في لبنان والانهيار الاقتصادي، بالإضافة إلى المشاركة النشطة مع الأردن حليف واشنطن القديم.
واعتبر الموقع الأميركي، أنه مع هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي وسيطرة الجيش العربي السوري على مساحات واسعة من البلاد، تجمدت معاقل الحرب المتبقية ووصلت إلى طريق مسدود، بينما لا تزال السياسة الأميركية في سورية قيد المراجعة، حيث لم يبتعد مسؤولو إدارة بايدن حتى الآن عن نهج عهد سلفه دونالد ترامب المتمثل في ترك القوات الأميركية في البلاد إلى أجل غير مسمى رغم هزيمة داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن