أردوغان يتسلّح بفرع «القاعدة» ويهدّد أوروبا بموجة نزوح جديدة … «ترتيبات» حتمية في «خفض التصعيد» بإدلب أقلها فتح «M4»
| حلب - خالد زنكلو
وسط إصرار روسي على ضرورة حسم الملفات العالقة شمال غرب سورية على غرار جنوبها، وفي مقدمتها وضع طريق عام حلب- اللاذقية في الخدمة، يوغل النظام التركي في محاولة عرقلة فتح ما بات يعرف بطريق «M4»، والذي نص عليه اتفاق ٥ آذار ٢٠٢٠ في موسكو بين الجانبين.
مصادر مراقبة للوضع في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب اعتبرت في تصريحات لـ«الوطن»، أن الحاجة غدت ماسة من قبل روسيا لإعادة النظر باتفاقات التسوية الخاصة «بخفض التصعيد» مع الجانب التركي، ولاسيما اتفاقي «موسكو» و«سوتشي»، بعد إعطاء موسكو الفرصة تلو الفرصة لأنقرة للالتزام بتعهداتها في تطبيق بنود الاتفاقين المتمثلة بفصل التنظيمات الإرهابية عن الميليشيات الممولة من النظام التركي وطردها من المنطقة، وفتح «M4» أمام حركة المرور والترانزيت.
ورجّح المراقبون أن يخرج اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي الذي يفترض أن يلتئم بمدينة سوتشي الروسية في ٢٩ الجاري، وقد ينضم إليه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بمسودة «تفاهمات» جديدة تنص على وضع جدول زمني قريب لتنفيذ اتفاقي «موسكو» و«سوتشي» والإسراع في وضع «M4» في الخدمة.
وأشار المراقبون إلى أن ثمة فرصة لتطبيق بنود الاتفاقين سياسياً، بموجب «التفاهمات»، بدل اللجوء إلى الخيار العسكري المكلف للنظام التركي ولميليشياته، كما هو حال نتائج العملية العسكرية التي شنها الجيش العربي السوري وبدعم من سلاح الجو الروسي والحلفاء مطلع العام الجاري، وأفضت إلى رسم خريطة ميدانية جديدة لمصلحة الجيش العربي السوري الذي استعاد السيطرة بشكل كامل على طريق عام حلب- حماة أو ما يعرف بطريق «M5».
وأكدوا أن استمرار أردوغان في اتباع سياسة شراء الوقت لفرض واقع جديد في «خفض التصعيد»، لن تجدي نفعاً، إذ لن تحول نقاط المراقبة غير الشرعية الـ١٤ لجيش الاحتلال التركي في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي من دون تقدم الجيش العربي السوري إلى أوتوستراد حلب- اللاذقية السريع في جزئها الممتد من بلدة النيرب إلى بلدة محمبل المشرفة على سهلي الروج والغاب، وذلك لوصل الطريق من نقطة هيمنة الجيش العربي السوري ببلدة ترنبة غرب سراقب وشرق إدلب وصولاً إلى مشارف جسر الشغور بريف المحافظة الغربي.
ولفتوا إلى أن أردوغان وجوقة نظامه، ما فتئوا يعزفون على سيمفونية أو «فزاعة» موجة المهاجرين الجديدة إلى تركيا فحدود الدول الأوروبية، والتي ستخلفها أي عملية عسكرية للجيش العربي السوري بدعم من الطيران الحربي الروسي، وذلك لاستدراج عطف العواصم الأوروبية وإخافتها، والضغط على موسكو لوقف تنفيذ العملية المحتملة في حال أفضت الجهود الدبلوماسية الروسية الجارية والمقبلة مع النظام التركي إلى طريق مسدود، علماً أن جبل الزاوية لا يضم سوى عدد قليل من المدنيين بعدما أجلاهم متزعمو الإرهابيين خشية العملية العسكرية أو خوفاً من تنازل أنقرة عن المنطقة وتضحيتها بهم، أسوة بأرياف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي والشرقي وحلب الجنوبي والغربي.
وأضافوا: إن أكبر رهان لأردوغان للاحتفاظ بجنوب طريق «M4»، هو دعم إرهابيي «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة» الإرهابية، وميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير» المتحالفة معها في ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي تتزعمها الأولى للوقوف في وجه أي عملية مرتقبة للجيش العربي السوري في المنطقة.