الأولى

الحربي الروسي يكثّف غاراته في إدلب وعفرين قبيل قمة «سوتشي» مع بوتين … لافروف: إدلب هي البؤرة الإرهابية الوحيدة المتبقية في سورية

| حلب - خالد زنكلو - دمشق – الوطن - وكالات

واصلت روسيا ضغوطها العسكرية على النظام التركي قبيل القمة المزمع عقدها بين رئيسي البلدين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي الروسي في ٢٩ الجاري، وعاود الطيران الحربي الروسي استهداف منطقة عفرين ثانية بالتزامن مع تكثيف الغارات ضد إرهابيي منطقة «خفض التصعيد» بإدلب، كنوع من رسائل الضغط في سياق ما يمكن تسميته «الحرب الدبلوماسية» التي تنتهجها موسكو إزاء أنقرة، وذلك بعد يوم واحد من مطالبة أردوغان نظيره الروسي باتباع «نهج مختلف» في تعاطيه مع الملف السوري.
وزير الخارجية الروسي اعتبر في تصريحات صحفية لافتة له أمس من نيويورك أنه «ثمّة بؤرة إرهابية واحدة متبقية في سورية وهي في محافظة إدلب ولا مشكلة بمكافحة الإرهاب هناك»، مشدداً على أن «جبهة النصرة ليست من المجتمع السوري ويجب إبعادها».
وأضاف على هامش مشاركته باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «مواقعنا ومواقع الجيش العربي السوري تتعرض لهجمات في منطقة وقف التصعيد ولن نسمح بذلك»، مبيناً أن «القوات الأميركية تحتل منطقتي التنف والركبان في سورية وهذا الوضع غير مقبول».
وبيّن لافروف أن «الغرب يتمسك بآلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية من دون الاتفاق مع دمشق»، مضيفاً: إن «موسكو ستغلق آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية في حال عدم تنفيذ شركائنا ما تم الاتفاق عليه سابقاً».
التصريحات الروسية الصريحة والمباشرة إزاء المرحلة العسكرية القادمة التي تنتظر إدلب جاءت في أعقاب الخيبة التي نالها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الذي عاد خالي الوفاض من نيويورك بعدما عجز عن اللقاء بالرئيس الأميركي جو بايدن على هامش الاجتماعات الأممية، ليلجأ إلى أسلوب التصريحات والمراوغة المعسولة بهدف تحقيق مكاسب وهمية علّها تنقذه من مأزقه السوري خلال مجريات القمة مع بوتين، فأمل بأن «تغير روسيا نهجها» و«أن تسلك نهجاً مختلفاً» حيال الملف السوري، الأمر الذي قابلته موسكو بصورة مختلفة حسب مراقبين تحدثوا لـ«الوطن».
وأوضح المراقبون أن زيادة حدة القصف الجوي الروسي ضد الميليشيات التابعة للنظام التركي، لا يدع مجالاً للشك بأن القيادة الروسية عازمة على فرض تغيير جوهري على سلوك أردوغان في «خفض التصعيد».
وأشاروا إلى أن الهدف من جولة التصعيد الروسي الجوي الأخيرة، الرد على تصريحات أردوغان لخفض سقف توقعاته من المفاوضات المرتقبة مع بوتين، الذي يُتوقع أن يتخذ موقفاً متشدداً منه وألا يقبل بأقل من التنفيذ الفوري لبنود اتفاقي «موسكو» و«سوتشي».
وفي هذا الإطار، بينت مصادر محلية في إدلب لـ«الوطن»، أن المقاتلات الروسية وجهت أمس ضربات جوية عديدة ضد أهم معاقل إرهابيي «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة» في محيط بلدة الفوعة شرقي مدينة إدلب، وقالت المصادر إن سلاح الجو الروسي نفّذ أمس طلعات جوية استهدف موقعاً لإرهابيي ما يعرف بغرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تتزعمها «تحرير الشام»، في محيط بلدة البارة في جبل الزاوية حيث دمّر تمركزاً لإرهابيي الفرع السوري لتنظيم القاعدة في الحرش المتاخم لبلدة عين شيب غرب مدينة إدلب.
أما في عفرين بريف حلب الشمالي، فقد نفّذ الطيران الحربي الروسي أمس أربع غارات طالت مستودعات نقاط تمركز إرهابيي «الجبهة الشامية» المنضوية في صفوف ما يدعى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق حلب، الأمر الذي يشير إلى حجم الغضب الروسي من النظام التركي الغارق في وحول أزماته الداخلية والخارجية من دون بذل جهود جدية تعيد الحقوق لأصحابها وللخروج منها بشرف وكرامة قبل فرض الإملاءات الروسية عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن