عربي ودولي

«الوطن» حصلت على نسخة من كلمته التي ألقاها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة … الرئيس الصيني: العالم يقف على مفترق طرق وعلينا التمسك بالحوار بدلاً من المجابهة والإقصاء

| الوطن

اعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ أنه ومع التغيرات الدولية غير المسبوقة منذ نحو مئة عام إضافة إلى التداعيات التي فرضها اجتياح جائحة كورونا للعالم، ازدادت تطلعات شعوب العالم للسلام والتنمية، وازدادت دعوتها للإنصاف والعدالة، مشيراً إلى أنه ومع تفشي الجائحة طرأ على المجتمع البشري تغير عميق، ودخل العالم في مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول، وهذا لابد أن يدفع بكل سياسي ومسؤول للإجابة عن أسئلة العصر واتخاذ خيار تاريخي بثقة وشجاعة ومسؤولية.
الرئيس الصيني وفي الكلمة التي ألقاها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها السادسة والسبعين وحصلت «الوطن» على نسخة منها، لفت إلى أن عام 2021 هو عام استثنائي للغاية بالنسبة إلى الشعب الصيني، إذ إنه يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، كما أنه يصادف الذكرى الـ50 لاستعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، حيث ستحتفل الصين بهذه المناسبة بشكل يليق بعظمة هذا الحدث التاريخي، وهي ستواصل العمل على الارتقاء بالتعاون مع الأمم المتحدة إلى مستوى جديد، وستقدم مساهمات جديدة وأكبر من أجل الاستمرار بالقضية السامية للأمم المتحدة.
وشدد الرئيس الصيني على أنه لا بد لنا من هزيمة الجائحة والانتصار في هذه المعركة المهمة التي تهم مستقبل البشرية ومصيرها، مؤكداً أنه ورغم شراسة هذه الجائحة، غير أننا سننتصر عليها في نهاية المطاف.
الرئيس شي جينبينغ أكد أهمية أن يكون الشعب والحياة ضمن الأولويات وفي المقام الأول، لافتاً إلى ضرورة تكريس الروح العلمية، والعمل على التوفيق بين مكافحة الجائحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مبيناً أن تعزيز التعاون الدولي في الوقاية والسيطرة، يقلل إلى أقصى حد من مخاطر انتشار الجائحة عبر الحدود.
ولفت الرئيس الصيني إلى ضرورة جعل اللقاح منفعة عامة للعالم وضمان إتاحته للدول النامية بتكلفة ميسرة مبيناً أن الصين ستبذل جهوداً لتقديم ملياري جرعة من اللقاح إلى العالم في هذا العام، وستتبرع بمئة مليون جرعة إضافية من اللقاح إلى الدول النامية في غضون العام الجاري أيضا، إضافة إلى التبرعات التي قدمتها «لبرنامج الكوفاكس» التي بلغت نحو مئة مليون دولار.
وشدد الرئيس شي جينبينغ على أن بلاده ستواصل دعم أعمال التتبع العلمي لمنشأ الفيروس في العالم والمشاركة فيها، مجدداً تأكيد رفض الصين رفضا قاطعا التلاعب السياسي في هذا الإطار بأي شكل من الأشكال.
وأشار الرئيس الصيني إلى أهمية التمسك بأولوية التنمية، وإقامة علاقات شراكة تنموية عالمية أكثر مساواة وتوازناً، كذلك ضمان معيشة الشعب وتحسينها وحماية حقوق الإنسان وتعزيزها من خلال التنمية، والتمسك بالمنفعة للجميع من خلال الاهتمام بالاحتياجات الخاصة للدول النامية، ومساندة هذه الدول وخاصة التي تعاني صعوبات بالغة من خلال تعليق مدفوعات خدمة الدين وتقديم المساعدات التنموية.
وركز الرئيس الصيني في كلمته على أهمية اغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحتها الجولة الجديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي، وتسريع عملية تحويل الإنجازات العلمية إلى قوى إنتاجية واقعية، والبحث عن طاقات جديدة تحرك النمو الاقتصادي ما بعد الجائحة، إضافة إلى التمسك بالتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، ومواجهة التغير المناخي، مؤكداً أن الصين ستعمل جاهدةً على بلوغ انبعاثات الكربون ذروتها قبل عام 2030 وتحقيق حياد الكربون قبل عام 2060.
الرئيس الصيني لفت إلى أن مستجدات الأوضاع الدولية أثبتت مرة أخرى أن التدخل العسكري الخارجي وما يسمى الإصلاح الديمقراطي يسببان متاعب لا نهاية لها في المستقبل، داعياً إلى العمل على تكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، معتبراً أن نجاح دولة ما لا يعني الفشل الحتمي لدولة أخرى، فالعالم يتسع للتقدم والتطور لمختلف الدول بشكل مشترك، وأضاف: «علينا التمسك بالحوار والشمولية بدلاً من المجابهة والإقصاء، وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية قائم على أساس الاحترام المتبادل والعدالة والإنصاف والتعاون والكسب المشترك، بما يوسع القواسم المشتركة للمصالح ويرسم أكبر دائرة متحدة المركز».
وأوضح شي جينبينغ أن ما تسعى إليه الأمة الصينية هو مفهوم السلام والوئام والانسجام، وقال: «لم نقم في الماضي بغزو أو ظلم الآخرين أو السعي وراء الهيمنة، ولن نقوم بذلك في المستقبل، الصين ظلت دائماً ممن يبني السلام العالمي ويسهم في التنمية العالمية ويحمي النظام الدولي ويقدم منتجات عامة، وهي ستواصل توفير فرص جديدة للعالم من خلال التنمية الصينية الجديدة».
ودعا الرئيس الصيني الأمم المتحدة إلى رفع راية تعددية الأطراف عالياً، وأن تكون منصة محورية تعمل عليها دول العالم لحماية الأمن العالمي وتقاسم نتائج التنمية وتقرير مصير العالم بشكل مشترك، وأن تسعى إلى حفظ استقرار النظام الدولي وتعزيز العمل المتوازن في المجالات الرئيسية الثلاثة، أي الأمن والتنمية وحقوق الإنسان.
وختم الرئيس الصيني كلمته بالقول: «يقف العالم مرة أخرى أمام مفترق طرق، وأنا أؤمن بأن تيار السلام والتقدم والتنمية للبشرية لا يقاوم، لنعزز الثقة، ونعمل يداً بيد على مواجهة التهديدات والتحديات العالمية، وندفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ونقوم معاً ببناء عالم أجمل وأفضل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن