اقتصاد

دعا إلى «إراحة» قطاع الأعمال النظيف والملتزم بالقوانين … حموي: لماذا نصدق الشائعات.. ألم نتعلم من دروس السنوات العشر؟

| خالد زنكلو

أكد رئيس غرفة تجارة حلب محمد عامر حموي أن الأرقام التي تخص هجرة الفعاليات الاقتصادية، والتي سوقتها مواقع وصفحات مشبوهة ومغرضة، مجرد «مبالغات لا منطقية ومزايدات على حساب الوطن والمواطن»، ونقل عن مصادر «موثوقة» في سجلات تخص المنافذ البرية والجوية في سورية قولها إن الأرقام المروجة «لا تصل إلى ١٠ بالمئة من القيم الحقيقية المذكورة».
وشدد حموي في حديثه لـ«الوطن» أن أكثر المغادرين للبلاد «بغرض السياحة أو الدراسة أو لعائلات مقيمة في الخارج وعائدة من إجازاتها»، لافتاً إلى أن «لكل شخص ظرفه، فمن اختار السفر سابقاً، سافر إلى مقصده وانتهى الأمر».
ورأى أن من الأجدى راهناً «الصبر لتمر هذه الساعة العصيبة، فقد سافرت أعداد لا بأس بها من السوريين، لكن يظل هدفنا منصباً على إعادة هؤلاء إلى وطنهم وإعادة الوطن إلى ما كان عليه وأفضل، قبل الحرب الظالمة عليه وعلى موارده وناسه، بجهودنا كلنا وبتعاوننا جميعاً كمواطنين وتجار ومنتجين وحكومة، وألا نصدق أو ننجر وراء المبالغات في الهجرة أو السفر».
وقال: «ما بقي لدينا من مفرزات وعقوبات أوصلتنا لمخاض عصيب وعسير ليس من السهل تجاوزه، وتأكدوا أن هناك من يسعى لإيجاد حلول أفضل لما آلت إليه الضغوط ومن خلال موارد صغيرة لبلد يدفع ويدعم ويستنزف خلال كل هذه السنوات العجاف، والتي ستغدو من مخلفات الماضي وتحل محلها سنوات الخير والعطاء وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب».
وبين «وكرصد عن قرب للشارع التجاري والاقتصادي»، أنه لا يمكن نكران وجود ضغط على الاقتصاد «وتجب إعادة النظر بعدد من القرارات بالتعاون مع الحكومة وبأسرع وقت ممكن، وتعديل كبير واضح ومرن لإراحة قطاع الأعمال النظيف والملتزم بالقوانين، ولإعادة انسياب البضائع في الأسواق وتفعيل الورش الصغيرة والمتوسطة لتنشيط انسياب السلع في أسواقنا بأنسب الأسعار للمواطن»، بالإضافة إلى تصدير الفائض من إنتاجنا الذي يلقى رواجاً كبيراً في دول عديدة، وفي المقابل هناك شعب نشيط شاب كادح واع يجب دعمه ليحقق طموحه وهو ثابت في أرضه ومعتقداته ويسعى لإعادة تفعيل عمله ومصدر رزقه».
وتساءل: «لماذا نبتعد عن المنطق ونجلد ذاتنا ونهاجم أنفسنا وننشر الظلام ونبعد التفاؤل بالاتجاه نحو التهويل والضبابية والأنفاق المظلمة التي وجدنا بصيص نورنا في نهايتها بعد جهد جهيد، لماذا نُحمل الأعباء لغيرنا ولا نسعى لفعل واجباتنا، لماذا نصدق الشائعات ونتداولها، ألم نتعلم من دروس السنوات العشر، أم نسينا تآمرهم وحقدهم علينا وتكالبهم على مقدرات البلد ونهضته وصموده في وجه غزواتهم؟».
وأشار رئيس غرفة تجارة حلب، ومن خلال «وجهة نظري وخبرتي وانتمائي لبلدي ومصدر أماني وأساسها خيرات الوطن»، إلى أنه يقدر الظروف التي مر بها الجميع «وأرجو ألا نزايد على بعضنا، فكلنا دفع ضريبة في هذه الحرب اللعينة الظالمة على مدار عقد من الزمان، فقبل الحرب الإرهابية التي فرضت علينا كانت سورية مضرب المثل في الأمان العام للمواطن ولرزقه ولتنقلاته ولقطاع الوظائف والشهادات ولبناء الأعمال الصناعية والتجارية ولكل من كان يسعى وراء لقمة رزقه، لكن اليوم وبعد نزيف طويل استطعنا تجاوز محنة مؤلمة وظالمة وطويلة بقيادة حكيمة وبطولات جيش باسل، ولا يستطيع أحد نكران ذلك، فلولاهم لما كنا اليوم ها هنا».
وختم حديثه بالقول: «لأن في بلادنا بركة وخيراً وفيراً سيعود قريباً، فلن يذهب نصرنا إلا بعودة النشاط والاقتصاد المتين، فسورية هي أهم بقعة في المنطقة للاستثمارات الواعدة والكل ينتظر نهاية الحرب التي أذنت بالرحيل، بدليل تبدلات المواقف والرؤى الإقليمية والدولية، كي ينعش ماله في أرضنا التي تظل أعيننا معلقة بها على الدوام، وصبر ساعة هو الفرج لنا وللوطن كله».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن