عربي ودولي

حزب الله اللبناني وتنسيقية «مقاومة الصهيونية والتطبيع» أدانا مؤتمر التطبيع في أربيل … بغداد: نجحنا في عقد لقاءات بين دول المنطقة ونحرص أن نكون مصدر استقرار

| وكالات

أكدت وزارة الخارجية العراقية، أمس الإثنين، أن العراق نجح في عقد لقاءات بين دول المنطقة لحل الخلافات والأزمات فيها، مُعربة عن حرص بغداد على أن تكون عامل ومصدر استقرار في المنطقة.
يأتي ذلك في حين أدانت تنسيقية «مقاومة الصهيونية والتطبيع» وحزب الله اللبناني المؤتمر التطبيعي الذي نظم بمدينة أربيل العراقية.
وحسب وكالة «واع» أوضح بيان للخارجية العراقية أن «وزير الخارجيَّة فؤاد حسين، التقى نظيرته النرويجيّة إيني إريكسن سوريدي، على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعيّة العامّة للأمم المُتحِدة، وجرى خلال اللقاء بحث تعزيز وتطوير العلاقات الثنائيَّة بين البلدين، وآخر التطورات السياسيَّة، والأمنية، الإقليميَّة، والدوليَّة، وجُهُود العراق في تعزيز السلّم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وآخرها مُؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد في نهاية آب الماضي».
وأكَّد حسين، أن «العراق أخذ على عاتقه دراسة الظروف المُحيطة بالمنطقة»، مبيناً أن «العراق عانى من هذه التوترات التي انعكست على الساحة العراقيَّة، مُعرباً عن حرص العراق على أن يكون عامل ومصدر استقرار في المنطقة وإيجاد الحلول لمشاكلها ونجح العراق في عقد لقاءات فيما بين الدول في المنطقة لحل الخلافات والأزمات فيما بينها».
من جانب آخر أشار حسين إلى أن «التحضيرات والاستعدادات لإجراء الانتخابات تجري على قدمٍ وساق وتسير بشكل جيد»، مؤكداً أن «الانتخابات المُبكرة لهذا العام هي الأولى من نوعها في العراق، وإنها ستشكل خطوة مصيرية في مستقبل العمليَّة السياسيَّة في العراق».
وأشاد وزير الخارجية، «بدعم النرويج للعراق في هذا المجال لأنها عضو في مجلس الأمن الذي أعتمد بالإجماع قراره 2576 لعام 2021 المتعلق بالمراقبة الأممية للانتخابات العراقية»، مُثمناً «جُهُود النرويج في مُشاركتها في التحالف الدوليَّ لمُحاربة الإرهاب وهزيمة داعش»، وداعياً «الشركات النرويجيّة للاستثمار في العراق والمُساهمة في مشاريع تطوير البنى التحتية ولاسيما مجالات الطاقة».
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجيَّة النرويجيّة «استعداد بلادها لتقديم الدعم ومُساندة العراق، مُعربةً عن «سعادتها بنجاح مُؤتمر بغداد للتعاون والشراكة ومُخرجاته التي ستقود إلى التهدئة وخفض التوتر، والاجتماع الوزاريّ الأخير الذي ترأسه العراق في نيويورك»، مثمنة «دور العراق الريادي وأخذه المسؤولية والمُشاركة في إيجاد الحلول لإنهاء النزاعات في المنطقة».
في سياق منفصل أصدر حزب الله اللبناني بياناً أدان فيه مؤتمر التطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي عقد في مدينة أربيل العراقية، مؤكداً أنه محاولة فاشلة للترويج «لثقافة الحوار مع العدو» وئدت في مهدها.
وحسب موقع «العهد» اللبناني حيا حزب الله المواقف الرسمية والسياسية والشعبية والدينية الرافضة بقوة لكل أشكال التطبيع مع العدو، مشيداً بالإجراءات القضائية العراقية التي جرّمت هؤلاء المطبّعين ما يعكس وعياً مميزاً عند الشعب العراقي ومكوناته السياسية ومناعته الوطنية ضد مشروع التطبيع في الشرق الأوسط، مشيداً بثبات الشعب العراقي على موقفه القوي في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
إلى ذلك قالت تنسيقية «مقاومة الصهيونية والتطبيع» التي تضم أكثر من 20 هيئة عربية وإسلامية عبر العالم في بيان أمس إنها «تتابع باهتمام بالغ المؤتمر التطبيعي الذي أقيم في مدينة أربيل في إقليم كردستان، بحضور بعض الشخصيات العشائرية العراقية»، وأكدت أن «العراق لطالما عرف بمواقفه المبدئية ودعمه ونصرته لقضيه فلسطين»، وأن «هذا المؤتمر لا يمثل عشائر العراق وشعبها، وإنما هو صوت نشاز وجب إخماده»، مشددة على أن «التطبيع هو خيانة عظمى، وكل من يدعو له ويتورط به فهو خائن».
وعقد، الأسبوع الماضي، رئيس صحوات العراق وسام الحردان، وهو من قبيلة الدليم، مؤتمراً في أربيل، وألقى كلمة دعا فيها علناً إلى التطبيع مع إسرائيل، بحضور شخصيات عشائرية من محافظات بغداد، الموصل، الأنبار، صلاح الدين، بابل، ديالى.
واستنكرت قوى سياسية عدة المؤتمر، كما استنكرته الحكومة العراقية، التي أعربت عن رفضها القاطع للاجتماعات غير القانونية، والتي عقدتها شخصيات عشائرية مقيمة بمدينة أربيل في إقليم كردستان، ورفعت خلالها شعار التطبيع مع إسرائيل.
وأعلن المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في العراق أن محكمة تحقيق الكرخ الأولى، وبناءً على معلومات مقدمة من مستشارية الأمن القومي، أصدرت مذكرة قبض بحق المدعو وسام الحردان إثر الدور الذي قام به في الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل.
وقال المركز الإعلامي إنه تمّ إصدار مذكرة قبض أيضاً بحق المدعو مثال الألوسي، والموظفة في وزارة الثقافة سحر كريم الطائي، عن الجريمة نفسها، مشيراً إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق بقية المشاركين، حال معرفة أسمائهم الكاملة.
كذلك، أوضحت رئاسة إقليم كردستان العراق من جانبها بأن «ما صدر عن اجتماع أربيل ليس تعبيراً عن موقف الإقليم»، كما أعلنت وزارة الداخلية في حكومة كردستان أن الاجتماع عُقد من دون علم وموافقة ومشاركة من حكومة الإقليم، مؤكدةً أنه «لا يعبّر، في أي شكل من الأشكال، عن موقف الحكومة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن