«مذيع العرب» تقديم مذيع محترف في جو من الحماسة والمنافسة…دانيا وساندرا: لم نحظَ حتى اليوم بدعمٍ إعلامي من سورية
عامر فؤاد عامر
كوّن برنامج مذيع العرب جماهيريّةً تعدّ كبيرةً خلال فترةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ، فهو يحمل طابعاً مختلفاً عن برامج المسابقات الرائجة في الآونة الأخيرة، وذلك بدليل اهتمام نوعيّة المشاهدين به، وتلهف وانتظار موعد الحلقة القادمة، والنقطة الأهمّ والأبرز في هذا البرنامج أنّه فكرة محليّة لم تؤخذ من برامج غربية أو نُسخ لشركات إعلاميّة غريبة عنّا كعرب، ويهدف البرنامج إلى تقديم مذيع محترف بكلّ المقاييس، ضمن جوٍّ من الحماس، والمنافسة، بين الشباب المؤهلين، تماماً ليكونوا نواة شخصيّة إعلاميّة؛ ذات تأثير في المتلقي أينما كان، وحضور مهمّ ومفيد في مقاييس ذات جودة، بالاعتماد على خبراتٍ من العالم العربي. وعلى يد أساتذة مهرة في عالم الإعلام والتدريب الإعلامي يأتي تدريب المشتركين، ومن هؤلاء الأساتذة على سبيل المثال «الدكتور مأمون علّوني، والأستاذ أنطوان كسابيان، والمخرج والممثل جهاد الأندري» وغيرهم.
من التسجيل للبثّ المباشر
بدأ برنامج مذيع العرب في حلقاته المسجّلة بعشرين مشتركاً من كل أنحاء الوطن العربي، وكان من بينهم تسعة متسابقين من مصر، وهكذا إلى أن بدأت مرحلة البثّ المباشر بعد الحلقة الرابعة منه، فكانت في الحصيلة أن تقلّص عدد المشتركين، من خلال خروج بعضهم تبعاً لتدني علاماتهم التي حصلوا عليها أثناء تجارب الأداء، والأسئلة، والاختبارات، التي توجهها لجنة التحكيم، وتضعهم فيها، لتراقب ردّة فعلهم، وطريقة الإجابة، ومضمونها، ولجنة التحكيم مؤلّفة من الإعلامي «طوني خليفة» والإعلاميّة «منى أبو حمزة» والفنانة «ليلى علوي».
مايك ذهبي
في مرحلة البثّ المباشر؛ يحصل المتسابق الأفضل على «المايكروفون» الذهبي، وقد حصلت المتسابقة السوريّة «دانيا زرزر» عليه في الأسبوع الأوّل، أمّا في الأسبوع الثاني والثالث؛ فكان هذا «المايك» الذهبي من نصيب «ساندرا علوش» المتسابقة السوريّة أيضاً، وبذلك يمكن الوصول لنتيجة مبدئية بأن المتسابقتين السوريّتين هما من أميز وأفضل المتسابقين في برنامج مذيع العرب.
فرص وشروط
تمنح لجنة الحكم في تقييمها نقاطاً للمتسابقين؛ تؤهلهم للفوز، والانتقال لمرحلةٍ جديدةٍ، ويتمّ استبعاد واحد منهم، هو الأقل حصولاً على النقاط، وهناك مهمّة الأسبوع، وهي عبارة عن وظيفة مفروضة من لجنة التحكيم على المشتركين، وتشكل مشروع بحثٍ مصغّراً، ومن يحصد فيها على أعلى نسبة، فستؤهله للفوز، والانتقال للمرحلة الجديدة، بحصوله على المايك الذهبي، الذي ذكرنا عنه أعلاه، فيحظى بجلسةٍ مطوّلة مع الإعلامي الضيف للاستفادة من خبرته الإعلاميّة. أمّا الثلاثة الذين يحصلون على أقل نتيجة مقارنة بالمتسابقين الآخرين فينتظرهم تصويت الجمهور، الذي يبقى على هذا التصويت طوال بثّ الحلقة، وبذلك ينقذ الجمهور واحداً من الثلاثة أولئك، أمّا اللجنة فتمنح فرصتها لواحد منهم أيضاً، وبالتالي يبقى متسابق وحيد، هو من سيُحكم عليه بالخروج من البرنامج.
ارتجال قوي
المتسابقة السوريّة «دانيا زرزر» تتميز بارتجالها القوي، فهي تظهر أمام اللجنة والجمهور من دون تحضير في معظم ما رأيناه، ولديها سرعة بديهة، وقد أصبح تحدّي الإعلامي «طوني خليفة» لها منذ الحلقة الأولى علامتها الفارقة بين كلّ المتسابقين، فقد استمر «طوني» بتعليقاته إليها، في كلّ حلقة، حتى ولو كانت علاماتها الأكثر بين المتسابقين، وهذا الموضوع يثير حماسة الجمهور باتجاه «دانيا» على الرغم من أنه يشكّل ضغطاً نفسيّاً لها ليس بالقليل، وقد كان لـ«دانيا زرزر» ذكاؤها الواضح؛ عندما قدّمت، خبرها العاجل، ضمن سياق نشرة الأخبار، والمشروط بأن يكون خبراً غير حقيقي، بعيداً عن السياسة، وفيه زفّت «دانيا» البشرى لكلّ السوريين حول انتهاء الحرب على سورية.
وقد وجّهنا سؤالنا الخاصّ للمتسابقة دانيا حول البرنامج وطبيعته، وحول مقدار تحقق فكرة العدالة بين المتسابقين في المحاور التي تمّ إعدادها مسبقاً أو تلك التي تطرأ فجأة عليهم بمواجهة لجنة التحكيم وفي التعامل معها، فكانت إجابتها التالية: «البرنامج هو عبارة عن لعبة من المنافسة، فيه الكثير من التحدي بين المتنافسين، سواء كانوا على مستوى واحد من القوّة، أو كان هناك خصم أقوى من الآخر. وبالنسبة للتحديات المفاجِِِِئة، كالتعليق على الفيديو، فأنا أرى أنه غالباً لا يتمّ تقييم المشتركين من خلاله، بقدر ما يتمّ خلال أدائه الأوّل، ومن منهم يستحق العودة لمنطقة الأمان. ولجنة التحكيم عادلة غالباً في تقييمها، ولكن يوجد دعم لبعض المشتركين من خلال حملات إعلانيّة ضخمة لهم في بلادهم، في حين نحن لم نحظ حتى اليوم بهذا الدعم للأسف». أمّا عن موضوع تحمل المسؤوليّة باتجاه تمثيل الوطن الأمّ سورية في برنامج مذيع العرب، وهي ضمن ظرفها الصعب وجرحها، فكانت إجابة «دانيا زرزر»: «أنا وصديقتي ساندرا نستطيع تقديم أنفسنا كمواطنتين سوريتين، بعيداً عن أي توجّه أو تعبير سياسي، ونحاول ما في وسعنا أن نرفع اسم سورية الوطن عالياً، واعتقد أن هذه مسؤوليّة صعبة جداً، ولكن سنكون على قدر جيد من تحملها. البرنامج هو برنامج منافسة ترفيهي بعيد عن السياسة نسبة للأوضاع الحرجة في الوطن العربي حالياً، واعتقد أن ذلك أفضل، لأن هدفي هو إعادة توحيد الشعب، وليس إثبات رأيي وقناعاتي، وخلق نقاشاتٍ جديدة وجدلٍ جديد، وأريد أن أشكر صحيفة الوطن، ودعمها لنا».
خبرة إعلامية
تتميز المتسابقة السوريّة «ساندرا علوش» بامتلاكها خبرة إعلاميّة، كوّنت من خلالها حضوراً جميلاً، ومقدرة في السيطرة على الأجواء، وفرض نفسها بقوّة، وقناعة للطرف الآخر، وقد أثّرت «ساندرا علوش» في حضورها أكثر منذ البداية، وذلك من خلال جوابها على سؤال الأستاذ «طوني خليفة» عندما قال لها: ما اللون الذي يمكنك اختياره لسورية اليوم؟ فأجابته «ساندرا» بأنّه اللون الأصفر، فهو يتبع للشمس، والتي تعني سورية، حتى في اللغات القديمة، فهي شمس العالم.
وعن سؤالنا لـ«ساندرا علوش» حول عدالة اللجنة في التقييم والتعامل معها، وهل تحقق الأسئلة المطروحة على المشتركين فكرة العدالة بينهم، ولاسيّما أنّ البلدان العربيّة تمرّ بظروف صعبة، ومواجهات خطيرة، فأوضحت لصحيفة «الوطن»: «هناك قدر كبير من العدالة فيما يتعلق بلجنة التحكيم، وحتى الآن لم نظلم، وأتمنى أن يبقى الحال هكذا، حفاظاً على مصداقيّة البرنامج والحكام، لكن ملاحظتي التي أوردها هي أنني شعرت بالظلم؛ أنا وصديقتي «دانيا» من حيث أرقام التصويت للجمهور، حيث لم يخصّص لسورية، سوى رقم واحد، يتلقى اتصالات الجمهور من شركة (M T N) للاتصالات، وقد طالبنا بتخصيص رقم ثانٍ ولم يتجاوبوا معنا، للأسف». أمّا عن سؤالنا عن مقدار المسؤولية التي تقع على كاهلها في تمثيل سورية ضمن هذا الظرف القاسي وتعامل البرنامج مع المسائل السياسيّة فردّت «ساندرا»: «لا نستطيع الكلام في السياسة، وهذا من شروط البرنامج، على الرغم من وجود تحدّ في نشرة الأخبار، والجميع تابع زميلتي «دانيا» عندما مرّت فيه، وقدّمت نشرة أخبار رائعة، تزف فيه خبر انتهاء الحرب للسوريين، وكان المطلوب منها ألا تذكر معلومات تتعلق بشكلٍ مباشر في أي حدثٍ سياسي، ولو لم تنسج من خيالها خبراً، لما استطاعت أن تتكلم عن سورية، وهذا ضمن شروط البرنامج فكانت ذكية، وتعاملت معها بطريقةٍ سليمة. وأنا في أول تقديم لي تحدّثت عن بلدي سورية، وسألني الأستاذ «طوني خليفة» أسئلة كثيرة أجبت عنها، وكلّها سياسيّة، لكن تمّ حذف القسم الأكبر منها في المونتاج، وأبقوا على سؤالين منها فقط، تمّ عرضهما للمشاهد، ولكن مع ذلك أحاول انتهاز الفرصة، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، وبالطرق المناسبة لذكر سورية، دون الخروج عن قواعد المسابقة. واليوم مثلاً كان لدينا مهمّة الأسبوع التي كانت في مخيم اللاجئين السوريين في «زحلة» في لبنان، وقد طُلب منّا أن نقدّم تقريراً بعيداً عن السياسة، بحيث نعرض مشاكل اللاجئين دون التطرق للمواضيع السياسيّة، فحاولت إتقان الموضوع وعلى طريقتي، وحصلت على نتيجة جيدة حسب قناعتي».
سوريّتان وحيدتان
هناك محبّة واضحة تجمع كلّ من «ساندرا علوش» و«دانيا زرزر» فهما السوريّتان الوحيدتان في برنامج مذيع العرب، وتسعيان للتعبير عن جمال صورتيهما؛ من خلال هذه المحبّة، ولذلك هما من أفضل المتسابقين منذ بداية البرنامج. الذي بدأ بعشرين مشتركاً، ويلاحظ أنّه هناك دعمٌ إعلاميٌ هائل للمصريين، وهذا طبيعي فالبرنامج يبث على قناة الحياة المصريّة، والرغم من ذلك فإن كلّ تلك المميزات للمشتركين المصريين أو غيرهم، لم تمنع من تميز «دانيا» و«ساندرا»، فهما متفوقتان بصورة واضحة للعيان، مع أن التصويت جاء فقط من رقم يتيم تابع لشركة «إم تي إن» كما بينا سابقاً، أمّا مشاركة «سيريا تيل» فلم تكن موجودة، بل لم يسمح لها بالوجود.
يذكر أن برنامج «مذيع العرب» يُعرض مساء كل جمعة الساعة 10:30، وهو يستضيف في كلّ حلقة وجهاً إعلاميّاً بارزاً في الوطن العربي، ينضمّ للجنة التحكيم، والبرنامج من تقديم الفنان قيس الشيخ نجيب، والمذيعة سالي شاهين، وهو من إخراج باسم كريستو.