ثقافة وفن

معرض «نرسم سورية بعيون روسيّة» … وزيرة الثقافة لـ«الوطـن»: اكتسب طلاب الورشات من الفنانَين التشكيليين تقنية مختلفة طُبعت بالرسم

| سوسن صيداوي - تصوير: طارق السعدوني

تلاحم الحضارات البشرية واندماجها أمر في غاية الضرورة لتحقيق أنواع متنوعة من التبادل، وما يهمنا هنا هو التبادل الثقافي المتنوع. وفي هذه الفترة تشهد الساحة السورية تناغماً مع الصديقة روسيا، من حيث إحداث مشهدية فكرية وثقافية جميلة، سواء على صعيد الغناء والموسيقى، أم على صعيد الفن التشكيلي الروسي. وتحت رعاية وزارة الثقافة- مديرية الفنون الجميلة، أقام المركز الثقافي الروسي بالتعاون مع غاليري السيد بدمشق، المعرض (نرسم سورية بعيون روسية) بمشاركة كل من الفنانين: البروفيسور ميخائيل كوشينوف، والبروفيسورة ليليا أوسيتوكوفا.

الترويج كبير للحضارة السورية

عن التقارب ما بين البلدين السوري والروسي، أكدت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة على أهمية الأنشطة المشتركة بين الطرفين وعلى الخصوص من الجانب الثقافي والإبداعي في حديثها الخاص بـ(الوطـن) قائلة: «التعاون الثقافي بين سورية وروسيا كبير جداً، ويتقدم باضطراد وأكاد أن أقول إنه اقترب من التعاون السياسي المهم جداً، وفي الجانب الثقافي أشير بأننا في كل أسبوع نستقبل فرقاً روسية. وفي هذا المعرض نستقبل فنانين تشكيليين من روسيا، حملا معهما لوحات مهمة جداً، وكنا أقمنا وإياهما ورشات عمل مع معاهدنا التقنية والفنية التشكيلية مع حوالي خمسين طالباً، كما وأقاما في متحف دمشق الوطني ورشة فنية. وأحب أن أشير إلى نقطة مهمة جداً وهي أنّ الفنانين الروسيين لم يحملا فنهما باللوحات فقط للعرض، بل أقصد بأنهما مارسا هذا الفن على أرض الواقع، كما وشاهد الطلاب التقنية المختلفة جداً والتي طُبعت بالرسم، هذا إضافة إلى ذلك سُحرا بسورية واختارا بعض الزوايا الدمشقية والحدائق والمتحف، وكل هذه اللوحات وضعت على وسائل التواصل الاجتماعي ولاقت الإعجاب الشديد من الجمهور المتابع، وكانت ترويجاً كبيراً للحضارة الجميلة السورية من جهة، وانعكاساً للوضع الآمن في سورية من جهة أخرى، والذي يعتقد البعض بأننا نروّج له، إلا أنه يدل حقيقة على أن الحياة قد عادت إلى سورية، وستعود أجمل مما كانت».

بناء جسور تواصل

من جانبه حدثنا مدير المركز الثقافي الروسي نيكولاي سوخوف عن ضرورة بناء جسور تواصل ما بين البلدين السوري والروسي من أجل إحداث حالة من التبادل الثقافي بين الشعبين، لافتاً إلى أن البداية يتابعها الجمهور السوري من خلال عروض غنائية موسيقية وفنية تشكيلية، متابعاً: ما أحب أن أشير إليه في هذا المعرض بأنّ لوحات هذين الفنانين ستجوب العديد من المدن الروسية عند عودتهم، من أجل تعريف الروسيين على الثقافة السورية، ولتحقيق الدمج بين الثقافتين السورية والروسية. هذا ونحن نعمل بشكل دائم من أجل مد جسور الثقافة بين البلدين بكل النشاطات الإبداعية الفنية سواء الموسيقية الغنائية أو الثقافية الفنية التشكيلية والأمر ملاحظ سواء عن طريق الأوبرا أم المراكز الثقافية السورية أو المركز الثقافي الروسي. هذا بالإضافة إلى مشروع ترميم الآثار وترميم الأيقونات الكنسيّة التاريخية القديمة، كما ونعمل على استقدام العديد من المسارح الروسية المهمة والتي ستقدم عروضها المتنوعة في كل المحافظات السورية وسيتم الحديث عنها في وقتها».

جاهز لتقديم خبراتي

في حين حدثنا الفنان التشكيلي والبروفسور ميخائيل كوشينوف عن مواضيع لوحاته والتي لضيق الغاليري لم تستوعبها كلّها، لذلك اضطر لكي يفاضل بينها، قائلاً: «للأسف عدد اللوحات التي أحضرتها معي هي أكثر بكثير مما هو معروض في الصالة التي لم تسمح مساحتها بعرض الكل، فقد أحضرت خمسة وعشرين لوحة فنية. أما بالنسبة لمواضيع اللوحات فهي تتحدث عن بعض مناظر المدن الروسيّة، وهناك أيضاً أعمال تجسد زيارتي لتنزانيا ومالطا وغيرها. وغايتي منها أن أخبر السوريين عن حياتنا بطبيعتها وعمرانها وغير ذلك من مناحي الثقافة الروسية». أما عن الورشات التي قدمها لطلاب المعاهد التقنية ومعهد أدهم إسماعيل تابع: شرحت للطلاب تقنيات الرسم ومناهج رئيسية في الفن التشكيلي الروسي، وأنا كبروفسور في جامعة الفن الروسية سعيد جدا بهذه التجربة وبالتواصل مع الشباب السوري الذي أظهر التعامل معهم مدى مرونتهم في استقبال النصائح والمعلومات، كما وأني معجب جداً بتعطشهم للمعرفة وأنا جاهز لتقديم كل خبراتي لهم».

في حين ظهر تأثر الفنانة التشكيلية البروفسورة ليليا أوستيوكوفا بالحضارة السورية فقد قدمت العديد من اللوحات التي جسدت فيها البنية المعمارية لدمشق العاصمة، من خلال سبع عشرة لوحة، كما قدمت مجموعة من اللوحات التي تعكس الشتاء الروسي والحياة في روسيا بالريف أو المدن وكذلك لوحات تحكي عن حياة الجيش الروسي، وعن التجربة تضيف: من خلال المناطق التي رأيتها في سورية تفاجأت كثيراً بجولتي،لقد ظننت بأنني سأرى دماراً مرعباً في سورية، وستكون اللوحات الخاصة بسورية رمادية الألوان، ولكنني اخترت ألواناً مضيئة وفاقعة تنبض بالحياة بعكس ما كنت متخيلة. هذا وأحب أن أضيف بأنّ الشعب السوري طيب ويحب الحياة وهذا ما لمسته وخصوصاً في الحارات الدمشقية القديمة الجميلة بمعماريتها أيضاً. فالحضارة السورية قديمة وعريقة، وما شاهدته في سورية بالنسبة لنا أمر عجيب وبالوقت نفسه جميل جداً، ولهذا ارتديت اللباس السوري، فهو مختلف عما نرتديه من حيث القماش والزركشة. أخيراً أنا معجبة جداً بالحضارة السورية وأتمنى أن يكون التواصل الثقافي بين الشعبين مستمراً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن