تجمعات النازحين.. تجمعات للإهمال
القنيطرة– الوطن :
لا يخفى على أحد الواقع الخدمي لأبناء تجمعات النازحين في ريف دمشق، ورغم التحسن الملحوظ في بعض الأمور كحالة المياه في جديدة عرطوز الفضل، إلا أن الأمور ما زالت بحاجة إلى مزيد من الاهتمام، وخاصة إذا ما علمنا أن تجمعاً كالبطيحة ما زال يعاني حتى اللحظة واقعاً غير مرضٍ حول غياب المياه وامتلاء الشوارع بالقمامة والنقص الكبير بالكوادر الطبية في المراكز الصحية، وخلال تغطيتي لأخبار القنيطرة طوال السنوات العشر الأخيرة، وتعاقب نحو ثمانية محافظين وجولاتهم الميدانية على التجمع المذكور والوعود التي تطلق، إلا أن واقع الحال لم يتغير، بل على العكس يمكن القول إنه يزداد سوءاً، فعدد سكان تجمع البطيحة يتجاوز الخمسين ألف نسمة وفي مساحة صغيرة نسبيا واليوم أصبحوا خط المواجهة الأول مع العصابات الإرهابية المسلحة في مدينة دوما، والحاجة ماسة إلى دعم الأهالي للصمود والتجذر في بيوتهم ومساكنهم التي لم يتركوها طوال الأزمة ولن يتركوها.
والحقيقة ومن باب التذكير للمسؤولين نقول إن الخطوط الهاتفية التي تم تركيبها في التجمع والتي من المفترض أنها يجب أن تخدم المواطنين جاءت من نصيب من يملك مركزا في المحافظة، أما عن الطلبات لأبناء التجمع خلال الجولة الميدانية التي قام بها محافظ القنيطرة أحمد شيخ عبد القادر فقد تركزت على تحسين الواقع الخدمي والإسراع بترميم وصيانة بعض المدارس ومعالجة سوء توزيع المعونات الإغاثية وتوسيع عدد من الطرق الفرعية في التجمع وزيادة الاهتمام بالنظافة وترحيل القمامة وإحداث مستودع للكتب المدرسية ومراكز امتحانية للشهادتين الثانوية والإعدادية ومراقبة حركة الأسعار وتكثيف دوريات حماية المستهلك على الأسواق والمحال التجارية وتزويد المركز الصحي بعدد من الأطباء وتجهيز المستوصفات بالتجهيزات الطبية والصحية ودعم هذه المراكز بالأدوية وخاصة الأدوية المزمنة.
وأكد محافظ القنيطرة أن تجمع البطيحة في ريف دمشق سينال قسطاً كبيراً من الخدمات على جميع الصعد وخاصة الخدمية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربية والتعليم، مشدداً على حرص المحافظة على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين في التجمع بالتعاون مع الجهات المعنية في محافظتي دمشق وريفها وفق الإمكانات المتوافرة وإيلاء أسر الشهداء الأفضلية في الاهتمام والوظائف والتعيين بالجهات العامة داعياً مديرية التربية إلى الإسراع بإنجاز أعمال صيانة وترميم المدارس.
وأشار عبد القادر خلال لقائه الفعاليات الشعبية والرسمية بتجمع البطيحة أن مسؤولية تقديم الخدمات تقع على عاتق جميع المعنيين بالقنيطرة، وأي مسؤول لا يخدم أبناء وطنه وأهله لا يجوز أن يبقى في منصبه، منوهاً بأهمية اللقاءات الجماهيرية مع أبناء التجمعات في دمشق وريفها من أجل الاستماع إلى همومهم ومشاكلهم والعمل على حلها ومعالجة الأمور العالقة، لافتا إلى أنه لن يسمح بأي تقصير أو أي مخالفة ولن يتهاون في المحاسبة.
وبيّن مدير صحة المحافظة الدكتور عوض العلي أن المديرية انتهت من الإعلان عن مناقصة لشراء الأدوية وسيتم البدء بتوريد الأدوية إلى مستودعات المديرية خلال الأسبوع الحالي ليصار إلى توزيعها على المراكز الصحية. حضر اللقاء عدد من أعضاء المكتب التنفيذي والمديرون المعنيون بالواقع الخدمي.