رياضة

قبل لقاء كوريا الجنوبية في التصفيات الآسيوية … منتخبنا يواجه الصين في دبي بمَن حضر

| ناصر النجار

تنطلق في السابعة من مساء اليوم الخميس على ملعب الشارقة بدبي مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم الاستعدادية مع منتخب الصين.

والمباراة غير منقولة على شاشات الفضائيات وغير متاحة على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمنتخبان أراداها طي السر والكتمان من أجل ألا يكتشف خصوم الفريقين الأوراق فتبقى غامضة ومغلقة، ورغم أن التبديلات في المواقع ستطرأ بشكل كبير على المنتخبين في المباريات الرسمية، إلا أن الغاية من ذلك بقاء فكر المدربين بعيداً عن المشاهدة، فالمباراة سواء كانت ودية أم رسمية تكشف أسلوب المدرب وفكره.

والمباراة تأتي بإطار الاستعداد لمباراة كوريا الجنوبية التي ستقام الخميس القادم ضمن مباريات الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في سيئول في الثامنة مساء بتوقيتهم والثانية ظهراً بتوقيت دمشق.

أهمية المباراة كبيرة بالنسبة لكادرنا الفني الذي يبحث عن الجاهزية الكاملة من كل النواحي الفنية والبدنية والتكتيكية، وهي فرصة لتجريب العديد من اللاعبين الاحتياط، فالمنتخب بحاجة إلى كل لاعب مهما كان مركزه وموقعه وخصوصاً أننا في موسم كروي ساخن مملوء بالنشاطات ومنها بطولة كأس العرب التي ستقام في شهر كانون الأول القادم في قطر.

بمن حضر

مباراة الصين ستقام بمن حضر من لاعبين، فالغياب المحلي والخارجي عن هذه المباراة كبير، أول الغياب للاعبين المحليين المصابين بكورونا والغياب الخارجي سيكون للاعبين الأساسيين والمؤثرين الذين ما زالوا ملتزمين مع أنديتهم ولا يستطيعون الحضور وخصوصاً أن مباراة الصين ليست من ضمن أيام الفيفا.

والإصابة ما زالت تبعد قلب الدفاع أحمد الصالح، وقد يغيب أيضاً محمود البحر لتعرضه للإصابة، وتمت دعوته للمعسكر على أمل الشفاء في الأيام القادمة وحسب ما نقلته وسائل الإعلام فإن عبد الله جنيات المدافع في فريق الجيل السعودي تم استدعاؤه.

المعوّل في المباراة سيكون على محترفينا الموجودين في الدوري البحريني أمثال أسامة أومري وأحمد الأشقر ومؤيد العجان ويوسف محمد ومحمد الحلاق ومحمد عنز ومحمد فارس أرناؤوط وإسراء حموية وثائر كروما، كما التحق محمد مرمور من قطر، إضافة لحراسنا الأربعة إبراهيم عالمة وطه موسى باشا وعبد اللطيف نعسان ويزن عرابي واللاعبين المحليين: سعد أحمد وعلي الرينة وعمرو ميداني وعمرو جنيات وتامر حاج محمد ومحمد صهيوني، وسبق أن تمت دعوة هداف الدوري والجيش محمد الواكد إلا أنه اعتذر لأسباب شخصية.

المعلومات الواردة عن المنتخب تبدو شحيحة والفريق الإعلامي متكتم عن كل الأخبار المفيدة وغير المفيدة، وإذا كان التكتم شعار المنتخب فلماذا سافر معه فريق إعلامي؟

وعلى هذا الصعيد ما زالت بعثة المنتخب تعجّ بمن هبّ ودبّ وبمن ليس لهم عمل سوى السياحة والسفر والاستجمام وهذا عهدنا باتحاد كرة القدم الذي يصرُّ على أسماء لا علاقة لها بالمنتخب من قريب ولا من بعيد.

وللأسف فإن هذا الأسلوب والتصرف صار متبعاً بكل البعثات وكأنه أمر مفروض.

ومن هؤلاء (على سبيل المثال) المسؤول عن ملف اللاعبين المغتربين، أساسي في كل السفرات والبعثات وقد دار العالم كله في العامين الماضيين ولم يقدم المطلوب منه للمنتخب.

هذا الإنسان عمله خارج البعثات الرسمية وليس له عمل بلقاء الصين وما بعده، وإذا كنا نريد أن نكرمه على جهوده فيمكن أن نكرمه بجولة سياحية واحدة وليس بكل الجولات مع العلم أنه لم يقدم للمنتخب أي لاعب!

ومثله من أعضاء اتحاد كرة القدم والموظفين والتابعين الكثير، وكم كنا نتمنى لو أن مثل هذه النفقات التي لا طائل منها ولا تعود على المنتخب بأي فائدة أن نخصصها للأندية الفقيرة التي تشارك بالمسابقات الرسمية ولا تجد الموارد لذلك كفريق شباب الجهاد على سبيل المثال.

ويبقى هذا الأمر رهن الشعور بالمسؤولية المهنية تجاه كرة القدم، ونحن لم ننس المخالفات الكثيرة التي حدثت بعهد المعلول لكننا وقفنا كهدنة مع أنفسنا في هذه المرحلة حتى لا يقال إننا نعوق مسيرة المنتخب الوطني.

حظوظ غائبة

أزمات كثيرة واجهت المنتخب الوطني منذ استلام نزار محروس إدارته الفنية وعلى ما يبدو أن لعنة المعلول ما زالت تطارد منتخبنا الوطني.

والأزمات بالمطلق تمثلت بالغياب المؤثر لعدد جيد من اللاعبين النوعيين الذين أثر غيابهم عن المنتخب بشكل مباشر، وهذا ما حصل تحديداً بمباراتي إيران والإمارات، ويستمر اليوم أيضاً ونشهد اليوم غياباً قد يكون أكبر من السابق وزاد عليه اللاعبون الغائبون لإصابتهم بكورونا وأغلبهم محليون.

نظرة المحروس المستقبلية أنه أعدّ أكثر من لاعب لمثل هذه الظروف من خلال المعسكر الأول الطويل الذي اختبر فيه أكثر من ستين لاعباً، فضلاً عن متابعته المباشرة لأمور اللاعبين داخل سورية وخارجها، وهذا كوّن لديه فكرة صحيحة عن مستوى لاعبينا وإمكانياتهم، وبفضل ذلك ظهر للمنتخب الوطني شخصية جديدة. فكان أداء المنتخب مقبولاً أمام إيران ولولا الهدف العكسي لما خسرنا، ولو توافرت الظروف وتحققت الفرص فربما فزنا على إيران، ولعبنا مع الإمارات مهاجمين منذ الدقيقة الأولى وفرض منتخبنا هويته على المباراة، وكنا الأحق بنقاطها لكن الحظ تدخل في التعادل بخطأ العالمة، إضافة إلى أن التوفيق عاكس الخريبين فضاعت الفرص الكثيرة التي توافرت له هباء، ويعتقد البعض أن هذه المباراة هي الوحيدة للخريبين الذي لم يكن موفقاً فيها وأهدر فيها من الفرص ما كان يكفيه ليكون هداف التصيفات!

بكل الأحوال فإن منتخبنا الوطني منحنا شعوراً جديداً بالأمل ومنحنا ثقة فقدناها في السابق، واليوم ننتظر من المنتخب الأداء الجيد والنتائج الطيبة.

يكفينا على أقل تقدير أن منتخبنا يسير في الطريق الصحيح ولابد من الصبر عليه وعلى المدرب، وخصوصاً أن المحروس يعمل للحاضر وللمستقبل بآن معاً.

من ناحية أخرى نؤكد أن موضوع اللاعبين المغتربين سيعزز من قوة المنتخب ونحن نشاهد الكثير من المنتخبات تعزز صفوفها ومراكزها عبر البحث عن كل لاعبيها في أقاصي الدنيا وبعضها يلجأ إلى التجنيس، ونحن لدينا ثلاثة أصناف من اللاعبين، مغتربون قد نستفيد منهم، ومحترفون علينا اكتشاف إمكانياتهم، ومواهب علينا صقلهم وتنمية موهبتهم، واختيار مدافع الاتحاد الشاب علي الرينة يشعرنا بضرورة تبني المواهب وصقلها والعناية بها.

هنا نؤكد ضرورة الاستمرار بالتواصل مع اللاعبين المغتربين مهما كان عددهم واكتشاف قدراتهم على أرض الواقع، ونحن متأكدون أن هناك من يروج للبعض لغايات شخصية، لا يمكننا الحكم على أحد قبل أن يراه مدربنا ويبدي وجهة نظره باللاعب فنياً وبدنياً.

قد تكون الإجراءات معكوسة، ولكنها ضرورية، ونحن لن نتهم أحداً بعرقلة قدوم بعض اللاعبين لغايات شخصية كما يحب البعض أن يروج لهذا الأمر، ولكننا نضع اللجنة المسؤولة عن ذلك أمام مسؤولياتها، فالكلام بات متداولاً بكثرة حول تقصير هذه اللجنة وعدم جديتها بالتعامل مع بعض اللاعبين.

توازن وتكافؤ

سورية والصين متساويان على نسق واحد في المستوى وفي التصنيفين الدولي والآسيوي، وحالياً تتقدم الصين علينا فهي في المرتبة 75، ونحن في المرتبة 81.

على صعيد اللقاءات التي جمعتنا مع الصين رصدنا 17 لقاء بعضها ودي والآخر ببطولات رسمية.

الفوز حالف الصين تسع مرات ولنا ست مرات والتعادل كان في مباراتين، مع الإشارة إلى أن فوز الصين في المباريات الودية بلغ ست مرات بينما فاز منتخبنا ودياً مرتين ورسمياً أربع مرات مقابل ثلاثة انتصارات للصين والتعادل كان مرتين في البطولات الرسمية.

والمواجهات الرسمية بين المنتخبين في السنوات الخمس الأخيرة كان لمصلحتنا بواقع ثلاثة انتصارات لمنتخبنا وفوز يتيم للصين تحقق بعهد المعلول.

المباراة الافتتاحية بيننا وبين الصين كانت ودية وبها فاز منتخب الصين 6/صفر وكانت في 22/7/1966 وهي الخسارة الأقسى لمنتخبنا أمام الصين.

وفازت الصين ودياً يوم 7/12-2002 ضمن دورة البحرين 3/1 وسجل هدفنا جهاد حسين.

وفازت الصين ودياً 2/1 في 18/6/2006 وسجل هدفنا رأفت محمد وبالنتيجة ذاتها فازت الصين في 27/1/2008، وسجل هدفنا جهاد الحسين، كما فازت الصين في 8/10/2010 بالنتيجة ذاتها وسجل هدفنا عبد الرزاق الحسين، وآخر فوز ودي كان 2/صفر في 16/10/2018.

منتخبنا فاز ودياً مرتين الأولى في 8/2/1974 بهدف جوزيف شهرستان، والثانية 3/صفر ضمن دورة مردكيان بتاريخ 22/7/1986 وسجل أهدافنا فيصل أحمد ومروان مدراتي وعبد القادر كردغلي.

وفي بطولات الأمم الآسيوية، بالنهائيات تقابلنا ثلاث مرات فخسرنا 3/صفر في 4/12/1988، وتكررت الخسارة بالنتيجة ذاتها في 9/12/1996، وفزنا في واحدة بتاريخ 23/9/1980 بهدف جمال كشك.

في تصفيات أمم آسيا فزنا في 14/1/2009، 3/2 وسجل ماهر السيد هدفين وفراس الخطيب الثالث وتعادلنا في الصين بلا أهداف في 6/1/2010.

في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائي الأمم الآسيوية وكأس العالم تقابلنا أربع مرات، ففي التصفيات الآسيوية النهائية لكأس العالم (روسيا 2018)، فزنا بهدف محمود المواس في 6/10/2016 وتعادلنا 2/2 في 13/6/2017 وسجل الهدفين محمود المواس وأحمد الصالح، والمباراتان قادهما أيمن الحكيم.

وفي التصفيات الأولى لأمم آسيا والمؤهلة للتصفيات النهائية لكأس العالم (قطر 2022) فزنا بقيادة فجر إبراهيم 2/1 وسجل أسامة أومري ومدافع الصين زهانغ في 14/11/2019، وخسرنا بقيادة التونسي نبيل المعلول في 15/6/2021، 1/3 وسجل هدفنا إياز عثمان.

يذكر أن منتخبنا يقود مباراته الأولى ضد الصين بقيادة نزار محروس، وهدفه تحقيق أكبر قدر من الانسجام بين اللاعبين وخصوصاً في الخطوط الخلفية. والرأي في مباراة الصين الإبقاء على خط الدفاع الذي لعبنا به أمام الإمارات وإيران لتعزيز قدراته بشكل أكبر.

الصين تواجه أزمة كبيرة في مبارياتها وقد خسرت في التصفيات النهائية أمام أستراليا صفر/3 وأمام اليابان صفر/1 والمباراة مع منتخبنا لتصحيح مسار منتخبها في المواجهتين المقبلتين مع فيتنام والسعودية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن