سورية

قمة سوتشي.. استمرت نحو 3 ساعات من دون بيان ختامي أو مؤتمر صحفي! … بوتين: المحادثات بيننا تواجه صعوبات أحياناً لكنها تفضي إلى نتائج نهائية إيجابية

| وكالات

نحو ثلاث ساعات من المحادثات، شهدتها مدينة سوتشي الروسية أمس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، من دون إصدار بيان ختامي أو عقد مؤتمر صحفي عقبها، ليقتصر الخبر على تصريحات أدلى بها الجانبان خلال الجلسة المفتوحة التي سبقت اللقاء الثنائي، وأكد خلالها الرئيس بوتين، أن «المحادثات بيننا تواجه صعوبات أحيانا، ولكن نتيجتها إيجابية دائماً وتفضي إلى نتائج نهائية إيجابية»، بينما اعتبر أردوغان أن السلام في سورية مرهون بالعلاقات التركية الروسية.
الرئيس بوتين وخلال الجلسة المشتركة المفتوحة، أشار إلى التعاون بين موسكو وأنقرة في ملفات دولية ملحة، وقال: «نتعاون بشكل ناجح إلى حدٍّ كبير على الصعيد الدولي، وأقصد بذلك سورية واتصالاتنا الرامية إلى تنسيق المواقف بشأن ليبيا، كما يعمل المركز الروسي- التركي الخاص بالرقابة بشكل نشط على وقف إطلاق النار عند الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، ويمثل هذا التعاون ضماناً ملموساً للاستقرار وتنسيق مواقف الطرفين بشأن الخطوات الجديدة الرامية إلى تحقيق المصالحة»، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأضاف الرئيس بوتين: «المحادثات بيننا تواجه صعوبات أحياناً، لكنها تفضي إلى نتائج نهائية إيجابية، وتعلمت مؤسساتنا المختصة إيجاد حلول وسط تصب في مصلحة كلا الجانبين».
وأشار إلى أن التأثير التركي على الوضع في قره باغ يسهم في المصالحة الإقليمية، واعتبر أن العلاقات بين روسيا وتركيا تتطور بشكل إيجابي، حيث بلغ نمو التجارة بين البلدين في أقل من 9 أشهر أكثر من 50 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، حسبما ذكرت وكالة «سبوتنيك».
وبيّن بوتين، أن المشاريع الكبيرة مع تركيا تسير وفق الخطة المرسومة، والاستثمارات الروسية هناك بلغت 6.5 مليارات دولار، بينما استثمارات تركيا في بلاده وصلت إلى 1.5 مليار دولار، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول».
من جهته قال أردوغان: «السلام في سورية مرتبط بالعلاقات بين تركيا وروسيا، والخطوات التي يتخذها البلدان معاً بشأن سورية لها أهمية كبيرة»، معرباً عن ثقته بوجود فائدة كبيرة من استمرار العلاقات التركية الروسية وتعزيزها، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول».
وأشار أردوغان إلى أنه رغم حدوث بعض التذبذبات في حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا، إلا أنه بحالة جيدة جدًا في الوقت الحالي.
وعلى صعيد آخر، أكد أن إنشاء محطة أق قويو النووية بتركيا، يسير وفق الخطة المرسومة، قائلاً: «أعتقد أننا سنفتتح المفاعل الأول العام القادم، وهذا المشروع الضخم يسهم بتعزيز العلاقات القائمة بين أنقرة وموسكو».
وبعد الجلسة المشتركة العلنية، عقد الرئيس بوتين وأردوغان جلسة محادثات مغلقة، أعلنت بعدها إدارة رئاسة النظام التركي، حسب وكالة «تاس» الروسية انتهاء المحادثات بين الرئيس الروسي بوتين وأردوغان في سوتشي، وقالت: «استمر الاجتماع حوالى ساعتين و45 دقيقة. ولم يدل الزعيمان بأي تصريحات للصحافة»، بينما قال موقع قناة «روسيا اليوم» في قناته على «التلغرام»: انتهاء قمة بوتين أردوغان التي استمرت مايقرب من 3 ساعات دون مؤتمر صحفي أو أي بيان».
وبينما كتب أردوغان في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أنه غادر مدينة سوتشي بعد لقاء مثمر مع الرئيس بوتين، وفق مواقع إلكترونية ذكرت أن الرئيس الروسي وأثناء وداعه أردوغان وصف المحادثات بأنها كانت مفيدة وشاملة للغاية.
ورافق أردوغان في زيارته رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان (سلطان الظل والعقل المدبر للعمليات العسكرية في سورية والعراق وليبيا) ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون، والناطق باسم الرئاسة إبراهيم قالن، حسبما ذكرت «الأناضول».
وكان في استقبال أردوغان بمطار سوتشي الدولي نائب والي منطقة كراسنودار ألكسندر روبيل، ورئيس بلدية سوتشي أليكسي كوبايغورودسكي، ومدير دائرة المراسم الرسمية بالخارجية الروسية إيغور بوغداشيف، إضافة إلى سفير تركيا لدى موسكو محمد صامصر، وقنصلها في نوفوروسيسك فرات بايار.
وأكدت الرئاسة الروسية قبيل القمة أن أجندة المحادثات ستشمل مناقشة مختلف المسائل المتعلقة بالتعاون بين موسكو وأنقرة في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى تبادل الآراء بشكل مفصل إزاء ملفات دولية ملحة، منها التطورات في سورية وليبيا وأفغانستان وجنوب القوقاز.
وسبق القمة توقعات أن ترفع موسكو خلال القمة سقف مطالبها من أنقرة للحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات بما يخص وجود قوات احتلالها غير الشرعي للأراضي السورية، وخصوصاً في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب التي يتصدّرها فتح طريق عام حلب اللاذقية المعروفة بـ«M4» كعنوان بارز في رأس قائمة المطالب الروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن