ثقافة وفن

الحكايا البسيطة في قالب مشوق من خلال الدراما المشتركة

| سوسن صيداوي

لأعمال البيئة حظوة عند الجمهور، وهي متابعة بشدة لكونها واقعية في القصة واللوكيشنات التي يتم بها التصوير، والأزياء وحتى في اللهجات التي ينطق بها الممثلون. والدليل على هذا الكلام انتشار الدراما السورية وتسويقها في أهم المحطات العربية بأجزاء متتالية للعديد من المسلسلات.

ولكن اليوم تشهد الدراما العربية المشتركة نوعاً أصبح الأكثر تسويقاً وانتشاراً بين المشاهدين، حيث تقدم أعمالاً شعبية بالدرجة الأولى، وتحمل تمازجاً عربياً مدروساً وموظفاً بشكل جيد في بعضها، لتترك انطباعات جيدة وتصبح الأكثر مشاهدة. منها نقف عند (صالون زهرة) الذي خلق حالة جميلة في مشهديته الدرامية المشتركة، إذ حصد منذ حلقاته الأولى الاستظراف والمتابعة، فالشعبية والحارات والأبنية والناس والممثلون والأزياء والديكورات حتى اللهجة والمفردات العامية المستخدمة، كلّها ذابت في بوتقة كي تخرج حالة مؤثرة، بداية بصرياً ثم حسياً، في قالب كوميدي درامي خفيف.

في المسلسل

تدور أحداث (صالون زهرة) في حارات شعبية، وهو مسلسل يسلّط الضوء على الحياة الاجتماعية لقاطني الحي، والذين تتمحور حياتهم وتدور المشاكل وتحل بمعظمها في الصالون. المسلسل سيناريو وحوار ندين جابر، ومن إخراج جو بوعيد، ومن إنتاج «صبّاح أخوان». ومن بطولة: نادين نسيب نجيم، معتصم النهار، طوني عيسى، فادي أبي سمرا، جنيد زين الدين، نهلة داوود، كارول عبود، زينة مكي، لين غرة، رشا بلال، أنجو ريحان، حسين مقدّم، علي سكر، ومن الكبار نقولا دانيال، عمر ميقاتي، نوال كامل، مجدي مشموشي، ناظم عيسى، سمارة نهرا، جورج دياب، هشام أبو سليمان، وغيرهم.

نادين نسيب نجيم تظهر بطريقة مختلفة بشخصية (زهرة)، لتكون أكثر عفوية وتلقائية، في أداء مميز بالبساطة، وفي كوميديا الموقف المطروحة نجد النجمة أصبحت ميالة أكثر لتمثيل الكوميديا، وكأنها تهيئ نفسها لتقوم بأدوار كوميدية. في (زهرة) شخصية قوية ومتمردة، تنتمي لطبقة وسط، تعيل نفسها وأخوتها، تكره الظلم وتثور عليه، وفي حياتها هناك سر، بدأت القصة بالكشف عنه.

بينما معتصم النهار مشارك نجيم بالبطولة، يتألق بشخصية (أنس) الشاب السوري، الذي يقيم في لبنان نتيجة ظروف الحرب في سورية، يعمل بالتنجيد ولكنه يتورط بقصة تهريب الأموال من خلال إخفاء الأموال في الكراسي وتهريبها، والكراسي تذهب إلى صالون زهرة، حيث تتعقد الأحداث. (أنس) رغم إدارته لعمله علاقته إنسانية مع الشباب العاملين لديه، طيب القلب، وله مواقف رجولية يوظفها ليحصل على مصلحته مع (زهرة).

يضج حياة وجمالاً

أصبح الجمهور تواقاً للإبهار البصري، بمعنى الألوان والجمال في الطبيعة والأبنية، والديكور كلّها عناصر تسهم في متابعته، وهذا الأمر ليس بحاليّ، بل هو ممتد إلى زمن كان الجمهور فيه يتابع المسلسلات وعلى الخصوص التركية المدبلجة، وكثيراً ما كنت أسمع هذه الجملة من الأصدقاء: أنا أتابع المسلسل لأستمتع بالجمال.

هذه القاعدة تذكرنا بأيام الزمن الجميل، حتى لو كانت الشاشة بالأبيض والأسود، حيث كنا عبر أفلام زمان والمسلسلات، نشاهد العمالقة بأبهى حلّة، وسواء أكانت القصة تصوّر حياة الأثرياء أم البسطاء في الأحياء البسيطة المتواضعة، ضمن مجموعة من الأحداث التي تدور حول قضايا وقصص متنوعة سواء أكانت رومانسية أو تجسد الواقع الأسود. هذا الأسلوب يعود إلى الساحة عبر العديد من الأعمال التي تقدمها لنا الدراما المشتركة، ففي مسلسل (صالون زهرة) موضوعنا، هو مسلسل كوميديا خفيف ومبهج، يأتي رغم كل الضغوطات التي تواجه السوريين واللبنانيين على حدّ سواء، لينعش الجمهور ويبعده عن تداعيات أزمتنا والغلاء الموحش الذي يضرب البلدين، لتمر عبر الأحداث المعاناة لكن دون تصويبها بشكل موسع وأساس، هذا من جهة ومن جهة أخرى يقف المسلسل عند قضايا إنسانية واجتماعية مؤثرة، تتعلق بالعائلة والمرأة، وحتى الضغط الذي يعانيه الرجل بزواجه غير المناسب، والكثير من الأحداث كلّها بقوالب فنية واقعية لطيفة.

الأكثر مشاهدة

المنصات تهتم بعرض مسلسلات عشارية أكثر أو أقل، ومسلسل (صالون زهرة) يمتد إلى خمس عشرة حلقة. وعن نسبة المشاهدة التي حققها المسلسل كتبت الفنانة نادين نسيب نجيم، عبر حسابها الخاص على الإنستغرام، إن العمل عبر منصة «شاهد» الفضائية التابعة لقناة أم بي سي، دخل ضمن قائمة الـ«TOP 10» في أكثر من 40 دولة عربية وأجنبية كأكثر مسلسل مشاهدة عبر المنصة، والدول هي: الإمارات، السعودية، اليونان، لبنان، تركيا، البرازيل، بلجيكا، بلغاريا، كندا، سويسرا، النمسا، ألمانيا، فرنسا، المجر، سورية.

وكتبت حينها معلقة على تقرير منصة «شاهد»: «سعيدة بوصول المسلسل للمراكز الأولى في هذه الدول وشكراً للجمهور العربي حول العالم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن