أكد زيارة شركة هندية لسورية لشراء الفوسفات وأمل بأن يكون هناك اتفاق قريباً … سفير الهند لدى دمشق لـ«الوطن»: أنا متأكد بأن علاقتنا ستكون أقوى وأعمق خلال الأشهر القادمة
| سيلفا رزوق
جدد سفير الهند لدى سورية، ماهيندر سينغ كانيال، التأكيد على أهمية وتاريخية العلاقة التي تجمع سورية والهند، وبيّن أن هذه العلاقة ستكون أقوى خلال الأشهر القادمة، كاشفاً عن اهتمام من قبل الشركات الهندية للمساهمة في إعادة إعمار سورية.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش الاحتفالية التي أقامتها السفارة الهندية في دمشق بمناسبة الذكرى 152 لميلاد المهاتما غاندي رسول السلام واللاعنف، أشار السفير الهندي إلى أن هناك العديد من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في المجالين الاقتصادي والتبادل التجاري، وهذه الأيام يقام معرض إعادة إعمار سورية، والهند مشاركة في هذا المعرض ومن خلاله يمكن للشركات والفعاليات التجارية ما بين البلدين التواصل والتفاعل ومعرفة مواطن التعاون والفرص المتاحة من أجل التعاون بين البلدين.
وكشف كانيال، أن شركة هندية زارت سورية منذ فترة قريبة، وأجرت مباحثات مع الجانب السوري من أجل شراء الفوسفات السوري ومبادلته بالبضائع التي تحتاجها سورية، معبراً عن أمله بأن يكون هناك اتفاق قريب بين الجانبين كنتيجة لهذه المباحثات.
ووصف العلاقات الثنائية بين الهند سورية بالودية والجيدة جداً وأنها تاريخية وممتدة لتشمل المجالات كافة ومنها الثقافية والاقتصادية، لافتاً إلى أن هناك تفاهماً دائماً بين الطرفين في المحافل الدولية بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
وقال: «هذه العلاقة الجيدة بين الدولتين، أنا متأكد أنها ستكون أقوى وأعمق خلال الأشهر القادمة».
وفي كلمة له خلال الاحتفالية اعتبر كانيال، أن المهاتما غاندي أسهم في تغيير سلوكيات الناس باتجاه الحل السلمي للنزاعات، واستيعاب العالم كأسرة واحدة، وذلك من خلال اللاعنف وهي فلسفة هندية تحث على عدم إيذاء أي أحد لا من خلال الأفكار ولا الأفعال ولا الكلمات، لأن اللاعنف هو القيمة السامية، وساهم ذلك بأن يحفظ لكل مواطن كرامته وذلك ضمن المجموعات والطوائف في المجتمع.
ولفت إلى أن المهاتما أرسى قاعدة قائمة بحد ذاتها لا تعتمد على الحكومة، وقام بتقوية ما يمكن أن ينبع من الذات من أجل الإصلاح، وذلك في أي مجال من مجالات الحياة، وهو يعتمد على الثقة بالله.
وأشار كانيال إلى أن مبادرة المهاتما اتبعها الملايين في الهند، وهي لا تزال تتابع هذه المبادرة لأن لدى غاندي إيمان عميق بخير كل إنسان من الداخل، وإيمان قوي بأن كل شخص عليه ألا يفقد إيمانه بالإنسانية، وهذا يشبه المحيط فإذا كان قسم من المحيط متسخاً فالمحيط بأكمله لا يمكن أن يكون متسخاً.
وأضاف: «المهاتما مؤمن قوي بالاحترام والتفاهم والقبول والعطف وهذه الأمور هي أساسية لوجودنا، وباتفاق هذه السمات الأساسية فإننا لا نجعل من أنفسنا سعداء بل سنجعل الآخرين سعداء».
واعتبر كانيال، أنه في خلفية الثقافة المادية والتي تهيمن على العالم اليوم، فإن فلسفة المهاتما هي فكرة عن العيش البسيط والتفكير السامي وهي الإيمان القوي بقوة اللاعنف والحقيقة، وذلك هو أعظم قوة للبشرية وهي ما يمكن أن يكون رادع لأي دمار.
وأضاف: «كما قال المهاتما إن اللاعنف هو أول مادة في إيماني وهو آخر مادة في عقيدتي».
من جهته، وفي كلمة له، أكد أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد حسام السمان، أن سورية قيادة وشعباً وحزباً تثمّن مواقف الحكومة والشعب الهندي الداعمة لسورية في حربها ضد الإرهاب واستنكارها للعدوان التركي الغاشم على سورية ورفضها للتدخل في شؤون الدول ذات السيادة ونبذ الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، معبراً عن امتنان سورية للمساعدات التي قدمتها الهند للشعب السوري في الفترة الماضية لمواجهة تداعيات فيروس «كورونا».
واعتبر السمان، أن موقف الهند يأتي انطلاقاً من العلاقة التاريخية المستقلة بين البلدين، المبنية على روابط الصداقة والاحترام والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين الصديقين، ونثمن دعم الهند للطلبة السوريين في جميع الاختصاصات، متمنياً أن يتعزز هذا الدعم في السنوات القادمة ليشمل المشاركة في إعادة إعمار سورية.
وفي كلمة مماثلة، أكد كل من مدير الإفتاء العام والتدريس الديني في وزارة الأوقاف، علاء الدين زعتري، ممثل سماحة مفتي الجمهورية، أحمد بدر الدين حسون، والشيخ مقبل الحمد من الحوزة الزينبية، أن الأمم الحية هي التي تحتفل بعظمائها لأن من لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل له، معتبرين أن القيم التي كان يتمثلها المهاتما غاندي وهي السلام والتسامح واللاعنف والإنسانية هي قيم مشتركة لكل ما أنزل اللـه من كتب سماوية وما أرسل من رسل، فالمنطلق هو الإنسان، وعلينا أن تكون صلواتنا لحسن معاملة بعضنا بعضاً فالله يريد محبتنا لبعضنا.