الخبر الرئيسي

جيش الاحتلال التركي يواصل التحشيد و«النصرة» تنقل صواريخها السامة إلى ريفي إدلب وحماة … نتائج «سوتشي» الروسية – التركية: وقائع الميدان ستكشف «التفاهمات» حول إدلب

| حلب - خالد زنكلو

تناقضت الوقائع الميدانية والتصعيد الذي يمارسه النظام التركي وجيش احتلاله في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب مع مخرجات القمة الروسية – التركية التي جمعت الأربعاء الماضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية، على الأقل لجهة ما أعلن من تصريحات عن مباحثاتها و«تفاهماتها».
وبدا أن «خريطة الطريق»، التي رسمتها القمة للأجزاء التي يحتلها النظام التركي وميليشياته و«هيئة تحرير الشام» وواجهتها «جبهة النصرة» الإرهابية في محافظة إدلب، غير واضحة المعالم أو لم يجرِ التوافق التام على خطوطها، التي أقرها «اتفاق موسكو» الروسي – التركي في ٥ آذار ٢٠٢٠، والذي قضى بإنشاء ممرات آمنة على طرفي «M4» وتسيير دوريات مشتركة على طول ٧٠ كيلو متراً من الطريق الدولي لفتحه أمام حركة المرور والترانزيت، بالإضافة إلى فصل التنظيمات الإرهابية في «خفض التصعيد» عن ميليشيات النظام التركي، بموجب «اتفاق سوتشي» لمنتصف العام ٢٠١٨، وهو ما لم يلتزم به الضامن التركي وجرى تعليق تطبيق الاتفاقين في قمة سوتشي أو لم يعلن بشكل دقيق عن مضمون «تفاهماتها»، والتي قد تتضمن انسحاب جيش الاحتلال التركي من جنوب الطريق الدولي وترك الإرهابيين تحت رحمة نيران الجيش العربي السوري وقوات الجو الروسية منعاً لإحراج أردوغان أمام إرهابييه، وفق ما كشفته لـ«الوطن» مصادر متابعة للوضع في «خفض التصعيد».
ورجحت المصادر طغيان الخلافات على نقاط التفاهم في مباحثات القمة فيما يخص تنفيذ الاتفاقيات الثنائية الروسية – التركية الخاصة بإدلب، بدليل إغارة الطيران الحربي الروسي أول من أمس على مواقع في محيط بلدة البارة بجبل الزاوية وقرب بلدة الزيارة بسهل الغاب الشمالي الغربي تابعة لإرهابيي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين».
وأشارت المصادر إلى أن إرهابيي نظام رجب أردوغان أطلقوا وابلاً من القذائف والصواريخ باتجاه مواقع الجيش العربي السوري في جورين بسهل الغاب وكفرنبل بريف إدلب الجنوبي، ما استدعى رد الجيش العربي السوري وبقوة باتجاه مصادر إطلاق النار ونحو معاقل الإرهابيين في جبل الزاوية ومحيط جسر الشغور وأريحا ومعرتمصرين وقلب لوزة وباريشا في عمق محافظة إدلب، ولتعود أجواء «خفض التصعيد» إلى سابق عهدها قبل قمة سوتشي.
على الأرض، واصل جيش الاحتلال التركي تحشداته في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وصعّد عسكرياً مع ميليشياته ضد مواقع الجيش العربي السوري، والذي ردّ الصاع صاعين لإرهابيي المنطقة.
وذكرت مصادر محلية في جبل الزاوية، الذي يعد خط دفاع متقدم عن طريق عام حلب – اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4» لـ«الوطن» أن جيش الاحتلال أقام جداراً استنادياً شرقي بلدة بينين الواقعة في الجهة الشرقية من جبل الزاوية من جهة معرة النعمان وطريق حلب – حماة أو ما يعرف بطريق «M5»، للدفاع عن إرهابييه في المنطقة ولمنع تقدم الجيش العربي السوري، وذلك بعد أن أوعز لإرهابييه بالاستنفار وبطاقة قصوى تحضيراً لأمر ميداني غير محدد.
وتوقعت استمرار التصعيد في «خفض التصعيد»، لحين اتضاح المساعي السياسية والعسكرية الروسية – التركية، والتي أوكلت إليها القمة فتح قنوات اتصال بين الجانبين لترجمة «التفاهمات»، التي لم يتضح إلى الآن منها سوى سفح جبل الجليد، والذي قد يؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار في المنطقة بشكل كامل في ظل الممارسات العدوانية للنظام التركي فيها.
بالتوازي وفي إطار سعيهم لافتعال سيناريو هجوم كيميائي مزعوم واتهام الجيش العربي السوري به، قام إرهابيو تنظيم جبهة النصرة وبمساعدة خبراء أجانب بنقل شحنة من الصواريخ التي تحمل رؤوساً سامة إلى عدة مناطق بريف إدلب الجنوبي وإلى منطقة سهل الغاب بريف حماة.
وقالت مصادر محلية في ريف إدلب لوكالة «سانا»: إن «إرهابيي تنظيم جبهة النصرة وبمساعدة عدد من الخبراء الأجانب من الجنسيتين الفرنسية والبلجيكية وآخر من الجنسية المغربية أدخلوا تعديلات دقيقة على صواريخ محلية الصنع في أحد المقرات التابعة للإرهابيين في محيط إدلب وزودوا خلالها تلك الصواريخ برؤوس محملة بغازي الكلور والسارين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن