عربي ودولي

800 مراقب أممي سيتابعها.. والخزعلي: أبعادها تشمل قضايا أساسية.. والتطبيع لن يتحقق … صالح: انتخابات تشرين مفصلية وتمثّل نقطة تحول في العراق

| وكالات

أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أمس الأحد، أن الانتخابات البرلمانية تمثل نقطة تحوُّل في العراق، في حين أكدت رئيسة البعثة الأممية إلى العراق جنين بلاسخارات أن 800 مراقب أممي سيشاركون في الانتخابات البرلمانية، أما الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» الشيخ قيس فقد أكد أن أبعاد الانتخابات المقبلة تشمل قضايا أساسية على عدة أصعدة.
وحسب وكالة الأنباء العراقية «واع» قال صالح، خلال مؤتمر صحفي: «نعبّر عن تقديرنا لمفوضية الانتخابات، ونقدِّر دور البعثة الأممية لدعم المفوضية»، مشيراً إلى أن «انتخابات تشرين مفصلية وتمثل نقطة تحوُّل في العراق»، وأكد «ضرورة تأمين بيئة انتخابية مناسبة».
وأضاف: إن «إجراءات المفوضية والأجهزة الأمنية استثنائية لمنع التزوير والتلاعب بالعملية الانتخابية»، لافتاً إلى أن «يوم الاقتراع سيتحول لعرس وطني وفرصة لتثبيت الإرادة الوطنية العراقية والانطلاق نحو الإصلاح».
من جانبه قال رئيس مجلس المفوضين جليل عدنان خلف خلال المؤتمر: إن «أصوات العراقيين أمانة كبرى، وعمليات المحاكاة تمثل مستوى من مكاشفة الجمهور والمجتمع الدولي»، مشيداً «بدور بعثة الأمم المتحدة بدعم مفوضية الانتخابات».
من جهته أعلن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، تقديم مشروع اعتبار يوم 3 تشرين الأول عيداً وطنياً، على حين أشار إلى أن العراقيين سيعبرون عن عمق وأصالة شعبنا في الانتخابات واختيار من يؤمن بالهوية الوطنية العراقية.
بدورها قالت بلاسخارات في مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ البصرة أسعد العيداني: إن «الانتخابات مهمة للعراق، وهي خطوة أولى على طريق طويل»، مضيفة: إنه من الضروري أن «تجري بطريقة شفافة ونزيهة»، ولفتت إلى أن البعثة الأممية الحالية «تختلف عن البعثات السابقة، وهي ستقدم مساعدة فنية ضخمة، وسيكون إسهامها أكبر بكثير من بعثة عام 2018».
على خط مواز أكد الخزعلي، أن «أبعاد الانتخابات المقبلة تشمل قضايا أساسية، مثل مستقبل الحشد الشعبي ومصير الاتفاقية الصينية ومعالجة قضية الطاقة وغيرها».
وحسب موقع قناة «العهد» قال الخزعلي: إن «الإرادات الخارجية تتصارع وتحاول أن ترجّح هذه الكفّة على تلك»، مشيراً إلى أن «الانتخابات إذا لم تتعرّض لتدخّل خارجي، فإن الطرف السياسي الذي يطالب بحلّ الحشد الشعبي سيخسر رصيده، أمّا الطرف السياسي الذي يطالب ببقاء الحشد فسيكون له الحظ الأوفر في الانتخابات».
ورأى أنه وفقاً لذلك يمكن أن يكون «تحالف الفتح هو الأوفر حظاً في الانتخابات، لأن المطلب الأساسي الذي تأسّست عليه الحركة هو حفظ الحشد الشعبي، وهو ما يمثّل رأياً عاماً»، مشدداً على أن «مؤتمر أربيل لا قيمة له، ومشروع التطبيع لن يتحقق في العراق»، معتبراً أن من أهمّ أسباب إثارة الفوضى وموضوع التظاهرات التي حصلت وإجبار رئيس الحكومة السابقة على الاستقالة وإحراق مقرات فصائل المقاومة، كان قبول العراق بالتطبيع، لكن ذلك فشل».
وفي وقت سابق، اعتبر الخزعلي أن ما حدث في أربيل مخالفة صريحة لقانون العقوبات العراقي، مؤكداً أن «المقاومة الإسلامية لن تسكت عن هذه الخيانة العظمى».
يأتي ذلك على خلفية عقد رئيس صحوات العراق وسام الحردان، وهو من قبيلة الدليم، مؤتمراً في أربيل، وألقى كلمة دعا فيها علناً إلى التطبيع مع إسرائيل، بحضور شخصيات عشائرية من محافظات بغداد، الموصل، الأنبار، صلاح الدين، بابل، ديالى.
واستنكرت عدة قوى سياسية الاجتماع، كما استنكرته الحكومة العراقية، التي أعربت عن رفضها القاطع للاجتماعات غير القانونية، التي عقدتها شخصيات عشائرية مقيمة في مدينة أربيل في إقليم كردستان، ورفعت خلالها شعار التطبيع مع إسرائيل.
وحول الحشد الشعبي، ذكر الخزعلي أن المفوّضية العليا المستقلة للانتخابات أصدرت قراراً بعدم شمول منتسبي الحشد بالتصويت الخاص، وأوضحت المفوّضية، أمس السبت، أسباب ذلك، مؤكدةً أن «حق منتسبي الحشد الشعبي محفوظ بالتصويت العام».
في غضون ذلك حثّت الكنيسة الكلدانية، أمس، الناخبين العراقيين على مشاركة واسعة جداً في الانتخابات لإحداث ما وصفته «بالثورة البيضاء في سبيل الإصلاح».
وأملت الكنيسة في نداء لها أن يشكّل التصويت بآلية سليمة «انعطافة مفصلية للعراق، وأنموذجاً على مستوى المنطقة»، داعيةً إلى تقييم «النواب مسيرة النواب السابقين والمرشحين الحاليين».
وفي وقت سابق شجعت المرجعية الدينية العليا في العراق «الجميع على المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات المقبلة، فإنها وإن كانت لا تخلو من بعض النواقص، ولكنها تبقى هي الطريق الأسلم للعبور بالبلد إلى مستقبل يرجى أن يكون أفضل ممّا مضى، وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي».
ودعا علي السيستاني الناخبين إلى أن «يأخذوا العِبَر والدروس من التجارب الماضية، ويعوا قيمة أصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد، فيستغلوا هذه الفرصة المهمة لإحداث تغيير حقيقي في إدارة الدولة وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة عن مفاصلها الرئيسة».
وستنطلق الانتخابات البرلمانية العراقية في العاشر من الشهر الحالي، وسط إجراءات أمنية مشددة، وتحت إشراف رقابة دولية ومحلية لضمان نزاهتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن