سورية

طهران وبروكسل متفقتان على الحل السياسي للأزمة السورية

وكالات :

اتفقت إيران وبلجيكا على أن الحل لأزمة سورية يمر عبر الطرق السياسية والحوار، في حين طالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف العالم بترك الشعب السوري ليقرر مصيره بنفسه، وأشار إلى تعامل غير مقبول بين بعض الدول والتنظيمات الإرهابية التي دمرت سورية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البلجيكي ديدييه رينديرز في طهران، أعرب ظريف، وفقاً لموقع قناة «العالم»، عن تطلع إيران للحوار في المواد التي تنطوي على الاختلاف بوجهات النظر، كاشفاً أنها لم تسمع شيئاً جديداً من مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وتأتي تصريحات ظريف قبيل أيام قليلة من انعقاد الاجتماع الثاني لوزراء خارجية الدول المعنية بالأزمة السورية في العاصمة النمساوية فيينا. وشاركت إيران في الاجتماع الأول، وساهمت في صياغة بيانه الختامي الذي شدد على أولوية مكافحة الإرهاب. ولفت الوزير الإيراني إلى أن بلاده تعمل على استتباب الأمن والسلام في سورية عبر الحل السياسي، مشيراً إلى أن الجماعات المسلحة جاءت إلى هذه البلاد لتدمرها وتدمي أهلها، ومعربا عن أمله في أن يواجه العالم ظاهرة الإرهاب ويترك للشعب السوري تقرير مصيره بنفسه.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن ظريف، تأكيده أن «الشعب السوري وحده من يملك حق تقرير مصيره»، وتشديده على أن السوريين «لا يتحملون، وحدهم، مسؤولية مكافحة الإرهاب، بل، هي مسؤولية جماعية يتحملها المجتمع الدولي».
وطالب وزير الخارجية الإيراني المجتمع الدولي بتقديم إيضاحات عن المصادر المالية للإرهاب، متسائلاً «كيف يمكن للمجموعات الإرهابية أن تبيع النفط، ومن يشتريه منها؟ وأي بنوك تستلم أموالها وتسهل استخدامها؟». وأعرب عن أسفه «للتعامل غير المقبول»، الذي تقوم به بعض البلدان مع المجموعات الإرهابية التي دمرت سورية وسفكت دماء شعبها. وأضاف: «على الرغم من أملنا بأن يواجه العالم ظاهرة الإرهاب الخطيرة، إلا أنه ومع بالغ الأسف، لم يعترف البعض في منطقتنا وخارجها بواقعية أن (تنظيم) داعش والتشدد خطران حقيقيان».
من جهته أكد وزير الخارجية البليجيكي أن إيران لها «دور مهم» بحل أزمة سورية ومكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة. وأعرب عن اعتقاد بروكسل «بضرورة حضور إيران في مفاوضات الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب في العراق»، في إشارة إلى مشاركة إيران في اجتماع فيينا الدولي الإقليمي بشأن سورية. وشدد على أن التعاون مع إيران يساعد على إعادة الأمن والسلام للمنطقة.
ولفت رينديرز إلى أن الطرق العسكرية غير مجدية في حل الأزمات، وشدد في هذا السياق على أن حل الأزمة السورية يمر عبر الحوار والسبل السياسية، وأعرب عن أمله أن تستمر الجهود الدولية التي بدأت مؤخراً طريقها في هذا الاتجاه.
وأضاف مقراً بتوافد عناصر أجنبية إلى سورية والعراق للقتال إلى جانب التنظيمات المتطرفة: «نواجه اليوم موجة عنف يأتي بها الأجانب إلى المنطقة، تخطف الأمل من حياة المواطنين الموجودين فيها».
وفي وقت سابق، ألقى ظريف كلمة أمام المشاركين في الاجتماع المشترك للمحافظين والسفراء ورؤساء غرف التجارة والمناطق الحرة بإيران، شدد فيها على أولوية العلاقات مع دول الجوار بالنسبة لبلاده.
ونبه وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، إلى أن الجماعات الإرهابية التي استفحلت في المنطقة، بدأت بتشويش أفكار الشباب في المنطقة وخارجها، حيث يقوم هؤلاء الشبان بتفجير أنفسهم بسهولة ويقتلون أناساً أبرياء أو يقطعون الرؤوس، واعتبر أن هذه الإجراءات «تفتقد المنطق ولا يمكن تبريرها».
وأكد أن هذه الإجراءات تمثل «خطراً يهدد العالم بأسره»، وأعرب عن أسفه لأن هناك دولاً إلى جوار إيران، لم يسمها، «ترى أن التطرف ورقة لعب وليس خطراً، لذلك فما دامت لم تدرك هذه الدول خطر هذه الإجراءات سيستمر دعمها للجماعات الإرهابية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن