ثقافة وفن

من دمشق يُفتتح معرض الصور الضوئية (البلد الأجمل) … وزيرة الثقافة لـ«الوطـن»: يعرّفنا على مجمل الجغرافية الروسية في رحلة بصرية ممتعة

| سوسن صيداوي – تصوير: طارق السعدوني

هنا من دمشق، أقدم مدن التاريخ، وقِبلة الحضارات في الانفتاح على الثقافة والفنون والعلوم وكل ما تُخرجه البشرية في إبداعاتها المتنوعة. من دمشق يجد الجمال مكانه الوفير كي يلقى الاهتمام المرّحب به من الجميع. من دمشق أهلاً بكل ما يعزّز الصداقات بين دول العالم.

في متابعة لمشوار تاريخي قديم في الصداقة القوية بين البلدين العريقين سورية وروسيا، لا نقف فقط عند التحالف السياسيّ، بل نتقدم ليعانق الشعبان بعضهما بتبادل ثقافي متنوع الجوانب.

واليوم الساحة السورية تشهد حضوراً مميزاً بالنشاطات بين البلدين، إذ مؤخراً تم افتتاح معرض الصور الضوئية (البلد الأجمل) والذي يأتي كنتيجة لمسابقة تحمل العنوان نفسه، وهي من ضمن الأنشطة التنويرية لجمعية الجغرافية الروسية، والتي عُقدت أول مرة عام 2015، كما ويشارك فيها سنوياً آلاف المصورين مهما كانت أعمارهم أو مكان إقامتهم ولكن بشرط أن تؤخذ الصور حصراً على الأراضي الروسية. وأخيراً هنا هذا الحدث البارز الحضور في وصفه للحياة الروسية بطبيعتها، جاء برعاية كل من: وزارة الثقافة والسفارة الروسية، بالتعاون مع جمعية الجغرافية الروسية.

في قاعة المعارض بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق. تعارف ثقافي تخلل افتتاح معرض (البلد الأجمل) الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش العربي السوري والجيش الروسي، تلاها الاستماع للنشيد العربي السوري والنشيد الوطني لجمهورية روسيا الاتحادية. من بعدها تابع الحضور فيلماً وثائقياً حول تأسيس جمعية الجغرافية الروسية وتطورها، وبحثها الدؤوب في توثيق كل المعالم الأوروبية، ودأبها على استقطاب المهتمين من العقول الشابة. الافتتاح تمّ بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح، والسفير الروسي في سورية ألكسندر ييفيموف، وأعضاء الوفد الروسي من ممثلي جمعية الجغرافية الروسية، وأعضاء من السلك الدبلوماسي لدول صديقة.

وفي كلمة وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح أكدت على أواصر العلاقة بين البلدين سورية وروسيا، مشيرة إلى أهمية التبادل الثقافي بينهما، وهو كنتيجة طبيعية تأتي من قوة التحالف الذي يبني جسوراً متينة، إذ تقول: «مرة أخرى تحتض دمشق، أقدم عاصمة في التاريخ لا تزال مأهولة عامرة، عاصمة الحرف الأول والمحراث الأول وقصيدة الحب الأولى المتكشفة حتى اليوم، حدثاً ثقافياً معرفياً، أتانا من أجمل البلدان، حدث نجوب فيه الأماكن ببصرنا، نطلق العنان لمخيلتنا في اكتشاف أجمل الزوايا وأبدع الأصقاع. هي رحلة يتيحها هذا المعرض لزواره، للتعرف على طبيعة بلد صديق وقف إلى جانبنا في أحلك الظروف، فكان خير داعم وخير حليف، بلد من أجمل البلدان، عريق في ثقافته خلاب في طبيعته، متطور في مكتشفاته، صلب في مواقفه، وفيّ في تحالفاته.

نبحر جواً وبراً وبحراً، في رحلة بصرية ممتعة عبر صور ضوئية التقطتها أيادٍ خبيرة ماهرة بعدسات دقيقة بديعة، لتنتج لوحات فنية غاية في الروعة.

هو معرض ننتقل فيه من البصر إلى البصيرة ومن المعرفة إلى الإدراك، لنتعرف أكثر على مجمل الجغرافية الروسية، على كنوز الأرض وخبايا الطبيعة وعظمة الإنجاز البشري، في بلد ما فتىء يفاجئ العالم ويفرض نفسه بقوة على الساحة الدولية لاعباً أساسياً في لعبة الأمم، مناصراً لحقنا في صد الإرهاب عن وطننا وفي الحفاظ على وحدة أرضنا وسيادتها». الخصوصية في دمشق من جانبه شرح نائب المدير التنفيذي ومدير التطوير الإقليمي في المنظمة الاجتماعية في عموم روسيا (جمعية الجغرافية الروسية) سيرغي كورليخانوف في كلمته خلال الافتتاح، عن أهمية المسابقة أولاً وغناها بالتجارب الواعدة ثانياً، وعن ضرورة انطلاق المعرض من دمشق، كون الحدث يشكل خصوصية مهمة على الصعيد الثقافي، ليقول «لقد كنتم وعلى مدى سنين عديدة وبرغم الحرب والصعوبات الأخرى مركزاً للحفاظ على التراث الثقافي للبلد وعلى تاريخها العريق والغني. لذلك نحن سعداء بأن المشروع الكبير للجمعية الجغرافية الروسية والذي انطلق في عام 2015 يجري في قلب دمشق الثقافي ذات الخصوصية لجميع سكان سورية والعالم العربي». وعن العلاقة القوية التي تجمع كل من سورية وروسيا أكد متابعاً «ترتبط روسيا وسورية منذ سنوات عديدة بعلاقات صداقة وعلاقات دبلوماسية بما فيها المجال الثقافي، وأنا آمل أن تُسهم مسابقة الصور بأن تصنع من الصور المستقلة، كما هو الحال من قطع الفسيفساء الصغيرة لدى سكان سورية، شكلاً لروسيا الحديثة، وتصوراً عن أبعادها الحقيقة وتنوعها وعظمتها».

وعن المعرض ختم قائلاً: «يتضمن المعرض أفضل الصور من نحو نصف مليون مشاركة خلال فترة المشروع. لا يمكنني أن أتصور كم كان صعباً على أعضاء لجنة التحكيم إيجاد تلك الصور، ولكن أنا على ثقة بأنهم تمكنوا من ذلك، وما يوجد هنا هو صور فريدة وجميلة جداً». الطبيعة والحفاظ عليها الجمعية لا تكتفي فقط بتسليط الضوء على جمال الطبيعة البكر، بل دائماً تبتكر الأفكار كي تسعى الأجيال مهما تواترت للحفاظ عليها، وهذا ما أكده عضو مجلس نواب الاتحاد في المجلس الاتحادي لروسيا الاتحادية وعضو مجلس جمعية الجغرافية الروسية في كلمته قائلاً: «إن مسابقة الصور المنظمة من قبل جمعية الجغرافية الروسية( البلد الأجمل) هي مشروع إعلامي كبير مكرّس للحفاظ على الطبيعة البكر في روسيا والتربية للحفاظ على البيئة المحيطة. كما وأحب أن أشير إلى أن التعاون الدولي، يلعب دوراً مهماً في نشاط الجمعية، فنحن ندعم دائماً الأشخاص الراغبين بالتعرّف على الجغرافية وثقافة روسيا والدول الأخرى.

هذا وإن التعاون مع الجمعية يشكل مثالاً ناصعاً على ذلك، ونحن نقوم معاً بإيلاء الاهتمام للتعريف بالطبيعة الفريدة وإنجازات بلدنا وأفكارنا بالحفاظ عليها».

وأيضاً تحدث عن عدد الأعمال المشاركة خاتماً» يتضمن المعرض الذي تحتضنه مكتبة الأسد الوطنية، 96 عملاً للفنانين المصورين المحبّين بإخلاص لأرضهم، والذين جسدوا في أعمالهم جمالها الطبيعي والإبداعي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن