سورية

بوغدانوف اعتبر أن التعاون مع واشنطن والرياض لمحاربة داعش ممكن … وبوتين يرى أن العمليات الروسية لضرب الإرهاب أظهرت جاهزية الجيش الروسي

عادت موسكو وأكدت من جديد قدرتها العسكرية المتفوقة في محاربة الإرهاب وصد أي هجوم محتمل على الأراضي الروسية، في وقت أكدت فيه استعدادها للتعاون مع واشنطن والرياض في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مجددة الدعوة إلى تشكيل تحالف فعال لضرب الإرهاب والتطرف في سورية.
جاء ذلك على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما أعلن أن العملية العسكرية التي تنفذها القوات الجوية الروسية لضرب الإرهاب في سورية أظهرت نجاح الجهود التي تبذلها بلاده لزيادة مستوى جاهزية الجيش الروسي.
وقال بوتين خلال مشاركته في اجتماع خاص بتطوير قطاع التصنيع العسكري في روسيا: «إن الإجراءات التي اتخذناها في الوقت المناسب ساهمت في زيادة الجاهزية القتالية وقدرات قواتنا المسلحة وهذا ما تؤكده عملية مكافحة الإرهاب التي نجريها استجابة لطلب القيادة السورية».
وأوضح الرئيس الروسي أن استقرار قطاع التصنيع العسكري أمر مهم للاقتصاد الروسي بشكل عام نظراً لتوظيف مئات آلاف الناس في هذا المجال، لافتاً إلى أن مهمة الحفاظ على هذا الاستقرار تزداد أهمية في ظروف الكساد الاقتصادي.
وأشار بوتين إلى نتائج الاجتماعات السابقة الخاصة بتطوير التصنيع العسكري بما في ذلك إعداد حزمة وثائق متعلقة بتعديل خطط تزويد القوات المسلحة بالأسلحة الأكثر حداثة.
في سياق متصل أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أن التعاون بين موسكو وواشنطن والرياض في محاربة تنظيم داعش ممكن.
وفي مقابلة مع مجلة «Russian View» أمس ذكر بوغدانوف أنه على الرغم من اختلاف المواقف بشأن حل الأزمة السورية، إلا أن الولايات المتحدة والسعودية ليستا موضع شك في أن أولويتيهما محاربة الإرهاب.
وأضاف بوغدانوف: إن التهديد المتمثل في تنظيم داعش اتخذ أبعاداً عالمية ولم يعد أي بلد في العالم في مأمن منه، الأمر الذي يدفع موسكو والرياض وواشنطن إلى تعاون أوثق في التعامل مع هذا التهديد.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو، في مواقفها السياسية وخطواتها العملية في المسار السوري، متمسكة بقواعد القانون الدولي.
وذكر بوغدانوف أن سياسة موسكو تهدف إلى تعزيز نظام عالمي من شأنه ضمان السلام والأمن والعلاقات الاعتيادية بين الدول.
وأشار إلى أن القضاء على خلايا الإرهاب ومنع مظاهره أمر يلبي مصالح روسيا الإستراتيجية عامة وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة.
وجدد الدبلوماسي الروسي في هذا الصدد دعوة موسكو إلى تشكيل تحالف فعال لمحاربة الإرهاب والتطرف في سورية يضم الجيش العربي السوري والمجموعات المسلحة «المعتدلة» وميليشيا «الجيش الحر» ووحدات حماية الشعب الكردية.
وذكر أن هذا سيساعد على تعزيز الثقة المتبادلة ويخلق الأجواء المواتية لدفع العملية السياسية في البلاد إلى الأمام، الأمر الذي سيسمح بـ«إطلاق حوار وطني حقيقي في سورية ينبغي أن يثمر بوضع المبادئ الأساسية للدولة السورية مع ضمان حقوق جميع فئاتها العرقية والطائفية».
واعتبر بوغدانوف أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحسن نوعي للوضع في المنطقة، مضيفاً: إن إخفاق الجهود الرامية إلى وقف تصعيده قد يفتح الباب أمام «أسوأ السيناريوهات».
من جهة أخرى ينوي أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح بحث مسائل التعاون العسكري التقني مع روسيا، خلال مباحثاته المقبلة مع الرئيس الروسي في سوتشي، بحسب وكالة «سبوتنيك» نقلاً عن مصدر مسؤول في السفارة الكويتية في موسكو.
وقالت الوكالة: إن الأمير الكويتي من المتوقع أن يكون وصل إلى روسيا، أمس، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام. وستشهد مدينة سوتشي، اليوم الثلاثاء، جلسة محادثات بين الرئيس الروسي وأمير الكويت.
ويتوقع الكرملين، حسب بيان له، أن «تتناول هذه المباحثات مناقشة الجوانب الرئيسية للتعاون الروسي الكويتي مع التركيز على زيادة التعاون التجاري والاقتصادي».
في المقابل صرح النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس الفيدرالي الروسي فرانس كلينتسيفيتش أن تصريحات البنتاغون حول ضرورة مواجهة نشاطات روسيا، متعلقة بعدم استلطاف الأميركيين لروسيا كلاعب مستقل كبير في الساحة الدولية، كدولة إستراتيجية قادرة على مواجهة الولايات المتحدة.
وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قال في وقت سابق: إن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا تتحدى النظام الدولي، مشيراً إلى أن بلاده تعتزم مواجهة روسيا بمساعدة الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية. كما اتهم الصين «بتزايد طموحاتهه».
وأشار كلينتسيفيتش إلى أن الاتهامات الأميركية لروسيا لا تقوم على أسباب محددة، لكن روسيا لا تنال إعجابهم من حيث المبدأ، لأنها تشكل قوة مستقلة كبرى في الساحة الدولية وهي دولة قادرة على مواجهة الولايات المتحدة إستراتيجياً.
وحسب المسؤول الروسي فإن وزير الدفاع الأميركي عندما يتحدث عن تحدي روسيا للنظام العالمي فهو يفكر بالهيمنة الأميركية.
وختم بالقول: إن الولايات المتحدة تجر الوضع إلى «الحرب الباردة» من خلال تصريحات ممثليها، الأمر الذي سيزيد من التوتر الدولي.
(سانا- روسيا اليوم- سبوتنيك)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن