من دفتر الوطن

فيسبوك والبطاقة الذكية!!

| عبد الفتاح العوض

العنوان ليس للتندر..
كل ما في الأمر أن صمت الساعات الست لفيسبوك وأخواتها أثار الانتباه أكثر من كل المرات السابقة لطول الفترة أولاً ولأن الصمت خيم أيضاً على بعض التطبيقات الأخرى.. لا أحد يتحدث على أن القصة بفعل فاعل.. إنها بفعل الخطأ مجرد خطأ.
لكن في مواقع أخرى مهمة من وزارات في الولايات المتحدة ودول أخرى ومصارف وشركات حدث مثل ذلك سواء بأعطال تقنية أم بهجوم سيبراني لم يثر في أوساطنا أي اهتمام؟
إذا كان فيسبوك وما أدراك ما فيسبوك يتعرض لهذا الوضع الرهيب فكيف يمكن الاطمئنان إلى ما نتحدث عنه نحن سواء فيما يقال عن الحكومة الإلكترونية أم وسائل الدفع وخدمات إلكترونية أخرى.
جريدة الوطن وكثير من المواقع والمؤسسات الإعلامية السورية تعرضت لإلغاء صفحاتها على الفيسبوك بقرار من الفيسبوك لأسباب لها علاقة بانتهاك معايير «المجتمع».
على الرغم من صعوبة المهمة ومحاولة استعادة المعجبين والمتابعين إلا أن أشياء أخرى تحدث في العالم الإلكتروني تستدعي النظر من الجهات التي تعمل في الأتمتة السورية.
خطورة الأمر لا تأتي من سرقة البيانات فقط.. وإن كان موضوع سرقة البيانات ومعرفة خفايا مؤثرة ومهمة ويمكن استثمارها على مستوى الأشخاص فكيف يمكن أن يكون الأمر على مستوى الدول، أقول ليس فقط المسألة متعلقة بسرقة بيانات بل الأمر يتعدى ذلك ليكون تغييراً في البيانات والأوامر.
في دراسات عن المخاوف من الهجمات السيبرانية في دول متقدمة جداً يمكن الحديث عن أوامر لشبكة القطارات أو لمحطات الطاقة أو للمطارات ويمكن أن تتعدد الأخطار من قدرة الآخرين على التأثير في عمل قطاعات حيوية.
فيسبوك نفسه تعرض أكثر من مرة لسرقة بيانات والشركة الآن متهمة بـتسريبات من داخلها على بيع بيانات مستخدمين لشركات وجهات أخرى. والآن موظفة سابقة سربت ما يؤكد أن الشركة تراعي مصالحها المالية أكثر مما تراعي مصالح المجتمع.
السؤال الذي يخصنا قبل أن أذهب بكم إلى نقاش حول حياة بلا فيسبوك.. السؤال الذي يخصنا هل لدينا ما يؤهل لشبكة إنترنت آمنة وتقديم خدمات لا يمكن سرقتها أو اختراقها والتأثير فيها.؟ إن كانت دول عظمى تعاني من حروب سيبرانية فهل نحن مؤهلون لذلك… أرجو ذلك فمعظمنا لا يعلم شيئاً في هذا العالم أكثر من كلمة سر الموبايل!!
المقولة الشائعة إننا نغرق بالتكنولوجيا ونسبح في وسائل التواصل… احتمال أن تأتي ساعة لا يكون فيها فيسبوك ممكنة جداً لكن قبل تلك الساعة سيكون هناك عائلات أرقى من فيسبوك.
بكل الحالات… هذا العالم ليس عالمنا نحن فقط «سياح» لقرية التكنولوجيا في العالم.. سياح فقراء!

أقوال:
• التكنولوجيا نجحت في تحديد موقعك على الأرض، يبقّى البحث عن تقنية تحدد فيها: موقعك في الحياة.
• قيمة شركة الفيسبوك التي تُقدر بمليارات الدولارات، مُنبثقة من خوفنا لئلا نبقى وحيدين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن