رياضة

الثأر عنوان نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية 2020/2021 … اللاروخا من الآتزوري والشياطين من الديوك

| خالد عرنوس

على مدار أربعة أيام انطلاقاً من اليوم الأربعاء تقام نهائيات دوري الأمم الأوروبية بنسختها الثانية في مدينتي ميلانو وتورينو الإيطاليتين وتضم مباراتي نصف النهائي اليوم وغداً على تقام مباراتا الترتيب يوم الأحد القادم، وكل ذلك بالطبع على مستوى التصنيف الأعلى للبطولة التي انطلقت عام 2018 بأربعة تصنيفات لجميع المنتخبات الأوروبية، وبلغت منتخبات إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا نصف نهائي النسخة الحالية للمرة الأولى بعدما تصدرت المجموعات الأربع.
وتفوح رائحة الثأر من مواجهتي نصف النهائي، حيث يلتقي منتخبا إيطاليا وإسبانيا اليوم في ملعب سان سيرو في إعادة لقمة نصف نهائي يورو 2020 تحت قيادة الحكم الروسي سيرجي كاراسيف، على حين يلتقي غداً في ملعب أليانز بتورينو منتخبا فرنسا وبلجيكا في إعادة لمباراة نصف نهائي مونديال روسيا 2018 والموعد هو التاسعة وخمس وأربعون دقيقة للمباراتين.

كفتان متعادلتان

تشكل مواجهة اللاروخا الإسباني مع الآتزوري الإيطالي أحد كلاسيكيات الكرة في القارة العجوز منذ اللقاء الذي جمعهما في مونديال 1934 حتى المواجهة الأخيرة في نصف نهائي اليورو، وقد انتهى الأول بالتعادل ما استدعى مباراة إعادة يومها وكذلك انتهت المباراة الأخيرة بالتعادل لكن ركلات الترجيح منحت الطليان بطاقة النهائي، واليوم لا يختلف الأمر كثيراً فالآتزوري حقق أرقاماً تاريخية غير مسبوقة بالوصول إلى 37 مباراة دون هزيمة وهو رقم قياسي عالمي تخطى به كلاً من الإسباني بالذات والبرازيلي اللذين وصلا إلى 35 مباراة في توقيتين مختلفين، ومن ضمن هذه السلسلة استعاد التاج الأوروبي للمرة الثانية بتاريخه، ويعود الفضل إلى المدرب روبرتو مانشيني الذي لم يخسر سوى مرتين خلال 42 مباراة منذ تسلمه المهمة صيف 2018، وبالطبع لعدد كبير من اللاعبين الذي اعتمد عليهم روبرتو خلال هذه الفترة ومنهم: دوناروما وبونوتشي وكالابريا وبيلغريني وفيراتي وجورجينو وكييزا وبرناردسكي وإينسيني وكل هؤلاء وسواهم سيكونون حاضرين في لقاء اليوم الذي يغيب عنه الهداف المخضرم إيموبيلي.

على الجهة المقابلة يعول الإسباني على التشكيلة المتنوعة للمدرب لويس إنريكه الذي خسر 4 مباريات من 30 مباراة قاد بها اللاروخا على فترتين منذ 2018، وقد بلغ نصف نهائي اليورو، ويواجه المدرب السابق لبرشلونة واللاعب الدولي الذي مثّل قطبي الكرة في بلاده تحدياً كبيراً خاصة أنه مازال مصراً على عدم استدعاء أي لاعب من ريال مدريد، وقد استدعى دي خيا وأوناي سيمون وإيمريك لابوت وإيريك غارسيا وكوكي وبوسكتس وفيران توريس وأويارزابال وميكيل مورينو وسارابيا وغابي.

الشياطين والديوك

كذلك هي مواجهة كلاسيكية بين فريقين جارين كانا طرفين في أول لقاء لبلديهما عام 1904 ومنذ ذلك الحين جمعتهما عدد من المواجهات الكبيرة وأهمها على المركز الثالث في مونديال 1986 وكذلك في اللقاء الأخير الذي كان أكثر أهمية وفيها تفوق الأزرق الفرنسي على شياطين بلجيكا الحمر بهدف ليبلغوا نهائي كأس العالم الذي استعادوا من خلاله التاج العالمي بعد 20 عاماً، وبالتالي فإن المنتخبين من كبار الكرة العالمية حالياً وهما قريبان من قطع بطاقة المونديال القادم بتصدرهما مجموعتيهما، ويقود الإيكيب أقدم مدرب وطني على رأس منتخب بلاده ونعني هنا ديديه ديشان الذي تسلم قيادة الجهاز الفني للديوك منذ صيف 2012 وسجل نتيجة منطقية خلال 120 مباراة (77 فوزاً و25 تعادلاً و18 هزيمة) فخاض نهائي يورو 2016 بعدما خرج من ربع نهائي مونديال 2014 قبل أن يتوج بكأس العالم برفقة نخبة من اللاعبين الذين مازالوا يشكلون العمود الفقري للمنتخب أمثال: بوغبا ومبابي وغريزمان وفاران ولوريس ورابيو وبافار ومارسيال ويضاف إليهم المخضرم العائد كريم بنزيمة، على حين سيكون نغولو كانتي وأوليفر جيرو أهم الغائبين، الأول للإصابة والثاني بقرار من المدرب.

من جهته يبدو المنتخب البلجيكي في حال أفضل مقارنة مع نظيره الفرنسي خاصة من ناحية النتائج الأخيرة في التصفيات المونديالية وكلاهما لم يخسر لكن البلجيكي جمع 16 نقطة مقابل 12 فقط للفرنسي، ومازال البلجيكيون يأملون بإنجاز كبير من المدرب روبرتو مارتينيز ولاعبيه الذين يشكلون جيلاً مثالياً وقد استعاد المدرب خدمات كيفن دي بروين والقائد إيدين هازارد وبالطبع هناك لوكاكو وأكسل فيتيل وكاراسكو وتورغان هازارد وباتشواي ومونييه وفيرتونخين وتليمانس وديناييه وكورتوا وسواهم، يذكر أن مارتينيز لم يخسر سوى 5 مباريات خلال 64 مباراة قاد بها الشياطين منذ صيف 2016 مقابل 9 تعادلات و50 انتصاراً.

المواجهات التاريخية

– تقابل منتخبا إسبانيا وإيطاليا 38 مرة، ففاز كل منهما 11 مرة وتعادلا في 16 مواجهة، الأهداف 44/41 لمصلحة الآتزوري ولعل أبرز المواجهات بينهما في نهائي يورو 2012 وفاز اللاروخا 4/صفر وكان قبلها اللاروخا فاز بركلات الترجيح في نصف نهائي 2008، أما في كأس العالم فقد تواجها عام 1934 وتعادلا 1/1 قبل أن يفوز الآتزوري 1/صفر في مباراة الإعادة وتفوق الطليان مجدداً في ربع نهائي 1994 بنتيجة 2/1 كان المدرب إنريكه فيها ضحية اعتداء سافر من تاسوتي.

– تواجه منتخبا بلجيكا وفرنسا في 74 مباراة والأولى شكلت الظهور الأول للمنتخبين وانتهت بالتعادل 3/3، ثم تواجها في مونديال 1938 وفاز الديوك 3/1 وجدد الفرنسيون الفوز على المركز الثالث في مكسيكو 86 بنتيجة 4/2 وقبلها في يورو 1984 بنتيجة 5/صفر قبل أن يفوزوا في نصف نهائي مونديال 2018، ورغم ذلك فإن كفة بلجيكا في المواجهات المباشرة هي الأرجح بواقع 30 فوزاً مقابل 25 لفرنسا وتعادلا 19 مرة والأهداف 160/128 لمصلحة الشياطين كذلك.

حكاية دوري الأمم

في عام 2016 قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إقامة هذه المسابقة بمشاركة كل منتخبات القارة البالغ عددها حالياً 55 منتخباً بنظام جديد على البطولات الخاصة بالمنتخبات وينص على تقسيم المنتخبات إلى أربعة مستويات على أن تقام منافسات الدور الأول في خريف الأعوام الزوجية على أن يقام الدور النهائي في صيف الأعوام الفردية التالية، ويقسم كل تصنيف إلى أربع مجموعات في النسخة الأولى وتم تعديل عدد منتخبات المستوى الأول إلى 16 منتخباً على أن يقتصر المستوى الرابع على مجموعتين، ويتأهل أبطال المجموعات الأربع من الدرجة الأولى إلى نصف نهائي على أن يتوج بطلها بكأس المسابقة، على حين يصعد أبطال المجموعات في التصنيف الثاني والثالث إلى الدرجة الأعلى وتسقط المنتخبات الأخيرة في الدرجة الأولى والثانية والثالثة إلى الدرجة الأدنى.

وكانت النسخة الأولى 2018/2019 شهدت تأهل منتخبات البرتغال وهولندا وإنكلترا وسويسرا إلى نصف النهائي الذي أقيم في البرتغال وتوج أصحاب الأرض باللقب على حساب الطواحين في النهائي بهدف وحل الإنكليز ثالثاً على حساب السويسريين بركلات الترجيح 6/5 بعد التعادل صفر/صفر، وتأهل البرتغاليون على حساب السويسريين 3/1 بينما تخطى الهولنديون في نصف النهائي الإنكليز بالنتيجة ذاتها لكن بعد التمديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن