رياضة

نهائي دوري الأمم الأوروبية بنسختها الثانية 2020/2021 … حاضر الديوك أبطال العالم أمام مستقبل اللاروخا

| خالد عرنوس

سيكون ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو الإيطالية شاهداً على نهائي بطولة دوري الأمم الأوروبية بنسختها الثانية والذي يجمع من جديد الجارين الفرنسي والإسباني في ثاني نهائي تاريخي بينهما على المستوى القاري بعد سبعة وثلاثين عاماً على نهائي يورو والذي أقيم في البارك دوبرنس في العاصمة الفرنسية، وبلغ «اللاروخا» و«البلو» النهائي بعد تخطيهما الآتزوري الإيطالي والشياطين الحمر البلجيكي في موقعتين مشهودتين دلّتا على أحقية الفريقين بخوضهما لقاء التتويج للبطولة الأحدث على مستوى المنتخبات في العالم، المباراة موعدها في الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة مساء اليوم ويقودها طاقم حكام إنكليزي يقوده أنتوني تايلور، ويسبقها في الرابعة لقاء الترتيب على المركزين الثالث والرابع بين المنتخبين الإيطالي والبلجيكي على أرض ملعب أليانز استاديوم في تورينو.

مشوار مثالي

شهدت المسابقة بنسختها الثانية تأهل أربعة منتخبات جديدة عن تلك التي بلغت نصف نهائي النسخة الأولى، ومنها طرفا النهائي القادم بالطبع وكل منهما تألق على طريقته الخاصة مقدماً نفسه كمرشح للقب بشكل مثالي، فبطل العالم الفرنسي تفوق في المجموعة الثالثة بحضور وصيفه المونديالي الناري الكرواتي والبطل الأول لدوري الأمم البرتغالي والبلاغولت السويدي، واللافت أنه فاز على الكرواتي والسويدي في ملعب فرنسا الدولي بباريس بالنتيجة ذاتها 4/2 بعدما فاز على الثاني في استوكهولم بهدف وعلى الأول في زغرب 2/1، وفي وسط هذه النتائج خرج بتعادل سلبي على أرضه أمام رونالدو ورفاقه قبل أن يفوز في لشبونة بهدف، وفي نصف النهائي استطاع تحقيق فوز مثير ورائع على فريق الشياطين البلجيكي بنتيجة 3/2 عقب التأخر بهدفين بالشوط الأول.

اللاروخا الإسباني بدأ رحلته في المجموعة الرابعة بتعادل متأخر على أرض المانشافت الألماني قبل أن يفوز برباعية بيضاء على الأصفر الأوكراني ثم بهدف على الناتي السويسري، وباغته الأوكراني في كييف فهزمه بهدف ثم وقع بشرك التعادل على أرض الناتي بنتيجة 1/1 ليدخل المواجهة الأخيرة أمام المانشافت وفي ليلة تاريخية كان ملعب لاكارتوخا في إشبيلية شاهداً عليها اقتلع اللاروخا فورياً بطاقة نصف النهائي اقتلاعاً بعدما أنزل بالألمان هزيمة تاريخية بلغت 6/صفر، وفي نصف النهائي أنزل بالآتزوري هزيمة تاريخية هي الأولى للأخير في ملعب سان سيرو بعد 90 عاماً والأولى بعد سلسلة قياسية من اللاخسارة بلغت 37 مباراة متتالية والنتيجة النهائية كانت 2/1.

معنويات بـ«العلالي»

يعيش طرفا النهائي المرتقب بمعنويات تبلغ عنان السماء بفضل الطريقة التي وصلا من خلالها إلى مباراة الختام على الرغم من أنهما لا يعيشان أياماً مثالية على صعيد تصفيات مونديال 2022 وخاصة اللاروخا المهدد بخوض الملحق رغم تصدره للمجموعة الثانية بفارق 4 نقاط عن أقرب منافسيه ذلك أنه لعب مباراتين أكثر، على حين الإيكيب لم يقدم نتائج مثالية (3 انتصارات و3 تعادلات) لكنه يتصدر المجموعة الرابعة بفارق مريح نظراً لتعثر المنافسين حيث لم يحقق الأوكراني أي فوز في حين الفنلندي سجل انتصاراً وحيداً.

وبالعودة إلى المعنويات المرتفعة للفريقين فنجد أن المنتخب الإسباني الذي طالته انتقادات كثيرة بسبب الهزيمة أمام السويد خاصة مع إصرار المدرب لويس إنريكه على عدم استدعاء أي لاعب من ريال مدريد في تحدٍّ صارخ لوسائل الإعلام، إلا أن ما قدمه الفريق أمام إيطاليا وإيقاف السلسلة التاريخية للآتزوري في ميلانو كان له وقع السحر على الجميع فباتت الأغلبية تنظر إلى كتيبة اللاروخا الفسيفسائية بأنها الحلم القادم للكرة الإسبانية ولاسيما في حال نجحت بالظفر بالكأس، وبالمقابل فإن أبطال العالم قدموا شوطاً ثانياً للتاريخ أمام فريق صعب المراس وقلما يخسر هو المنتخب البلجيكي، بل أكثر من ذلك كان متقدماً بهدفين وكان قريباً غير مرة من التسجيل، لكن بالمقابل فقد نجح أولاد ديديه ديشان بـ التغلب في النهاية على كل الظروف وخرجوا بفوز متأخر بالثلاثة مع استعادة كامل الثقة بخيارات ديشان سواء من المخضرمين أم حتى من المواهب الصاعدة، ولا ننسى أن الفريق الفرنسي لعب من دون نغولو كانتي.

أسلحة فتاكة

ولا يمكن التقليل من شأن أحد الفريقين مع ترجيح كفة الفرنسيين الأكثر خبرة بداية من الحارس المخضرم هوغو لوريس وليس انتهاء بالهداف المتجدد كريم بنزيمة وبينهما المدافع الخبير فاران ولوكاس هيرنانديز وبينيامين بافار ودينامو خط الوسط بول بوغبا وإلى جانبه أدريان رابيو وكيليان مبابي وأنتوني غريزمان في الخط الأمامي والأخير سيخوض مباراته رقم 100 مع الديوك في حال مشاركته، وحتى من اللاعبين الجدد أمثال كوندي وتيو هيرنانديز ودوبوس وفيرتو وتشواميني، ولا ننسى عدداً من البدلاء الذين يمكنهم المشاركة أمثال: قندوزي ووسام بن يدر ولوكاس ديني أو أوباميانكو.

وبالجهة المقابلة فإن الإسبان ورغم غياب موراتا وجيرارد مورينو وبيدري للإصابة فلديهم من اللاعبين القادرين على مجاراة أعتى الفرق بداية من الحارس الشاب أوناي سيمون ومروراً بثلاثي البريميرليغ (أزبيلكويتا وماركوس ألونسو وإيمريك لابورت) والمحلي باو توريس وفي خط الوسط القائد بوسكتس على جانب الموهبة الشابة جافي الخبير كوكي مع بريان جيل وميكيل مورينو وسيرجيو روبرتو، وفي الخط الأمامي أويارزابال وفيران توريس وسارابيا، ويمكن مشاهدة ييرمي بينو أو فورنالس أو ريجيليون أو بيدرو بورو.

المواجهات التاريخية

بدأت المواجهات الفرنسية – الإسبانية عام 1922 ويومها فاز الإسبان برباعية بيضاء، وبقيت اللقاءات في الإطار الودي طويلاً وشهدت سيطرة إسبانية حتى نهاية الخمسينيات وبعد أكثر من ثلاثة عقود جاء اللقاء الرسمي الأول في نهائي يورو 1984 يوم توج الزرق بلقبهم الأول بهدفين دون ردّ، وكانت بداية لسيطرة فرنسية لمدة ربع قرن عندما استعاد الإسبان زمام المبادرة، وبالمجمل تقابل الفريقان 35 مرة فكانت الغلبة للاروخا بواقع 16 فوزاً مقابل 12 للديوك وتعادلا في 7 مباريات والأهداف 63/37.

وعلى الصعيد الرسمي تواجها 9 مرات أهمها نهائي اليورو الشهير والدور الثاني لمونديال 2006 وانتهى فرنسياً 3/1، وكذلك في ربع نهائي يورو 2000 وانتهى فرنسياً كذلك بنتيجة 2/1 قبل أن يرد الإسبان في ربع نهائي يورو 2012 بهدفين دون مقابل، وتعادلا في الدور الأول ليورو 1996، وفاز الفرنسيون مرتين في تصفيات يورو 1992 بنتيجة 2/1 و3/1، وتعادلا في مدريد بتصفيات مونديال 2014 قبل أن يفوز الإسبان في باريس 2/1، أما المواجهة الأخيرة فكانت في الإطار الودي عام 2017 في ملعب فرنسا وفاز اللاروخا 2/صفر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن