شؤون محلية

حريق جبل العذرة مفتعل … حريق ساقية الكرت كان صعباً بسبب الجروف الصخرية وانفجار ألغام وقذائف من مخلفات المجموعات الإرهابية

اللاذقية - عبير سمير محمود

شهدت محافظة اللاذقية ليلة الجمعة – السبت الماضية نشوب حرائق ضخمة في عدد من المواقع بمواقيت متزامنة، ومع التنسيق المتكامل والجهود الكبيرة التي بذلتها منظومة الإطفاء الثلاثية «حراج الزراعة – الدفاع المدني – الإطفاء»، تمت عمليات الإخماد بسرعة كبيرة من دون امتداد الحرائق إلى مناطق محاذية لمواقع نشوبها في كل من رويسة حبيب وساقية الكرت في ريف اللاذقية الشمالي، وجبل العذرة بين قرى مسيت وبيت زنتوت على طريق جوبة برغال في ريف القرداحة.

رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية باسم دوبا أكد لـ«الوطن»، أننا في فترة ذروة الحرائق مع ارتفاع مؤشرات الخطورة لتكون هذه الأيام من أشد الأيام خطورة لاندلاع الحرائق نظراً للعوامل الجوية من رياح شرقية جافة وانخفاض الرطوبة بشكل كبير.

وحذر دوبا المواطنين والفلاحين من أن إشعال أي مساحة في أراضيهم ما سيؤدي لامتدادها في هذه العوامل الجوية، قائلاً: يجب على الجميع إدراك مخاطر استعمال النار والحجم الكارثي الذي قد يحصل جراء إشعال أي مساحة مهما كانت صغيرة، ومنها ما حدث يوم الجمعة عند قيام أحد المزارعين في ريف اللاذقية بإحراق أعشاب في أرضه من دون اتخاذ التدابير اللازمة نتيجة قلة الوعي تجاه مخاطر هذه الأفعال رغم التحذيرات العديدة التي تطلقها الوزارة والمديرية بشكل مستمر.

ولفت إلى صعوبة التعامل مع الحرائق التي نشبت ليلة السبت نظراً لوعورة المواقع الجبلية، مبيناً أن حريق ساقية الكرت كان التعامل معه صعباً بسبب الجروف الصخرية وانفجار ألغام وقذائف من مخلفات المجموعات الإرهابية التي كانت موجودة في المنطقة خلال سنوات الحرب السابقة، مشيراً إلى تدارك الأمر وتطويق النيران منعاً لامتدادها إلى مواقع مجاورة وذلك عبر تعاون منظومة الإطفاء الثلاثية بأكثر من 20 آلية.

وحول حريق جبل العذرة بريف القرداحة، رأى دوبا أن المعطيات تشير إلى أنه مفتعل وعمل تخريبي، مؤكداً أن العقوبات لكل من يثبت إشعال النيران ستكون وفق القانون بين الحبس 6 أشهر حتى الإعدام في حال تسبب الحريق بوفاة أحد.

وبيّن أن المساحات المحروقة جراء حرائق يوم الجمعة مقدرة نحو 350 دونماً، منها 200 دونم في جبل العذرة بريف القرداحة وهو غابة صنوبر تشكل جبلاً حراجياً بالكامل، مقابل حريق 150 دونماً من أراضي الزيتون في ساقية الكرت بريف اللاذقية الشمالي.

من جهته، أكد مدير الدفاع المدني في اللاذقية العميد الركن جلال داؤود لـ«الوطن»، أن المديرية مستعدة بشكل كامل للتعامل مع أي حريق على مدار الساعة ليلاً ونهاراً، وذلك بالتنسيق الكامل مع إطفاء الحراج وفوج الإطفاء وفقاً لمقتضيات المصلحة العامة والإسراع بإخماد أي نيران بأي موقع في المحافظة.

وأشار إلى أهمية الوعي بين المواطنين والابتعاد عن التحريق ضمن الأراضي في ظل هذا المناخ الجاف، قائلاً: إن أي شرارة من النيران قد تؤدي لكارثة حقيقية، مع ضرورة الإبلاغ فوراً عن أي حريق من دون خوف المساءلة من أن يوضع صاحب البلاغ بدائرة الاتهام، مشيراً إلى أن الإبلاغ المبكر يسهل عمليات الإخماد.

ولفت إلى أن التنسيق المتكامل بين منظومة الإطفاء في المحافظة ساهم في إخماد الحرائق ليلة الجمعة بشكل كبير رغم صعوبة الطرقات وطبيعة الأشجار الصنوبرية الشديدة الاشتعال.

بدوره، قال قائد فوج الإطفاء في اللاذقية الرائد مهند جعفر لـ«الوطن»: إن عناصر الفوج وكل الآليات بحالة جهوزية واستنفار تام، مع توقف الإجازات منذ بداية الشهر الجاري استعدادً لأي مهمة إطفاء.

ولفت إلى تعامل عناصر الفوج مع باقي منظومة الإطفاء في إخماد الحرائق الجبلية يوم الجمعة إضافة إلى عناصر الفوج 8 حرائق ضمن المدينة، مؤكداً أن الجهوزية على مدار اليوم، داعياً المواطنين إلى الحذر من إشعال أي نار في الأراضي والامتناع عن تنظيف أراضيهم عن طريق الحرق خاصة بهذه الفترة الخريفية من العام.

وأشار الرائد جعفر إلى نشوب حريق آخر في أراض زراعية بقرية الجوفية بريف القرداحة مساء أمس، لافتاً إلى التعامل مع الحريق للسيطرة عليه منعاً لامتداد النيران إلى مناطق محاذية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن