عربي ودولي

رام اللـه أدانت عزم مؤسسات صهيونية أميركية إقامة احتفال في مقبرة «مأمن الله» … بؤر استيطانية جديدة في القدس تنهي فرص إقامة الدولة الفلسطينية

| وكالات

اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية عزم مؤسسات صهيونية أميركية على إقامة احتفال تهويدي، الإثنين المقبل، على جزء من مقبرة «مأمن الله» في مدينة القدس، التي تحتضن رفات المقدسيين والمسلمين، منذ ما يزيد على ألف سنة، جزءاً لا يتجزأ من حرب الاحتلال المفتوحة ضد القدس ومقدساتها ومواطنيها، وتندرج في إطار محاولات تغيير معالمها الحضارية وهويتها العربية الفلسطينية.

يأتي ذلك في حين يوسع الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاستيطان في مدينة القدس المحتلة لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية وإنهاء أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.

وحسب ما نقلت عنها وكالة «وفا» أوضحت الخارجية الفلسطينية في بيان، أمس السبت، أن هذا الحفل «المشؤوم» ينظمه عدد من المسؤولين رفيعي المستوى من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، على رأسهم السفير السابق ديفيد فريدمان المقيم في مستعمرة «بيت ايل»، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، المعروف بمواقفه الصهيونية المتطرفة، ويضاف إلى سجل انتهاكات سلطات الاحتلال للحقوق السياسية والتاريخية والثقافية الفلسطينية منذ عام 1948، في مواصلة محو آثار هذا المعلم التاريخي من الوجود والذاكرة، من خلال نبش قبورها، وبناء المتنزهات والملاهي فوقها.

وأضافت: إن إقامة ما يسمى «متحف التسامح» التابع لمؤسسة «سيمون ويزانتال» الأميركية الصهيونية على جزء من مساحة المقبرة، تمت منذ عام 2010، بتسهيل وتعاون مع سلطات الاحتلال، ورغم اعتراضات قدمها عشرات المقدسيين في المحاكم المحلية وفي عرائض قدمت لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسكو.

وأشارت الوزارة إلى أنها تنظر بخطورة بالغة إلى هذا الاعتداء الاستفزازي على مقبرة إسلامية تاريخية، وتعتبره انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية.

وبهذا الصدد، طالبت الوزارة الإدارة الأميركية الحالية بعدم مشاركة مسؤوليها بهذا الاحتفال «البشع»، الذي يتناقض مع السياسة الأميركية بشأن مستقبل مدينة القدس، مؤكدة أنه لا يحق لأحد أي كان الاعتداء على أرضنا وأهلنا فيها، كما لا يحق لأي كان انتهاك حرمة مقدساتنا المسيحية والإسلامية فيها، كما طالبت المنظمات الدولية المعنية بإدانة ووقف مثل هذه الانتهاكات المتواصلة للحقوق السياسية والثقافية والتاريخية والقانونية والدينية الفلسطينية في القدس الشريف، عاصمة دولة فلسطين.

على خط مواز، أفاد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في تقريره الأسبوعي الصادر أمس على موقعه الإلكتروني بأن سلطات الاحتلال أعلنت مخططاً لإقامة 15 ألف وحدة استيطانية على أرض المطار في بلدة قلنديا شمال القدس المحتلة، مشيراً إلى أن هذه المستوطنة ستكون ثاني أكبر مستوطنة شرق القدس ما من شأنه توجيه ضربة قاصمة لإمكانية قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

وحسب وكالة «سانا» لفت التقرير إلى أن الاحتلال أعلن مخططاً لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي الفلسطينيين في منطقة السهل الأحمر في بلدة سلوان بالقدس سيتم ربطها بمستوطنة مقامة على أراضي بلدة أبو ديس شرق المدينة، مبيناً أن هذا المخطط سيقطع أي تواصل جغرافي بين القدس والضفة الغربية من الناحية الشرقية.

وذكر التقرير أن المستوطنين بحماية قوات الاحتلال يصعّدون وتيرة اقتحاماتهم للمسجد الأقصى لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيه وتهويده، مبيناً أن الاحتلال يواصل تجريف مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في بلدات الخضر في بيت لحم وسبسطية ووادي الساوية في نابلس ووادي ياسوف في سلفيت لإقامة طريق استيطاني يعزل المدن والبلدات الفلسطينية عن بعضها ويربط بين المستوطنات.

وذكر التقرير أن قوات الاحتلال هدمت ثمانية منازل في بلدات صور باهر وباب الشمس وجبل المكبر وبيت حنينا في القدس المحتلة وسلمت إخطارات بهدم عدة منازل ومنشآت في بلدات سلوان بالقدس ومسافر يطا وسوسيا وبيرين في الخليل، موضحاً أن المستوطنين زادوا وتيرة اعتداءاتهم على الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية مع بداية موسم قطاف الزيتون وأحرقوا وقطعوا مئات الأشجار في بلدات كفر قليل وبورين وجالود وقصرة وعصيرة القبلية في نابلس وبديا وخلة حسان في سلفيت.

إلى ذلك نقلت وكالة «وفا» عن مؤسسة الضمير الفلسطينية لرعاية الأسير وحقوق الإنسان قولها في بيان: إن الاحتلال يعزل 19 أسيراً في معتقل النقب بزنازين انفرادية وسط ظروف شديدة القسوة حيث يعانون من التعذيب النفسي والجسدي فضلاً عن حرمانهم من الزيارة.

وأشارت المؤسسة إلى تدهور الوضع الصحي للأسرى جراء احتجازهم في هذه الظروف محذرة من أن حياتهم في خطر جراء امتناع سلطات الاحتلال عن تقديم العلاج اللازم لهم.

ويواجه نحو 5 آلاف أسير فلسطيني ظروف اعتقال قاسية بينهم 600 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن