سورية

مسؤول أممي سابق: لدراسة ما فات وتحليل ما يصير واستشراف الآتي لتنمية فوائد التكامل العربي وصولاً للوحدة

| الوطن

دعا المنسق السابق للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، علي الزعتري، إلى ضرورة دراسة ما فات وتحليل ما يصير واستشراف الآتي مع خلقِ ترابطٍ بين الباحث والتقني والسياسي، كي نُبْقِي ونُنَمِّي فينا فوائد التكامل العربي الذي قد يقود للوحدة.
وقال الزعتري: «نفوسنا تميلُ للعربية وللعروبةِ في السراء بل حين نغضبُ من عروبتنا في الضراء، غضبنا هو غضبُ الوالد على الولدِ يحملُ خوفاً ورجاءً ولا يحملُ ضغينةً وحقداً. كلنا يريدُ من هذه الصِفةِ العربية التي وُلدنا بها أن تسودنا من محيطٍ لخليجٍ تحت رايةٍ واحدة. لكنها أمنية لا تتحقق، وعلينا أن نكونَ واقعيين بقبول الرايات والصفات واللهجات المختلفة وما تتميز به الأوطان، كُلٌّ فخورٌ بما عنده، وأن نعتبرها أرصدةَ مستقبلٍ لا عواملَ تفرقةٍ. نريدها واحدةً وتأبى إلا أن تكون آحاداً لأن حُلُمَ الوحدة العربية، من فرطِ التكلم عنها ومحاولةِ تحقيقها، تحول بعد فشلها هزلاً وعداوةً، وبالتالي انحفرت في العقول والمشاعر أولوية الفردية الوطنية على وطنيةِ الجماعة»، وذلك وفي مقال نشره موقع «رأي اليوم» الأردني.
وأكد الزعتري الأردني الجنسية «ضرورة دراسة ما فات وتحليل ما يصير واستشراف الآتي مع خلقِ ترابطٍ بين الباحث والتقني والسياسي، هو ما يجبُ أن يحصل لكي نُبْقِي ونُنَمِّي فينا فوائد التكامل العربي الذي قد يقود للوحدة، وإن لم يقد فهو على أقل تقدير قد يحافظ على مكونات التكامل وأملِ انبعاثها مجدداً».
وبين أهمية دورةِ البحث والدرس والربط مع المؤسسات الحكومية، ومع مؤسسات العلم العليا ومنظمات العمل المدني، مشيراً إلى أنها دورةٌ مهمة لا ينبغي أن تتوقف عن التفاعل، وهي دورةٌ برعَ بها الغرب والشرق الذين يُحيلونَ الأحلام لأفكار والأفكار لأعمال والأعمال لبناء الأوطان.
وأوضح الزعتري أن واقع العالم العربي عموماً فقيرٌ فيما يخص التأليف والقراءة والبحثَ والنشرَ، كما بدأت ندرة المنشورات والكتابات الجدية تُفاقمُ من عزل القارئ الجاد.
وأضاف: «بالطبع نسعدُ لتعاون كل مؤسسةٍ بحثيةٍ عربيةٍ مع صنويها ولو لم يكن الحُلُم العربي من أهدافها المباشرة، واقتصر عملها على إحياء هدفها الخاص، لكن علومها الجادة لا بد من أن تُحيي في القارئ هذا الحلم العربي من خلال المعرفة التي تنشرها. ونأسى أسًى شديداً حين تُهَدَّد مؤسسةٌ بوزنِ وعطاءِ «مركز دراسات الوحدة العربية» بالتوقف عن العمل المشرِّف الذي اضطلعت به لسنواتٍ طويلة».
وأشار الزعتري إلى أن «مركز دراسات الوحدة العربية» يمر بأحلكِ الظروف هذه الأشهر حيث يُعاني مثل كل المؤسسات التي مقرها لبنان، الوضع المالي والعملياتي الصعب من انقطاع وتدهور التمويل جراء انهيار أسعار الصرف وارتفاع كلف الكهرباء والمحروقات.
لكن المركز، وفق الزعتري، لا يزال يناضل بالتدبير والتدوير ليبقى منارةَ بحثٍ ونشرِ علمٍ وجسر معارفَ جادةٍ بناءةٍ محايدةٍ إلا من الحلم العربي، مشيراً إلى أن المركز أصدر حتى الآن ما يقرب من ألف كتاب، فضلاً عن أكثر من 487 عدداً من مجلته الشهرية «المستقبل العربي»، وعشرات الأعداد من المجلات الفصلية العلمية المتخصصة، كما نظم عشرات الندوات والمؤتمرات حول قضايا الأمة العربية وعلاقاتها الإقليمية والدولية، وتنطلق أهدافه من العناصر الستة للمشروع النهضوي العربي، وهي: الوحدة العربية، والديمقراطية، والتنمية المستقلة، والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطني والقومي، والتجدد الحضاري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن