رياضة

ديربي أقصى الشرق.. «الصقور الخضر» يستقبلون «التنين» ضمن تصفيات آسيا لمونديال 2022 … إنكلترا والدانمارك على موعد مع التأهل والمغرب والسنغال في الطريق إلى الدور الحاسم

| خالد عرنوس

سيكون عشاق كرة القدم العالمية مع يوم حافل جديد بالمباريات وبالأفراح بداية من الظهر حيث يلتقي كبيرا آسيا وأوقيانوسيا في مواجهة كلاسيكية ضمن الجولة الرابعة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم (قطر 2022)، وانتهاءً بالساعة العاشر في العاصمة البريطانية لندن التي من الممكن أن تقيم أفراحها الخاصة بإعلان وصول منتخب أسودها الثلاثة إلى المونديال رسمياً في حال فوزه على ضيفه المجري، وبين هذه وتلك وبالانتقال شمالاً نجد أن الديناميت الدانماركي يمكنه تفجير الأفراح في بلاده في حال تجاوز ضيفه النمساوي وعندها سيعلن عن حضوره في قطر العام القادم، وبالنزول إلى غرب القارة العجوز نجد أن العاصمة البرتغالية لشبونة ستكون على موعد مع استعادة منتخبها صدارة المجموعة من نظيره الصربي عندما يستقبل اللوكسمبورغي، وفي شرقها يحاول المنتخب الأوكراني ضمان المركز الثاني على الأقل في مجموعته عندما يستقبل نظيره البوسني.

وبالهبوط إلى القارة الإفريقية ستكون الوجهة إلى الدار البيضاء حيث من المنتظر إعلان تأهل أسود الأطلس إلى الدور الفاصل على حساب ضيفه (مضيفه) الغيني عندما يتقابلان في مباراة مؤجلة والتعادل يفي بالغرض لكن الفوز يؤكده بالضرورة، ويتشابه الأمر تماماً مع المنتخب السنغالي الذي يواجه المنتخب الناميبي، وفي عاصمة النيجر نيامي سيكون موعد أبطال إفريقيا الجزائريين مع تأكيد صدارتهم.

فارق زمني لا أكثر

قد يكون المنتخب الألماني أول الواصلين رسمياً إلى مونديال قطر رسمياً حسب التوقيت العالمي للتصفيات، وهذا الأمر لن يقلل من أهمية الحدث الإنكليزي المنتظر بل يتفوق الأسود الثلاثة على المانشافت حينها بأنه ضمن بطاقة النهائيات دون أن يخسر وذلك عندما يستضيف نظيره المجري في ملعب ويمبلي ضمن منافسات المجموعة الثامنة، ويتقدم الفريق بقيادة المدرب ساوثغيت نحو التأهل بثبات حيث لم يخسر سوى نقطتين حتى الآن بالتعادل على أرض بولندا في الجولة السادسة على حين حقق 6 انتصارات منها خمسة بشباك نظيفة وهو شيء يحسب للمدرب الذي بات على أبواب بلوغ ثاني بطولة للمونديال دون هزيمة، فقد استطاع ساوثغيت بلوغ مونديال روسيا دون هزيمة مسجلاً 8 انتصارات وتعادلين ومعه استمر المنتخب الإنكليزي دون هزيمة بالتصفيات العالمية للمباراة 28 حيث تعود الخسارة الأخيرة إلى تصفيات مونديال 2010 وكانت على أرض أوكرانيا على حين خسارته الأخيرة في ملعبه تعود إلى 2001 عندما خسر أمام المانشافت.

التاريخ يقول إن أول منتخب هزم الأسود الثلاثة في ملعبه كان الفريق المجري العظيم عام 1953 في المباراة الشهيرة التي باتت محطة للتأريخ الكروي العالمي، لكن واقع الحال يقول بصعوبة تكرار ذلك الفوز خاصة مع التراجع الرهيب للكرة المجرية التي غابت عن المونديال منذ منتصف الثمانينيات حتى إن الفوز المجري لم يتكرر في إنكلترا في أربع زيارات أخرى منها اثنتان في تصفيات كأس العالم 1982 ويورو 1984، علماً أن المنتخب المجري الذي ظهر في النسختين الأخيرتين لليورو لديه فرصة ضئيلة باحتلال المركز الثاني حيث يحتل المركز الرابع حالياً بفارق 5 نقاط وراء ألبانيا و4 نقاط وراء بولندا.

وفي المجموعة ذاتها يبحث منتخب ألبانيا عن إنجاز تاريخي يتمثل أولاً باحتلال المركز الثاني في إحدى التصفيات الكبرى للمرة الأولى بتاريخه ومن ثم بلوغ الملحق وبالتالي الحلم بالوصول إلى المونديال لكن كل ذلك يتعلق بنتيجته أمام ضيفه البولندي والفارق بينهما نقطة واحدة، ولم يسبق للمنتخب الملقب بالنسور الحمر الفوز على نظيره النسور البيض خلال 7 مواجهات رسمية فتعادل مرتين وخسر خمس مرات آخرها في ذهاب التصفيات الحالية بنتيجة 1/4.

انفجارات دون توقف

وإذا كان المنتخب الإنكليزي مرشح لإعلان تأهله فإن الديناميت الدانماركي سيكون على موعد التأهل الأكثر جدارة في القارة العجوز فهو الوحيد الذي حقق العلامة الكاملة بعد 7 جولات وأكثر من ذلك فقد حافظ على نظافة شباكه خلالها وهو حدث تاريخي، ويحتاج إلى الفوز الثامن لدخول النهائيات عندما يستقبل نظيره النمساوي في ملعب باركن استاديون، ولا يملك الفريق الضيف أي فرصة للحاق بصاحب الأرض لكنه مازال لديه أمل بالوصول إلى المركز الثاني وهو بحاجة إلى الفوز بكل المباريات المتبقية إضافة إلى خسارة المنتخب الاسكتلندي لمباراتين وهو ما يعتبر صعب الحدوث، كان الفريق الدانماركي فاز بنتيجة كبيرة ذهاباً بلغت أربعة أهداف وهو الفوز الثالث في ثلاث مواجهات رسمية جمعت الفريقين تاريخياً.

ويبحث المنتخب الاسكتلندي عن تعزيز موقعه بالمركز الثالث في ظل استحالة اللحاق بالأول وذلك عندما يحل ضيفاً على جزر فارو الذي يحتل المركز الخامس ولم يسبق له أن فاز على الفريق «الكحلي» في 9 مواجهات رسمية سابقة خسر منها سبعاً وآخرها في الذهاب بنتيجة 4/صفر.

الثأر والانتظار

في المجموعة الثانية وفي ظل انشغال اللاروخا الإسباني بخوض نهائي دوري الأمم يحاول المنتخب السويدي استعادة الصدارة عندما يستقبل نظيره اليوناني في مواجهة ثأرية ذلك أن منتخب الفلاسفة صحا على مفاجأة كبيرة بتغلبه على البلاغولت مانحاً الإسبان هدية غالية، ويملك السويدي 12 نقطة مقابل 13 للإسباني وقد لعب الأول مباراة أقل ما يعني أن فوزه بمباراة الليلة سيشعل المنافسة على البطاقة المباشرة عن هذه المجموعة، وبالمقابل فإن فوز اليوناني يعني أنه دخل بقوة على خط المنافسة خاصة إذا ما عرفنا أن المنتخبين سيكون لهما موعد مع اللاروخا في الجولتين الأخيرتين، وسبق للمنتخب اليوناني أن حقق فوزاً ودياً على الأراضي السويدية قبل 18 عاماً علماً أن المواجهة الرسمية الوحيدة بين المنتخبين قبل هذه التصفيات انتهت بفوز السويد 2/1 في نهائيات يورو 2008، يذكر أن المنتخب اليوناني أحد المنتخبات التي لم تخسر بعد بالتصفيات لكن من خمس مباريات فقط.

وفي المجموعة الأولى يتوقع أن تبقى الأوضاع على حالها مؤقتاً ذلك أن المتصدر الصربي ووصيفه البرتغالي يخوضان امتحانين سهلين، فالأول يستقبل نظيره الأذري وسبق له الفوز في آخر 4 مواجهات جمعتهما رسمياً وآخرها في لقاء الذهاب بهدفين لهدف بعد تعادل وخسارة يتيمة للصرب في تصفيات يورو 2004، على حين المنتخب البرتغالي يستقبل اللوكسمبورغي والتاريخ يقول إن البرتغال فازت في 11 مباراة رسمية آخرها في مباراة الذهاب بنتيجة 3/1 مقابل فوز يتيم للوكسمبورغ كان قبل 60 عاماً.

تحليق النسور

في إفريقيا استعاد نسور نيجيريا نغمة الفوز وثأروا لخسارتهم أمام إفريقيا الوسطى وعادوا منها بفوز بهدفين استردوا به صدارة المجموعة الثالثة من جديد برصيد 9 نقاط مقابل 7 نقاط لكاب فيردي (الرأس الأخضر) الذي جدد فوزه على الليبيري بهدف ضمن منافسات الجولة الرابعة، وفي المجموعة الثانية حافظ نسور قرطاج على صدارتهم رغم التعادل السلبي على أرض مرابطي موريتانيا فحافظ التوانسة على نظافة شباكهم للمباراة الرابعة على التوالي رافعين رصيدهم إلى 10 نقاط مقابل 7 نقاط لمنتخب غينيا الاستوائية الذي تعادل مع نظيره الزامبي بهدف لمثله.

وعزز منتخب مالي صدارته للمجموعة الخامسة بفوزه على نظيره الكيني بهدف رافعاً رصيده إلى 10 نقاط مقابل 8 نقاط للأوغندي الفائز على رواندا بهدف، علماً أنه سبق له الفوز بالنتيجة ذاتها قبل أيام والطريف أن منتخبي مالي وأوغندا مازالت شباكهما عذراء في التصفيات، وفي المجموعة العاشرة انتزع منتخب تنزانيا الصدارة من بنين بفوزه عليه في ملعبه بهدف فأصبح رصيد كل منهما 7 نقاط ويتقدم التنزاني بفارق الأهداف.

مواجهتا حسم

في المجموعة التاسعة يلتقي منتخبا المغرب وغينيا في القمة المؤجلة من الجولة الثانية وقد ألغيت حينها بسبب الأحداث السياسية في غينيا فانتقلت إلى الدار البيضاء حيث يسعى أسود الأطلس لحسم بطاقة التأهل إلى الدور الفاصل ويملك صاحب الأرض 9 نقاط مقابل 3 نقاط لضيفه و4 نقاط لغينيا بيساو أي أن تعادل الأخير مع السوداني سيجعل الفوز المغربي كافياً لإنهاء الأمور عملياً، يذكر أن المنتخب المغربي خسر مرة واحدة خلال 7 مواجهات رسمية أمام غينيا وذلك في نهائيات إفريقيا 2008 مقابل فوزين و4 تعادلات.

الأمر ذاته يبحث عنه منتخب السنغال (أسود التيرانغا) وصيف بطل إفريقيا في المجموعة الثامنة عندما ينزل بضيافة ناميبيا الوصيف والذي يتأخر بخمس نقاط كاملة عن ضيفه ما يعني أن الفوز سيكون كافياً رسمياً لتأهل رفاق ساديو ماني.

قمة شرقية

يعتبر منتخبا اليابان زعيم القارة الصفراء والضيف الثقيل الأسترالي سفيرين دائمين عن آسيا في العرس العالمي، ومنذ قدوم الكنغارو لمزاحمة الآسيويين في بطولاتهم أصبح رقماً صعباً في مواجهة فرق القارة بل توج بكأسها عام 2015 بعد خسارته النهائي 2011 أمام اليابان بالذات، وبالتالي فالساموراي والكنغارو مرشحان لبلوغ نهائيات قطر رغم تراجع الأول بخسارته مرتين على حين نجح الثاني بحصد 9 نقاط كاملة حتى الآن، وعليه فإن المنتخب الياباني مطالب اليوم بالفوز ولاشيء غيره حتى لا تتعقد أموره أكثر في ظل مزاحمة المنتخب السعودي الشقيق والتنين الصيني اللذين يلتقيان الليلة في جدة، ويتعادل الصقور الخصر بالصدارة مع الأستراليين ويتأخرون بفارق الأهداف، في حين التنين الصيني يملك ثلاث نقاط، ولم تعرف أستراليا الفوز على الأراضي اليابانية من قبل وخسرت المواجهة الأخيرة صفر/2 في تصفيات 2018، في حين عرف الصيني الفوز مرة واحدة في الرياض قبل 40 عاماً وقد خسر بالزيارة الأخيرة عام 2013 ضمن تصفيات كأس آسيا بنتيجة 1/2.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن