عربي ودولي

وجود جماعات إرهابية في كردستان العراق لم نعد نتحمله وسنرد أينما اقتضى الأمر … طهران: لا نساوم على أمننا ومفاوضات الاتفاق النووي ستدور حول المسائل الفنية فقط

| وكالات

سلط الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الضوء على آخر المستجدات على صعيد علاقات بلاده مع العراق والسعودية وأفغانستان وأذربيجان، إضافة إلى آفاق استئناف المفاوضات النووية في فيينا.
وفيما يخص المفاوضات حول الاتفاق النووي، أكد زاده أنها ستستأنف وستديرها من جانب إيران وزارة الخارجية، مشيراً إلى أن طهران تقوم بدراسة الجولات السابقة بصورة مكثفة جداً.
وقال إنه يتعين على جميع الأطراف «تقديم الضمانات» لإيران بأن أياً منها لن ينقض تعهداته تجاه إيران.
وأضاف إنه «في الأيام القادمة سنشهد تكثيف العلاقات الدبلوماسية حول الاتفاق النووي»، مشدداً على أن «المفاوضات تأتي فقط لإحياء الاتفاق النووي وستدور حول المسائل الفنية ولا حديث عن أي وثيقة جديدة أو إضافة نص جديد للاتفاق».
وفيما يتعلق بالعراق، قال زاده: «بلغنا أصدقاءنا في الحكومة العراقية وسلطات إقليم كردستان العراق بأن وجود مقار لجماعات إرهابية تنشط ضد إيران لا تتطابق مع علاقات حسن الجوار»، محذراً من أن «وجود الجماعات الإرهابية في الإقليم لم نعد نتحمله وسوف نرد أينما اقتضى الأمر».
وأشار المتحدث إلى أن «علاقاتنا مع العراق علاقات ممتازة ولاسيما على الصعيد الاقتصادي»، مضيفاً إنه «ربما أهم مشكلة نواجهها هي عدم دفع مستحقاتنا من الطرف العراقي وهذا ما نركز عليه».
وحسبما ذكرت وكالة «فارس»، وصف زاده الانتخابات البرلمانية التي انتهت في العراق أول من أمس الأحد بأنها «استمرار للمسيرة الديمقراطية» هناك، معرباً عن ترحيب طهران بنجاح العملية الانتخابية.
وقال خطيب زاده: إن «اتفاقاتنا مع السعودية تنص على عدم الإفصاح عن تفاصيل المفاوضات.. عقدت أربع جولات من المفاوضات بين البلدين والاتصالات مستمرة ونركز على العلاقات الثنائية والإقليمية وعلى وجه الخصوص أمور الخليج»، كما تشمل موضوع الحج.
وجدد المتحدث دعوة السعودية «لوقف الحرب على اليمن والمأساة الإنسانية هناك».
واعتبر أن «بغداد استضافت مفاوضاتنا مع السعودية بشكل جيد ولا حاجة لتغيير مكان المفاوضات»، مشيراً إلى أن «الحوار بيننا دخل مراحل جادة».
وفي الشأن الأفغاني، قال خطيب زاده «لدينا علاقات شعبية وتجارية مع أفغانستان.. ونحن على اتصال بجميع الأطراف في أفغانستان ومن المبكر الحديث عن الاعتراف بأي حكومة أفغانية».
وشدد على أن «الطريق الوحيد لاستتباب الأمن في أفغانستان يأتي من خلال تشكيل حكومة شاملة»، وأن إيران تؤكد «حق جميع الأطياف في أفغانستان بحياة كريمة ومن ضمنهم الجالية الشيعية».
وذكر أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار الأفغاني في طهران وبحضور روسي، مضيفاً إن إيران سترد قريباً على دعوة وجهتها روسيا لها للمشاركة في اجتماع بخصوص أفغانستان في موسكو.
أما بخصوص التوترات الأخيرة على خط العلاقة مع باكو، أكد زاده أن بلاده لديها علاقات «طبيعية» مع أذربيجان وأنها تحاول تسوية أي خلافات عبر الحوار، لكنها «لن تتحمل أي وجود إسرائيلي قرب حدودها».
وقال خطيب زاده: «علاقاتنا مع أذربيجان علاقات طبيعية وأعربنا عن قلقنا تجاه بعض الأمور ونحاول معالجة القضايا من خلال الحوار».
وأضاف: «لم نغلق مجالنا الجوي وحدودنا البرية أمام أذربيجان وندعو للابتعاد عن التصريحات التي تضر بالعلاقات»، مؤكداً أيضاً أن طهران لم تطرح استبدال الطرق التجارية التي تعتمدها لكن «المشكلات التي واجهناها في نقلنا التجاري عبر أذربيجان دفعنا للتفاوض مع أرمينيا حول الموضوع لكن ليس على حساب أي طرف آخر».
وتابع: «لا ننظر بإيجابية للمناورات العديدة التي تجريها بعض الدول في المنطقة، نحن بلغنا دول الجوار ولا سيما أذربيجان قبل إجراء مناوراتنا، ومن المفترض أن تفعل جميع الدول هكذا أيضاً».
وأضاف: «لا نساوم بشأن أمننا.. إسرائيل أينما ذهبت جلبت معها انعدام الأمن، وبلغنا باكو بذلك ورسالتنا واضحة: لا نتحمل أي وجود إسرائيلي قرب حدودنا».
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن «اتصالاتنا مع أذربيجان مستمرة على مختلف الصعد، وزيارة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى أذربيجان من الممكن أن تتم لو اقتضى الأمر».
وتشهد العلاقات بين أذربيجان وإيران منذ أيام توتراً ملموساً بدأ بفرض الحكومة في باكو تعريفات مشددة على الشاحنات التي تنقل الوقود الإيراني إلى مدينة ستيبانكيرت، عاصمة جمهورية قره باغ المعلنة من جانب واحد والمدعومة من أرمينيا.
كما انتقدت باكو تنفيذ طهران مناورات عسكرية قرب حدودها، بينما وجهت إيران تحذيرات لأذربيجان من مغبة «جر إسرائيل إلى المنطقة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن