على خلفية خسائره المتلاحقة في أعداد جنوده داخل المناطق المحتلة … النظام التركي يطلق يد ميليشياته شمال حلب
| حلب - خالد زنكلو
أطلق النظام التركي العنان لميليشياته التي يمولها في المناطق التي يحتلها بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي لتعيث فساداً وخراباً، على خلفية مقتل ٤ من جنوده في منطقتي اعزاز والباب خلال ٤ أيام، ومن المتوقع اتساع رقعة التصعيد والمواجهات مع «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الكردية الانفصالية في تلك المناطق.
مصادر ميدانية في «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية والذراع العسكري لـ«قسد» قالت لـ«الوطن»: إن خسائر جيش الاحتلال التركي بلغت ٤ قتلى وأكثر من ١٥ جريحاً في صفوف جنوده منذ الثلاثاء الماضي، حيث لقي جندي تركي مصرعه لدى استهداف وحدات الحماية القاعدة العسكرية التركية في منطقة الطويس قرب مارع التي تتبع لمنطقة الباب شمالي حلب في ٧ الشهر الجاري، وذلك بعد مقتل اثنين من جنود جيش الاحتلال التركي داخل قاعدة تنتشر فيها قواتهم بالقرب من مدينة الباب، من مقرات «حماية الشعب» المتمركزة في منبج في ١٠ الشهر الماضي.
وأضافت المصادر: «تمكنت «قوات تحرير عفرين»، التي تشكلت في ٢١ تشرين ٢٠١٩ بهدف إنهاء الاحتلال التركي لمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي، من قتل ٣ جنود أتراك من قوات المهام الخاصة في ١٠ الشهر الحالي خلال استهداف سيارة لجيش الاحتلال التركي على طريق بلدة صندف بالقرب من مدينة مارع شمالي حلب، وهو الاستهداف الرابع من القوات لجيش الاحتلال خلال أقل من شهرين والسادس في غضون أربعة أشهر.
في الغضون، نفذ جيش الاحتلال التركي سلسلة عمليات قصف طالت مواقع تمركز «حماية الشعب» في المناطق التي يحتلها ويسميها «غصن الزيتون» بعفرين شمال حلب و«درع الفرات» بريف المحافظة الشمالي الشرقي.
إلى ذلك، أطلق النظام التركي يد ميليشياته التابعة له في مناطق احتلاله لتطلق وابلاً من الصواريخ وقذائف المدفعية باتجاه القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس شمال وشمال شرق حلب، ما أدى إلى سقوط إصابات في صفوف الأهالي، وأوضح شهود العيان أن أكثر من ٧٠ قذيفة سقطت فوق بلدتي علقمية ومرعناز التابعتين لناحية شران جنوب عفرين أول من أمس، إثر مقتل جنديين تركيين في اليوم السابق قرب مارع، ما تسبب بجرح ٣ مدنيين إصابة أحدهم خطرة.
كما أوعز جيش الاحتلال التركي لميليشياته، وفي رد فعل انتقامي، بنصب حواجز تفتيش على تخوم حقول الزيتون في منطقة عفرين لمنع الأهالي من قطاف الزيتون، كما فعلت ميليشيات «فرقة سليمان شاه» الملقبة بـ«العمشات» لدى منع حواجزها من إدخال المدنيين إلى كروم الزيتون لقطافها في منطقة شيخ الحديد بذريعة فرض إجراءات للحد من انتشار «كورونا»، وهو ما فعلته ميليشيات «صقور الشمال»، التابعة لما يسمى «الجيش الوطني» في قرية قزلباش لناحية بلبل التابعة لعفرين.
بموازاة ذلك، غض جيش الاحتلال التركي الطرف عن عمليات التنقيب على الآثار التي يقوم بها بشكل علني متزعمو الميليشيات التي يمولها والمنضوية ضمن «الجيش الوطني»، وخصوصاً داخل حرم المواقع الأثرية في منطقة عفرين، كنوع من العقاب الجماعي للأهالي ولزيادة ثروة متزعميه غير الشرعية، في انتهاك واضح للمواثيق والأعراف الدولية.