ثقافة وفن

فرقة الغناء والرقص الروسيّة العسكريّة في قصر العظم … وزيرة الثقافة لـ«الوطـن»: الحفل رسالة محبة سلام وصداقة عميقة بين الشعبين

| سوسن صيداوي - ت: طارق السعدوني

البشرية قادرة على التواصل مع الآخر طالما أن الموسيقا والغناء والرقص هما وسيلة اللقاء وغايته، فهذه الأمور لا تحتاج ترجماناً ليشرح عنها في اللغة، بل يكفي أن تجلس وتسترخي وتذهب في رحلة العرض المقدم لك. وهذا ما حصل مع الحضور الذي اجتمع في قصر العظم بدمشق ليشاهد العرض الذي قدمته فرقة الغناء والرقص الروسية العسكرية، في برنامج تنوع ما بين العزف واللوحات الغنائية الراقصة، مستمراً لمدة ساعة ونصف، لم يشعر الجمهور خلالها بالملل، بل بقي مشدوداً حتى اللحظة الأخيرة، وخصوصاً بأن قصر العظم أضفى لذّة ساحرة، بجماليته القادرة على احتوء هكذا نوع من العروض. هذا الحفل جاء برعاية وزارة الثقافة ووزارة السياحة وبالتنسيق مع المركز الثقافي الروسي بدمشق.

الإطار متناغم

حضرت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح الحفل، وعبّرت عن سعادتها بهكذا نشاط، فيه الكثير من الثقافة الروسية الموسيقية والغنائية، وفيه أيضاً من الحيوية والنشاط عبّر عنها الراقصون، لتضيف في تصريحها الخاص بـ«الوطـن»: «هذه الفرق الروسية تقدم عروضا شعبية وعسكرية الوقت ذاته، إذ تغني الأغاني الوطنية وأيضاً تبدع بالأغاني الشعبية الحماسية إضافة إلى عروضها الراقصة.

وخلال الحفل أخبرني مدير المركز الثقافي الروسي، بأن هذه الفرقة تحديداً -وهي من سان بطرسبرغ- هي أفضل فرقة عسكرية في روسيا، لأن أعضاءها يتبارون ويتنافسون فيما بينهم، حتى يرتقوا بمستواهم دائماً نحو الأفضل. سُعدت جداً بمشاهدة العرض، وباللوحات المتنوعة التي قدمتها الفرقة، سواء بالموسيقا والغناء والعزف والرقص. كما وأفرحتني لهفة الجمهور الذي أتى ليشاهد العرض». وعن خصوصية قصر العظم في احتوائه لهكذا عروض وإضافته رونقه الخاص في الحضور التراثيّ الجماليّ الباذخ، أضافت د. مشوح» هذه رسالة محبة، رسالة سلام، رسالة صداقة عميقة جداً من الشعب الروسي إلى الشعب السوري. وهذا الحفل تم في أجمل مكان يمكن أن تُعرض فيه هذه النوعية من العروض، وأحب أن أشير إلى نقطة مهمة، دائماً كنت أطالب بأن تقام الفعاليات والحفلات في دار الأسد للثقافة، وكانت تأتي إجابتي للطلبات، بأن الدار تحتوي أنواعاً خاصة من العروض وتتطلب فرقاً كبيرة جداً حتى يمتلئ المسرح الكبير بها، سواء أكانت بالغناء أو العزف أو الرقص. في حين العروض الصغيرة يمكن إقامتها في مسارح أصغر، ومن حينها أصبحوا يطالبون بالعرض هنا على خشبة قصر العظم، وأخيراً أنا أرى أنه لا يمكن أن يكون هناك إطار تاريخي جمالي شعبي تراثي أجمل من هذا الإطار، لعرض مثل هذا النوع من الفرق».

من روسيا إلى دمشق

من جانبه حدثنا مدير المركز الثقافي الروسي نيكولاي سوخوف، بأن التنسيق لهذا الحفل استغرق يومين فقط، وفرقة الغناء والرقص الروسية العسكرية كانت قدمت عروضاً في طرطوس وحماة ومدن أخرى، ولقاؤها الجميل مع الشعب السوري، دفعها للتنسيق ليقام هذا الحفل في دمشق على خشبة قصر العظم التراثي العريق. وفي تصريحه الخاص بـ«الوطـن» تابع: «هذه الفرقة هي من أحسن الفرق العسكرية الروسية، والتي هي في بلدنا كثيرة، فلكل منطقة عسكرية فرقتها الخاصة، والفرقة تحتوي نحو خمسة عشر فرداً، متنوعي الأداء، فمنهم المغنون، والراقصون والعازفون، وبعد أن أقامت الفرقة عدة عروض في مدن مختلفة في سورية، قررت أن تقابل الحضور الدمشقي في عرض تمّ هنا في قصر العظم، إذ قدموا لوحات متنوعة ما بين الرقصات والغناء والعزف والتي هي من صُلب الحياة الشعبية الروسية.

مدة العرض نحو الساعة والنصف ويعكس مختلف الثقافات الروسية. وأخيراً اخترنا قصر العظم، لعراقته وطابعه الثقافي والذي يناسب العرض، وخصوصاً بأن الفرقة كانت جرّبت خشبته سابقاً ووجدتها مناسبة، فأحبت الصعود عليها من جديد وبأن يعيدوا الكرة من خلال هذا العرض».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن