مرفأ طرطوس..
محمد حسين
من المؤكد أن إعادة إحياء فكرة توسيع مرفأ طرطوس التي هللنا لها ورحبنا بها كخطوة في الإطار الصحيح ولكن السؤال المهم: لماذا نقضي كل هذا الوقت في الدراسات تارة شمالاً وتارة غرباً داخل البحر؟!
ولماذا يتم حالياً إحياء فكرة التوسع شمالاً التي تم رفضها سابقاً ولماذا تم استبعاد التوسع غرباً وهل حقاً سبب الاستبعاد هو الكلفة الباهظة لهذه العملية أم هناك أسباباً أخرى غير معلنة!!
قد تكون إعادة إحياء فكرة التوسع الآن تعكس إيجابية التفكير لدى من يقف خلفها ولكن لا يبدو أنها ضاغطة حيث تتحول إلى أفعال قريباً ولا شيء يمنع بهذه المقدسات الخجولة للفكرة من أن تنام مجدداً وبعد فترة تتم إعادة إحيائها.. وطرحها للتداول الإعلامي مجدداً وهكذا يمضي الوقت المهدور.
والسؤال الملح الآن ونحن نمر بأزمة طاحنة والعقوبات الاقتصادية الظالمة طالت حركتنا الاقتصادية والمرفأ كغيره تأثر بها مرحلياً فتدنت عدد البواخر التي تؤمه في ظل هذه الظروف هل من المناسب التفكير بإعادة إحياء فكرة التوسعة أم هو مجرد «بطر» تفكيري في وقت الراحة؟!! بالمطلق الجواب هو (لا) وأتمنى أن يكون كذلك لأن أي تفكير اقتصادي يتجاوز الراهن إلى المستقبل القريب والبعيد الذي يصل إلى الخمسين سنة القادمة وبالتأكيد حينها ستكون بحاجة لمرافئ حديثة ومتطورة وقد تكون بحاجة لمرافئ جديدة ولذلك وما دمنا في وقت إحياء الأفكار «ع البارد» أتمنى على الجميع إحياء فكرة المرفأ الجديد جنوب طرطوس التي تم إخراجها من التداول وخاصة إذا عرفنا أن تكلفة توسعة المرفأ قد توازي تكلفة إحداث المرفأ الجديد إذا لم تكن أقل وخاصة إذا ما تم تنفيذه بطريقة الـBOT.. لأن الوقت الذي قضيناه في التفكير طويل أتمنى ألا نصل إلى مرحلة إعادة الإعمار ونحن نفكر فيما ستفعله «ع الحامي.. وقت الشغل».