رياضة

بعيداً عن الخطاب العاطفي

| غانم محمد

أقيلوا المحروس… حاسبوا رأفت… اعدموا اتحاد كرة القدم.. إلخ، هي عناوين تحصد آلاف (اللايكات)، ولسنا ضدّها من حيث المضمون، لكننا ضدها من حيث شكل الطرح، ومن حيث الاستجابة السلبية لها، والمتمثلة بسيل من السباب والشتيمة..

ضمنياً، قد ألتقي مع هذه الطروحات، ولكن العقل يفرض لغة مختلفة في مناقشة هذه التفاصيل، بحيث لا نسيء للأشخاص كأشخاص، ولا ننسى مصلحة المنتخبات الوطنية، التي تعيش حالة زحمة من الاستحقاقات المهمة، ويجب أن نراعي ذلك..

أنا مع الصدمة في كل منتخباتنا الوطنية، حتى تلك التي لم تقلع بعد، ولكن من حقنا كمتابعين أن نقرأ مع أي قرار موجبات اتخاذه، والآمال المرجوة منه، وأن نعالج بالأساس أسباب الفشل أو التعثّر..

المنتخبان، الأول والأولمبي، لم يحققا المراد، ولم يقتربا منه، والمطالبات بتغيير المدربين (نزار محروس ورأفت محمد) لها ما يبررها، واستمرارهما يجب أن يكون مبرراً من اتحاد كرة القدم، لا أن تصدر دعوة جديدة للمنتخب الأولمبي ويتقدمها اسم المدرب رأفت محمد دون أي اعتبار لحالة الغضب العارمة التي أصابت جمهور كرتنا بسبب مشاركة الأولمبي في بطولة غرب آسيا، والصورة السيئة جداً التي ظهر بها أولمبيونا على الرغم من امتلاكه أسماء جيدة جداً من اللاعبين..

القصة ينقصها (الاحترام) للجمهور الذي يتلف أعصابه في المتابعة ولا يحصد سوى الخيبة، وكان أولى بمن اتخذ هذا القرار أن يعتذر على الأقل من الجمهور على سوء النتائج وأن يطلب موافقة هذا الجمهور على منح المدرب رأفت محمد فرصة جديدة، وأن يطلب مؤازرة الجمهور له، وإن أخفق في تصفيات آسيا تحت 23 عاماً يتعهد اتحاد الكرة بأنه يشطب اسمه من حساباته المستقبلية نهائياً..

المشكلة أن الجمهور هو آخر همّ اتحاد الكرة دائماً، والمحاسبة ستبقى حلماً لهذا الجمهور بحق من يتلاعب بأعصابه وبأحلامه، ومن الطبيعي، ما دامت المحاسبة غائبة، ألا يفكّر المدربون كثيراً بالنتائج، فالمهم أنه سيضيف على الـ(سي في) الخاص به أنه درب منتخب سورية من كذا إلى كذا ولن يذكر النتائج!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن