اقتصاد

الأسواق التجارية تتحول إلى رصيف مشاة للفرجة … جمعية حماية المستهلك: وزير التموين وعدنا بتخفيض الأسعار ولم نلمس ذلك.. وسنقدم تقريراً عن الأسواق للوزير

| طلال ماضي

تحولت الأسواق التجارية إلى رصيف مشاة للفرجة، وخاصة خلال عطلة عيد المولد النبوي والجو الخريفي المعتدل، حيث جميع أسواق العاصمة تعج بالمتسوقين وبالرغم من ظروف كورونا إلا أن هذه الحركة بلا بركة، وأصحاب المحلات نفذوا تعليمات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بنشر الأسعار على واجهة المحلات، وينتظرون دخول الزبائن، المصدومين من هذه الأصفار والأسعار المرتفعة.

وبرفقة عائلته يتسوق زياد عبد الحي ويقول لـ«الوطن»: الأسعار مرتفعة جداً نبحث عن بعض قطع الألبسة للأولاد لكن على ما يبدو سنعود من دون شراء لأن المبلغ المرصود لا يكفي لشراء قطعة واحدة، ولا يمكن لأصحاب الدخل المحدود شراء الكسوة لأطفالهم.

وأضاف عبد الحي أنا وزوجتي موظفون بالدولة وبيتنا ملك ولدي ثلاثة أطفال ولا يكفيني راتبي ثمن أبسط الأشياء، وخلال هذا المشوار في السوق يطلبون شراء بعض قطع الحلوى واكتفيت بشراء كيس ملبس صغير بقيمة ألف ليرة.

وحتى الأكلات الطيبة للأطفال أصبحت خارج القدرة الشرائية للعائلات حيث يباع كيس غزل البنات بألفي ليرة، وكيس الملبس بألف ليرة، ووقية القضامة بـ3500 ليرة، ووقية المرش بـ4 آلاف ليرة، ووقية سمارتي 2500، ووقية الشوكولا 4000 ليرة، ووقية لوز نسكافيه بـ6 آلاف ليرة، وأصبح بعض الباعة يبيعون بالحبة، ويجمعون كل 3 حبات في كيس صغير، وهذا ما يزيد من التكلفة على المستهلك صحيح يلبي رغبة الأطفال لكنه مكلف أكثر.

السيدة الخمسينية المتقاعدة أم جوني اصطحبت أحفادها الاثنين إلى الأسواق لزرع الفرحة في نفوسهم، وشراء بعض الأكلات الطيبة لهم، وقالت: إن ارتفاع الأسعار وصل إلى حد لا يطاق.. اشتريت 2 كرواسان و2 عرنوس ووقية ملبس بقيمة 10 آلاف ليرة فكيف لو نويت أن أشتري لهم قطعة لباس، الأسعار غير مناسبة أبداً راتبي 70 ألف ليرة لا يكفي لشراء حاجتي من الأدوية المزمنة.

ولم تلفت العروض الكثيرة للمحال التجارية وحسوماتها وعروض تكسير الأسعار على واجهات التجار انتباه المستهلكين كل هذه المحاولات باءت بالفشل كما يرى صاحب محل ألبسة جميع العروض والتنزيلات بلا نتيجة، لأن الزبون مفلس ووجهته دائماً تأمين القوت والمواد الغذائية التي لا بد منها لعائلته.

جنون الأسعار بشكل يومي لا يشجع التجار على البيع كما يرى التاجر إسماعيل خير الله، ويقول: القطعة التي أبيعها اليوم غير قادر على شراء البديل عنها غداً لكون الأسعار في تبدل مستمر وأحياناً الفاتورة تتبدل مرتين في اليوم.

أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزه قال: وعدنا وزير التموين بانخفاض الأسعار لكن لم نلمس إلا انخفاضاً جزئياً بمادة السكر والمواد الأساسية مرتفعة جداً، وهناك فجوة كبيرة بين دخل المواطن والأسعار، والإقبال الكبير على الأسواق اليوم بمناسبة عيد المولد النبوي حيث هناك طلب على الملبس وسعر أدنى كيلو 25 ألف ليرة وهو أعلى من مستوى دخل أصحاب الدخل المحدود وغابت طقوس ضيافة الملبس في هذا العيد.

وأضاف حبزه: نحن كجمعية قمنا برصد لواقع الأسعار في الأسواق وسنقدم تقريرنا للوزارة ولمسنا الفجوة الكبيرة جداً بين الأسعار في الأسواق ودخل المواطن وهي لم تغلق بشكل نهائي ومن الصعب إغلاقها أمام ارتفاع تكاليف الإنتاج، ونحن نطالب بتخفيف هذه الفجوة لكون ارتفاع الأسعار طال جميع المواد ولا أحد من التجار يلتزم بتسعيرة التموين، والناس تتفرج على الأسعار وتعود إلى منزلها، ومن يود الشراء أصبح يشتري بالربع وقية والحبة، داعياً إلى معالجة داخلية لهذا الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن