عربي ودولي

الأسير مقداد القواسمي المضرب عن الطعام في خطر ومطالبات بالإفراج عنه … دفعة جديدة تنضم الثلاثاء.. و«الجهاد الإسلامي»: إجراءات الاحتلال لن تنال من عزيمة الأسرى الفلسطينيين

| وكالات

أعلنت الحركة الأسيرة الفلسطينية بكل فصائلها، أن دفعة من الأسرى ستدخل في الإضراب عن الطعام، يوم الثلاثاء المقبل، دعماً لأسرى حركة الجهاد الإسلامي، في إضرابهم، المستمر منذ أيام، رفضاً للهجمة التي تشنها إدارة سجون الاحتلال عليهم، على حين قالت حركة «الجهاد الإسلامي» إنها تتابع الموضع بقلق، مؤكدة أن ثقتها بالأسرى كبيرة.
وتابعت الحركة، في رسالة من داخل سجون الاحتلال، إن عدداً من الأسرى سيخوضون إضراباً عن الماء، وستبدأ خطوات «تكتيكية» تصعيدية، في حال لم توافق إدارة سجون الاحتلال على مطالب الأسرى.
وناشدت الجماهير الفلسطينية «بتصعيد حملتها التضامنية مع الأسرى خصوصاً المضربين منهم والمعزولين».
وأشارت إلى أن إدارة سجون الاحتلال فرضت عقوبات قاسية على أسرى حركة الجهاد الإسلامي، منذ شهر أيلول الماضي، بعد نجاح ستة أسرى بانتزاع حريتهم من سجن «جلبوع»، بينها نقل عدد منهم إلى العزل الانفرادي، واقتحام غرف أسرى الحركة والاعتداء عليهم، بعد قرار الاحتلال تفكيك تنظيم الجهاد في السجون، وفرض غرامات باهظة عليهم وصل مجموعها إلى ما يقارب مليون شيكل إسرائيلي.
وأضافت إن الأسير محمد خالد العامودي، أعلن الإضراب عن الماء أيضاً، وهو محتجز في عيادة سجن «رامون» حالياً.
وأكدت أن «الأسرى لن يقبلوا الذل والمهانة، وسيبقون يدافعون عن الأقصى والقدس، وكل شبر من فلسطين»، وقالت: «ليعلم المحتل أننا ذاهبون حتى النهاية لإنهاء هذه الهجمة ضدنا، لم ولن نركع وسننتصر بإذن الله».
وجددت دعوتها للإسناد الشعبي لخطواتها، وقالت في رسالة للشعب الفلسطيني: «يا جماهير شعبنا نحن بحاجة لدعمكم وإسنادكم، نحن بحاجة لإسنادنا من المؤسسات الإعلامية، لتغطية ما يحدث من جرائم بحقنا».
على خط مواز، أوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد شلح، أن «إجراءات الاحتلال لن تنال من عزيمة الأسرى، لأنهم هم من نالوا من الاحتلال»، مشيراً إلى أن «الإضراب الآن خاص بأسرى الجهاد الإسلامي، وسيتدحرج في الأيام المقبلة ليشمل أسرى الحركات الأخرى».
وأكد القيادي في الجهاد أن «أبناء شعبنا يصطفون إلى جانب الأسرى من خلال نصرتهم في الضفة وغزة، وخصوصاً بعد تهديدات الأمين العام زياد النخالة».
بدوره، أكد القيادي في حركة الجهاد داوود شهاب، أن «نصرة الأسرى والعمل على تحريرهم هما من أوجب الواجبات لدى شعبنا»، مشدداً على «أهمية توحيد الصف الفلسطيني للعمل على نصرتهم وإطلاق سراحهم».
وخلال خطاب له أمام لجنة الأسرى للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية أمام مقر الصليب الأحمر غرب مدينة غزة، قال شهاب إن «نصرة الأسرى واجب على كل مسلم وحر».
وشدّد على أهمية أن ينصر شعبنا المظلومين، مضيفاً إن «أيّ مظلومين أشد ظلماً ممّا يتعرّض له الأسرى في سجون الاحتلال، إذ يتعرّضون لأشد العذاب وأبشع الابتزازات، ويُساوَمون على كل شيء، على إنسانيتهم».
وتساءل شهاب «أين العالم الحر حين يستصرخ الأسرى ضمائرهم؟ لكن للأسف تُصمّ الآذان وتُغمض الأعين عن نصرة قضيتهم ممّن يدعون أنهم يحمون حقوق الإنسان أو ينادون بحقوقهم. أين هؤلاء من قضية الأسرى»؟
وتابع: «ليس للأسرى المظلومين في مواجهة الظلم بعد طلب المدد والعون من اللـه إلا نحن إخوانهم بنو جلدتهم أبناء شعبهم»، مضيفاً إن «أسرانا هم أحياء في القبور. أي ظلم أشد من هذا الظلم؟ أي ظلم يوجب النصرة والمساندة أكثر من هذا الظلم؟ لذا فإن الإسلام شرّع القتال دفاعاً عن المظلومين والمستضعفين».
إلى ذلك، دخل الأسير الفلسطيني مقداد القواسمي يومه الـ87 في إضرابه عن الطعام، إكمالاً لخوضه معركة الأمعاء الخاوية رفضاً للاعتقال الإداري المفروض عليه من الاحتلال من دون تهمة.
الوضع الصحي للقواسمي تدهور بشكل سريع خلال الأيام الأخيرة، إذ يعاني نقصاناً حاداً في الوزن وانخفاض معدّل نبضات القلب، وضيقاً في التنفس وآلاماً حادة في كل أنحاء جسده، ولا يكاد يقوى على الوقوف، ويعاني عدم وضوح في الرؤية وآلاماً في الأمعاء والرأس والبطن، حسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
ووفق والده عمر القواسمي، فإن نجله يعيش حالة صحية خطرة، وبدأ يفقد جزءاً من ذاكرته أيضاً، لكنّه مصرّ على مواصلة إضرابه عن الطعام رغم ذلك، حتى الإفراج عنه.
أمّا والدته إيمان بدر، فأكدت لـ«الميادين» أن ابنها «مستمر في إضرابه حتى الحرية، رغم كل أوجاعه»، موضحةً أن «وضع الأسير الصحي يسوء بشكل متواصل، وأصبح في حالة ضعف شديد».
وشدّدت بدر على أن «سلطات الاحتلال تسعى للتنصّل من المسؤولية عن حياته عبر تحميلنا إياها»، لكنّ «الأسير مستمر في معركته، ويمتلك إرادة قوية، وهو مصمّم على انتزاع حقوقه»، مضيفةً للميادين إن «أهلنا في الداخل يقدّمون الدعم والمساندة للأسير في معركته».
ويقبع القواسمي في غرفة في مستشفى «كبلان»، يرافقه 3 سجانين يتعمّدون تناول الطعام أمامه، كما أنه مقيّد في السرير من يده اليمنى وقدمه اليسرى طوال الوقت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن