سورية

سوسان لـ«الوطن»: جريمة دنيئة وجبانة تمثل إرهاب الدولة.. والجولان سيبقى قضية حية بقلوب كل السوريين … استشهاد المناضل مدحت الصالح في عين التينة برصاص الاحتلال الغادر

| دمشق - موفق محمد - القنيطرة – خالد الخالد

استشهد مدير مكتب شؤون الجولان المحتل في رئاسة مجلس الوزراء، المناضل مدحت الصالح، أمس، بعد أن طالته يد العدو الصهيوني الغادر واستهدفته بالرصاص أثناء عودته إلى منزله في موقع عين التينة مقابل مسقط رأسه بلدة مجدل شمس المحتلة، الأمر الذي ندد به معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان في تصريح خاص لـ«الوطن»، واعتبره جريمة دنيئة وخسيسة وجبانة تمثل إرهاب الدولة الذي ينتهجه الكيان الصهيوني منذ أن استوطن في هذه المنطقة، مشدداً على أن الجولان سيبقى قضية حية بقلوب كل السوريين ولن يستطيع العدو الغاصب أن ينتزع هذه البقعة من قلوبهم وسيعود إلى كنف الوطن الأم سورية عاجلاً أم آجلاً.
ونعت رئاسة مجلس الوزراء الشهيد الصالح، وأعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذا العمل الإجرامي الجبان، مؤكدة أنه ليس غريباً على الاحتلال الإسرائيلي المجرم اغتيال الأحرار والمناضلين من أبناء سورية والأمة العربية، وأن هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد الشعب السوري إلا تصميماً وإصراراً على الاستمرار في مقاومة المحتل حتى تحرير كامل الجولان السوري المحتل.
وتقدمت رئاسة مجلس الوزراء بأحر التعازي وأصدق المواساة لأبناء شعبنا ولعائلة وذوي الشهيد الصالح سائلة اللـه أن يتغمده بواسع رحمته.
وقالت مصادر محلية في قرية حضر في القسم المحرر من الجولان على سفوح جبل الشيخ لـ«الوطن»: إن «قوات الاحتلال الصهيوني استهدفت الصالح برشقات من الرصاص أثناء عودته من حقله لمنزله في موقع عين التينة في القسم المحرر من أراضي بلدة مجدل شمس المحتلة، ما أدى إلى استشهاده بعد اصابته بعدد كبير من الطلقات في منطقتي الصدر والبطن».
وفي تصريحه لـ«الوطن»، قال سوسان: «هذه جريمة دنيئة، خسيسة، جبانة، تمثل إرهاب الدولة»، لافتاً إلى أن هذه السياسة ينتهجها الكيان الصهيوني منذ أن استوطن في هذه المنطقة.
وأضاف: «هذه جريمة مدانة بأقصى وأشد العبارات لأنها استهدفت شخصاً نذر حياته من أجل الجولان وقضية الجولان ومن أجل رفع المعاناة عن أهلنا القابعين تحت نير هذا الاحتلال».
وطالب سوسان، المجتمع الدولي والمنظمات التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، بأن ترفع الصوت عالياً لإدانة هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق الشهيد المناضل مدحت الصالح.
وقال: «نفتقد اليوم الشهيد مدحت الصالح الذي كان سورياً وطنياً بامتياز وكرس حياته من أجل قضايا سورية وفي مقدمتها قضية عودة الجولان إلى كنف الوطن الغالي»، وأوضح أن هذا الكيان قام منذ تأسيسه على الإرهاب، مشيراً إلى أن عصابات الهاغاناة والأرغون وشتيرن، قامت بتنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة وفي منطقتنا عبر الإرهاب، مشيراً إلى أن رئيس وزراء كيان الاحتلال الأسبق إسحاق شامير كان مطلوباً للعدالة البريطانية لقيامه بأعمال إرهابية.
وأضاف: «هذه هي طبيعة الكيان الغاصب، فقد قام على الإرهاب والقتل والإجرام واليوم باغتيال الشهيد مدحت الصالح يكون قد أضاف جريمة جديدة إلى سجله الإجرامي الإرهابي الأسود في منطقتنا».
واختتم سوسان تصريحه بالتأكيد على أن «الجولان ستبقى قضية حية بقلوب كل السوريين، ولن يستطيع العدو الصهيوني الغاصب أن ينتزع هذه البقعة من قلوب السوريين، وسيبقى الجولان دائماً قضية كل السوريين وسيعود إلى كنف الوطن الأم سورية عاجلاً أم آجلاً، ولن نبخل بالتضحيات من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل».
ونعى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ نصر الدين الغريب في بيان، «الشهيد البطل المقاوم مدحت الصالح الذي استشهد (…) برصاص العدو الغاشم الذي يثبت مرة جديدة غدره وحقده في وجه من يقاتل من أجل الحق».
وتقدم الغريب بتعازيه الحارة لأسرة الشهيد وأهلنا في الجولان السوري المحتل، وللقيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد والشعب السوري المقاوم، سائلاً اللـه تعالى أن «ينتصر الحق على الشر ويعود الجولان حراً وكلنا ثقة أن الدماء الطاهرة التي روت هذه الأرض الطاهرة ستزهر نصراً ويندحر العدو الغاصب وإنه لعاجل قريب».
والشهيد الصالح من مواليد قرية مجدل شمس في الجولان المحتل عام 1967، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي أول مرة عام 1983 وبعد الإفراج عنه عاود الاحتلال اعتقاله مجدداً عام 1985 بتهمة الانتماء إلى المقاومة ليقضي 12 عاماً داخل معتقلات الاحتلال.
وفي عام 1997 أفرجت سلطات الاحتلال عنه، ونجح بعد عام من اجتياز خط فصل القوات والعبور باتجاه دمشق حيث عمل على تأسيس لجنة لدعم الأسرى والمعتقلين، وثم انتخب عضواً في مجلس الشعب عام 1998 عن الجولان المحتل، وتولى بعد ذلك شغل منصب مدير مكتب الجولان المحتل في رئاسة مجلس الوزراء.
الشهيد الصالح متزوج وله ولد اسمه «جولان»، وتعرض سابقاً لمحاولات اغتيال منها عام ٢٠١١، حيث أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عدة مرات على منزله في عين التينة، الأمر الذي زاده إصراراً على التمسك والصمود بأرضه وأن يبقى قريباً من مجدل شمس.
وفي آخر تصريح له لـ«الوطن» في الحادي عشر من الشهر الجاري، حول المؤتمر الذي عقده العدو الإسرائيلي في مستوطنة خسفين لبحث توسيع الاستيطان، قال: «إن محاولة كيان الاحتلال لتوسيع الاستيطان عبر إقامة مستوطنات جديدة مرفوضة رفضاً قاطعاً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن