سورية

مجهول التوقيت والطبيعة والحدود … النظام التركي يستعد لعدوان جديد على مناطق سورية

| وكالات

واصل النظام التركي قرع طبول شن عدوان جديد داخل الأراضي السورية، وأشار إلى أن الاستعدادات الفعلية للعدوان قد بدأت، لكن التوقيت وطبيعة هذا العدوان وحدوده ما زالت غير محددة.
وأكد مسؤولان في النظام التركي، أن الأخير يستعد لشن عمل عسكري ضد ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سورية.
غير أن المسؤولين، أشارا إلى أن شن هذا العدوان متوقف على إخفاق المحادثات مع الولايات المتحدة وروسيا حول هذا الشأن.
وأوضح المسؤولان، أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان سيناقش الأمر مع الرئيس الأميركي جو بايدن في روما خلال قمة مجموعة العشرين التي تضم الاقتصادات الكبرى في العالم نهاية الشهر الحالي، كما سيتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد المحادثات مع بايدن.
وبينما لم تتضح طبيعة العدوان الذي يمكن أن يقوم به النظام التركي، أكد المسؤولان أن الجيش ووكالة المخابرات الوطنية «إم أي تي» يجرون استعداداتهم له، لافتاً إلى ضرورة التنسيق مع دول بعينها قبل البدء، خاصة روسيا والولايات المتحدة.
وادعى أحد المسؤولين، أنه «من الضروري تطهير المناطق وخصوصاً منطقة تل رفعت شمال مدينة حلب التي تنطلق منها هجمات قسد»، ضد الاحتلال التركي، زاعماً أنه لابد من دفع «وحدات حماية الشعب» إلى 30 كيلومتراً أخرى على الأقل عن الحدود التركية، ومشيراً إلى أن روسيا تسيطر بالكامل على المناطق التي وقعت منها الهجمات الأخيرة ضد جيش الاحتلال التركي.
وقتل جنديان من قوات الاحتلال التركي وأصيب 5 آخرون، أول من أمس، في انفجار استهدف رتلاً عسكرياً تركياً على أوتوستراد معرة مصرين في محافظة إدلب، كما قتل جنديان من شرطة النظام التركي، في هجوم صاروخي موجه في منطقة أعزاز شمال غرب حلب، قال النظام التركي إن «وحدات حماية الشعب» شنته، الأمر الذي وصفه أردوغان بأنه «القشة الأخيرة»، متوعداً بالرد المناسب.
وفي السياق، أكد مصدر فيما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي، أن النظام التركي بالفعل جاد في تنفيذ عمل عسكري ضد «قسد» شمال سورية، وبشكل خاص في منطقة تل رفعت شمال حلب التي توجد فيها ميليشيات «قسد» وتخضع للهيمنة الروسية، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وزعم المصدر أن الجانب الروسي أبدى «مرونة» حول شن قوات الاحتلال التركي «عملية عسكرية شرق الفرات»، متوقعاً أن تستهدف تأمين المناطق التي تحتلها القوات التركية والممتدة بين رأس العين غرب الحسكة وتل أبيض شمال الرقة، وأن يتم توسيعها جنوباً باتجاه بلدة عين عيسى شمال الرقة، وشرقاً باتجاه الدرباسية وعامودا شمال الحسكة.
وادعى أن المفاوضات تتم بشكل أساسي مع روسيا وليس مع الولايات المتحدة، التي ينصب اهتمامها بالوقت الحالي على جنوب الحسكة وديرالزور.
وبينت مصادر إعلامية أن تصريحات النظام التركي التصعيدية ضد «قسد» هي إحدى نتائج اللقاء الأخير بين الرئيس بوتين، وأردوغان في «سوتشي» أواخر الشهر الماضي، حيث لم تصل القمة إلى نتائج واضحة، ولجأ الطرفان إلى التصعيد، وقامت روسيا بقصف بعض مواقع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية للنظام التركي.
وأوضحت أن النظام التركي يحاول استغلال القلق في السياسة الأميركية، وتخوف «قسد» من الانسحاب الأميركي من أجل تطبيق إستراتيجيته التي تتركز على إبعاد «قسد» عن الحدود إلى داخل سورية بعمق 30 كم.
وأشارت المصادر إلى أن النظام التركي ليس بصدد تنفيذ عدوان شامل ضد «قسد» بسبب المشاكل الاقتصادية، وقرب الانتخابات الرئاسية، وكذلك هو بحاجة إلى توافقات مع روسيا وأميركا وإيران، وحالياً علاقته متوترة مع الجميع، ولذلك إذا حدث عدوان فسيكون بسيطاً في محيط مدينة منبج شمال شرق حلب، وبلدة عين عيسى بريف الرقة، وهي عبارة عن «عملية إبعاد جديدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن