شؤون محلية

الحمضيات زراعات مهددة بالزوال وخطوط التشميع مشروعات شبه مشلولة … كلفة الكيلو 15 ل. س يباع بين 20 – 25 ليرة

اللاذقية- صبا العلي :

خطوط تشميع الحمضيات مشروعات رائدة لدعم الاقتصاد الوطني وتنشيط حركة الصادرات التي شملت الدول المجاورة في مرحلة ما قبل الحرب على سورية، فهي تهدف إلى تسويق المنتج المحلي بعد تشميعه وتوضيبه بطريقة صحية وحضارية ليصبح جاهزاً للتصدير، على حين بقيت أسواق العراق مفتوحة أمام التصدير حتى فترة وجيزة، إلا أن توقف حركة الطريق نحو العراق لتسيير البرادات وضع منتج الحمضيات بعد موسم معطاء وكلف عالية وقعت على عاتق المزارع، وهنا لعوامل كثيرة تتدخل جميعها لتقرير مصير منتج اقتصادي يدعم الاقتصاد الوطني وتختص به المناطق الساحلية.
وخلال زيارة لسوق الهال في منطقة جبلة رأس العين شهدنا حالة الإحباط الذي وقع فيه مزارعو الحمضيات بعد موسم من التعب والنفقات وأسعار المبازرة التي تستقر على أسعار لا تعيد كلفة النفقات من أسمدة وحراثة ورش مبيدات، فكلفها اليوم كبيرة رغم كل التسهيلات التي تقدمها مديريات الزراعة والوحدات الإرشادية الموزعة في الريف الساحلي، على حين يوضح طلال درويش مدير خط تشميع رأس العين لـ«الوطن» أن مستقبل الحمضيات وأسعارها تحدده حالة الطلب وأوضاع الطريق، وكل ذلك مرتهن بالأوضاع الأمنية وجزء كبير من الحرب على سورية شمل اقتصادها، والحمضيات منتج وطني مهدد اليوم بالتراجع فمعظم المزارعين الذين شكلت هذه الزراعة نقطة ارتكاز لإعاشة أسرهم سيقومون في مرحلة لاحقة باقتلاع أشجارهم والبحث عن مصدر رزق آخر إذا ما استمرت أسعار الحمضيات على هذه الوتيرة، فسعر الكيلو غرام الواحد اليوم عشرون ليرة في أرضه وسعر الكلفة خمس عشرة ليرة فهذا يعني خسارة فادحة للمزارع لأن نقله وتوضيبه يحتاجان إلى إلى كلف مضاعفة.
ويضيف درويش: إن أسعار المنتج مرتهنة بالطلب فالحمضيات تفيض عن حاجة السوق المحلية وفي حال انعدام التصدير يغدو خط التشميع الذي أقيم لهذا الغرض عملية توضيب فقط للسوق المحلي الذي يشمل المحافظات السورية، وقد يتوقف نهائياً في المرحلة المقبلة في حال تخلى المزارعون عن زراعاتهم وقلعوا أشجارهم لتتحول إلى حطب للتدفئة.
وأوضح درويش أن مشروع خط التشميع الذي أنشأه بكلفة مئتي مليون ليرة وعلى مساحة نحو أربعة دونمات، وحلم بتطوير آلاته وإدخال خطوط جديدة للفرز والتوضيب، إضافة إلى أنه يقوم بتشغيل مئة وخمسين عاملا وعاملة لإعالة أسرهم، بات رهنا لمستقبل مجهول.
من جهته أكد هيثم حميدي الذي يعمل في تسويق الحمضيات أن أسعارها اليوم في الحضيض وتشكل خسارة كبيرة للمزارعين مع ارتفاع أسعارها في المناطق البعيدة عن إنتاجها بسبب أجور النقل المرتفعة جداً وهي حالة لا تعود على المزارع بأي ربحية فالربحية للتاجر فقط، وحال أسعار الليمون والبرتقال بأنواعه /أبو صرة واليافاوي والساس توما والفرنسي…../ كأحجار الدومينو مرتبطة بالطلب، وإغلاق أسواق التصدير مرتبط بواقع الحرب على سورية ومرتبط بالطريق والنقل والوقود، ما يعني تخلي المزارعين نهائياً عن هذا المنتج بسبب خسائرهم الفادحة في بداية موسم مبشر بعطاء كبير لأسواق بعيدة مغلقة أو محلية يفيض عنها وبالتالي تدني الأسعار.
ويؤكد مدير الزراعة في مدينة جبلة المهندس أحمد فندي أن المواسم في أوج عطائها وكلفة الكيلو الواحد من الحمضيات هي خمس عشرة ليرة، على حين سعره في سوق الهال بين عشرين ليرة وخمس وعشرين، وهذه خسارة كبيرة والتعويض صعب بعد غلاء جميع المواد كالأسمدة والنقل وغيرها لخدمة منتج يحتاج إلى الكثير من الجهد والنفقات، فلا بد وسيمر المزارع بمرحلة ركود قد يضطر بعدها إلى ترك أرضه بورا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن