واللاذقية تبيع الحطب أيضاً بعد غلاء المحروقات… الحطب آخر وسائل التدفئة
اللاذقية- عبير سمير محمود :
مع توقعات لمعظم مراكز الأرصاد الجوية في العالم بموسم شتاء قارس- والأكثر برودة منذ عشرات السنين- لهذا العام على معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط ومنها سورية يبدأ المواطن السوري بالبحث عن مستلزمات التدفئة قبل انقطاعها في عزّ الشتاء كما يقول أحد المواطنين في اللاذقية لـ«الوطن» الذي أكد بأن دخله الشهري لا يسمح له بتركيب مدفأة مازوت أو غاز بعد غلاء أسعار المحروقات كما أنه لا يعتمد بتدفئة أطفاله على التيار الكهربائي الذي قد لا تتعدى تغذيته اليومية 5 ساعات في الشتاء مع اعتيادنا على انقطاعاته المتكررة بعد فترات التقنين التي تزداد شتاء كما جرت العادة على حد قوله، مبيناً أنه بدأ منذ أيام بتجميع الحطب من مخلّفات الأراضي الزراعية حتى لا يضطر للاستغناء عن آخر وسيلة وهي صوبية الحطب التي تقي صغاره من برد زمهرير في منطقته الجبلية بأقل تكلفة مقارنة بغيرها.
والتدفئة على الحطب وسيلة لجأ إليها أغلب سكان المناطق الجبلية في الساحل بعد أن أنهكتهم سبل تأمين الوسائل الأخرى وارتفاع أسعارها سواء التي تعتمد بتشغيلها على المازوت أم الغاز، وهو ما لفت تجّار الأزمة ليتوجهوا إلى سوق الحطب حتى يضيقوا الخناق على المواطن الفقير فلا يجد بديلاً عن انتهازيتهم بعد أن تحكموا بأسعار الحطب ما رفع سعره عن السابق ليباع الطن بسعر يتراوح بين 17-25 ألف ليرة سورية للجفت أما المقطّع فيصل سعر الطن منه إلى 60 ألف ليرة مع احتمال زيادته بحلول الشتاء فعلياً خلال الشهرين القادمين ليذهب بعض المواطنين لعمل مضرّ بالبيئة وهي عملية القطع الجائر للأشجار مبررين ذلك بقول أحدهم: إنه عمل تضطرنا إليه ظروف المعيشة الصعبة التي لم تبق بقلوبنا رحمة تجاه الشجرة خاصة حين يبكي أطفالي من البرد وأنا لا أملك ثمن ليترات المازوت فلم يبقَ أمامي سوى هذا الحل مع الأسف متسائلاً: هل يصبح قطع الشجر فعلاً مشروعاً عندما أشتري طن الحطب من التاجر الانتهازي بـ50 ألف ليرة ولا رقيب عليه حين يقوم بافتعال حريق بالغابة لقطعها، في حين تكون فعلاً حراماً حين أقطعها- مضطراً- قبل وصوله إليها ومتاجرته بدفء أطفالي!!.
وبالعودة إلى دائرة الحراج بمديرية زراعة اللاذقية أكد مصدر مسؤول لـ«الوطن» أن بيع الحطب للمواطنين يتم من خلال تشكيل لجنة برئاسة رئيس شعبة المنطقة التي سيتم فيها البيع ورئيس المخفر الحراجي إضافة إلى مراقب داخلي حيث يتم تجميع طلبات شراء الحطب المقدمة من المواطنين وعند توافر كميات من الأحطاب يتم إخطارهم بعملية البيع، بسعر 7700 لطن الحطب الصناعي، مقابل 3500 ل. س لطن حطب الوقيد، وتتم عملية البيع المباشر في الموقع بعد انعقاد اللجنة والموافقة على الطلبات.
مؤكداً أن عدد الأسر المستفيدة من الأحطاب: 97 أسرة حتى الآن وكمية الأحطاب المباعة: 209.49 أطنان وقد بلغ مجموع المبيعات 852.445 ل.س.
وكشف المصدر عن قرارات وزارية جديدة تقضي بالسماح ببيع الحطب لغرض التدفئة لسكان المناطق الريفية المجاورة للمناطق الحراجية بكمية 2 طن لمرة واحدة في العام والأفضلية لذوي الشهداء والأرامل.
من جهة ثانية كشف المصدر تسجيل الدائرة عدد من الضبوط الحراجية وصلت إلى 548 ضبطاً، تنوعت بين كسر وعشف، تفحيم، قطع وتشويه، قلع، حرق. وعدد الحرائق الحراجية حتى نهاية شهر تشرين الأول 127 حريقاً مقابل 575 حريقاً زراعياً وحرائق أخرى.
يُذكر أنه يوجد في اللاذقية محميتان هما (محمية الشوح والأرز- محمية الفرلق).