ثقافة وفن

خشبة مسرح الأطفال رسمت لي الطريق … فارس ياغي لـ«الوطـن»: الأعمال المنسوخة عن الأجنبية لا تشير إلى فقرِ الإبداعِ العربي

| سوسن صيداوي

الممثل الشاب فارس ياغي، الذي دخل وفق رغبة الأهل في كلية الحقوق جامعة دمشق، لكنه لم يتابع المرحلة الجامعية رغم أنه وصل إلى سنته الثالثة، بل لحق المكان الذي يجد نفسه فيه، متابعاً الوقوف على الخشبة من خلال مسرح الأطفال والفرقة الراقصة (أدونيا)، لينتسب للمعهد العالي للفنون المسرحية، ويلاقي الفرص بانتظاره لمجرد تخرّجه. «الوطـن» حاورت الفنان ياغي.

• بداية هل يمكننا القول بأن انضمامك إلى فرقة (أدونيا) الراقصة ومشاركتك بعروضها على خشبة المسرح هو شرارة عشقك للتمثيل؟

نعم انضمامي لفرقة (أدونيا) كان مكاناً أعبّر فيه عما في داخلي في ذلك الوقت الذي كنت أبحث فيه عن ذاتي، فكانت بداياتي في مسرح المدرسة ومن ثم كتابة الشعر والخواطر، وبعدها انضمامي لفرقة (أدونيا) حيث أصبحت أعبّر عن ذاتي في الرقص، وبعدها مسرح الأطفال، الخشبة التي رسمت لي الطريق للانتقال لمرحلة الاحتراف ودراسة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية.

• حدثنا عن صعوبة قرارك ومواجهتك للأهل عندما تركت كلية الحقوق في سنتها الثالثة والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق؟

كانت الصعوبة في وقتها تكمن بما سأواجهه، لأنني وجدت نفسي بين نارين، الأولى إرضاء أهلي بمتابعة دراستي في كلية الحقوق، والثانية رغبتي في أن أدرس التمثيل، وبالتالي هذا الأمر كان معقدا من حيث قراري واختياري والنجاح الواجب تحقيقه، وما يرافقه من التوتر والتفكير في هذه المرحلة الدقيقة، وخصوصاً أن عنصر الاستمتاع سيكون غائباً، وخاصة أنني تابعت دراستي في الحقوق، ولكن بالنهاية حبي وشغفي للتمثيل ساعدني على مواجهة كل الضغوط ودفعني لإثبات نفسي.

• لنقف عند مشاعرك باللقب (المحامي الرقّاص) الذي تعرضت للتنمر من خلاله في سنتك الجامعية الأولى.

بصراحة لم أقف عند التنمر الذي تعرضت له في الجامعة، بمعنى كنت أنظر إلى تصرفات وأقاويل الزملاء بطريقة إيجابية، لكوني مقارنة بهم، أنا من الأشخاص المميّزين وغير التقليديين، بمعنى أنا أدرس فرعين مختلفين تماماً، ما دفعني للالتفات إلى نفسي وذاتي باحترام أكبر رغم أن التنمر علي كان يشعرني ببعض الأحيان بالإحباط والانزعاج.

• برأيك إلى أي مدى خدمت الأزمة في سورية الوجوه الجديدة وساهمت في انطلاقها… لكون الكوادر بالمعظم أصبحت خارج البلد؟

أنا لا أجدها سببا بإطلاق الوجوه الجديدة وخصوصاً أن المعهد العالي للفنون المسرحية، يطلق كل عام مجموعة من الشباب يسعون لإثبات ما تعلموه على أرض الواقع الفني، بمراحله المتدرجة بين دور ثانوي إلى دور ثانٍ وأول. وأنا من الأشخاص الذين تخرجوا وانطلقوا فوراً في الوسط، وحتى أنني منذ البدايات قمت بتمثيل بطل ثانٍ مع أسماء مهمة، وبدأت بالسينما.

• في شخصية (هادي) البسيطة بمسلسل عروس بيروت ألم تخش أن تتقولب معها بشخصية (هادي) عروس إسطنبول؟

لا لم أخش هذا الأمر، لأن دراستي الأكاديمية في المعهد مكّنتني من التعامل مع الشخصيات المطروحة، وبالتالي حاولت أن أحلل شخصية (هادي) الشاب البيروتيّ الذي يعيش في ظرف معين ضمن عادات اجتماعية معينة ومختلفة عن العادات الحياتية في القصة الأصلية التركية، وحاولت أن أُخرج (هادي) الجديد والقريب من الشخصيات العربية المعتادين عليها، يشبهنا وموجود في كل أسرة، وقدمت الشخصية بأسلوب بعيد عن أي تكلف.

• ما الجديد بشخصية (هادي) في الجزء الثالث من عروس بيروت؟

شخصية (هادي) في الجزء الثالث، هي شخصية أقرب إلى الشخصية التي تقوم باحتواء الآخرين من أفراد العائلة، وتقدم لهم النصائح والمشورة في المشاكل التي يتعرضون لها، حيث يكون هادي الداعم للشخصيات في كل خطوط العمل كي يعودوا مستقرين بعواطفهم بعد أن حلّوا مشاكلهم التي ساعدهم في حلها.

• إلى أي مدى الشكل الجميل يؤثر في اختيار الممثل للعمل؟

لا أرى أن الشكل الجميل يؤثر إلا إذا كانت الأدوار في بعض أنواع المسلسلات، تتطلب أن يكون الممثلون على قدر من الوسامة والجمال، وهذا الأمر لا يخدم الممثل دائماً، بل يجب أن تكون موهبته حاضرة ومصقولة بقدرته على التعبير من خلال أدواته وتقنياته بخلق شخصيات جديدة، فالتعامل مع أدوار مختلفة هو الأهم.

• لنذهب إلى جانب آخر في انطلاقتك إذ كانت عبر السينما بالمشاركة مع المخرج باسل الخطيب بفيلم (وعد شرف)، السؤال: بغض النظر عن حجم الدور… هذا الاختيار كم حمّلك مسؤولية؟

هذا الاختيار كان بالنسبة لي بمنزلة مسؤولية كبيرة، وخصوصاً بسبب التحاقي بفريق العمل والتصوير بعد مرور شهر على تخرجي في المعهد. هذا الأمر وضعني أمام تحد كبير، فالوقوف أمام الأستاذ باسل وبعمل سينمائي، جعلني أفكر كثيراً وتطلّب مني مجهودا كبيراً كي أعبّر عن أدواتي السينمائية وخصوصاً أنني خريج مسرحي، وهذا يتطلب أدوات مختلفة وبعيدة عن الانفعالات، كما كان علي دائماً أن أكون صاحياً ومطواعاً للمخرج الخطيب، كي أتعلم وأكتسب الخبرات عبر الملاحظات الموجهة لي.

• لنتوقف عند مسلسل (ميادة وأولادها) في البطولة مع النجمة شكران مرتجى… ماذا تقول في التجربة؟

عملي مع الممثلة شكران مرتجى فيه الكثير من المتعة، وخصوصاً أنني وقفت أمامها في عملين مختلفين وردة شامية كان يتطلب أداء معيناً وكذلك في مسلسل ميادة وأولادها حيث كان المسلسل كوميدياً. أما بالنسبة للانتقادات التي تعرض لها مسلسل «ميادة وأولادها»، فهو أمر طبيعي وصحي، وفي النهاية كنا نحاول أن نقدم عملاً لطيفاً خفيفاً بعيداً عن الابتذال أو الاستعراض في الكوميديا، حدودته بسيطة تجسد ظروف عائلة لسيدة أرملة ولديها أولاد وما زالت في ريعان الشباب، وكيف يحبط أولادها أي محاولة لزواجها من جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن